لا يحتاج بنيامين نتنياهو، إلى ان يخلي جدول أعماله لأسبوع من أجل عقد لقاء مع الرئيس ابو مازن، كما قال خلال استقباله وزير الخارجية التشيكي لوبومير زاوراليك، عصر امس الاثنين، وليس صادقا فيما قال لبعثة من أعضاء الكونجرس الأميركي، حول دعوته تلك.

ما صدق فيه فقط، نتنياهو، انه يريد شعبنا مباركا لما يقوم به جيشه، وغلاة مستوطنيه، وان ينبري اعلامنا لتجميل صورة الاحتلال القبيحة، واظهار جمال رسم الجدار العنصري والمستوطنات، ولهذا يريد ان يلتقي الرئيس ابو مازن، ليقدم له قائمة ادعاءاته، وعند رفضها ليقول للعالم، بانه ليس الطرف المعطل لمساعي السلام.

ان كل ما يحتاجه الامر، ان كان صادقا في دعوته للقاء والبدء في اطلاق عملية سلام جادة – وهذا مستبعد - ان يعلن البدء بتنفيذ الالتزامات المترتبة على الاتفاقات التي كان واحدا ممن شهدوا ووقعواعليها، وان يوقف سياسته الدموية، التي تحصد الارواح على الحواجز، ويوقف استيطانه، الذي وصفه العالم اجمع انه كسرطان يتمدد، ونصحه اقرب حلفائه في الادارة الاميركية بوقفه، وبانه لا ينسجم وأي سبيل للسلام.

نتنياهو الذي يحاول الظهور على شاكلة حمامة السلام، " المجروحة، والنازفة بسبب التحريض الفلسطيني"، يعلم ان كذبته اكبر من ان يتم تغطيتها بغربال تتسع ثقوبه يوما بعد يوما، وان صلفه هو السبب الرئيس في ادامة الصراع، وابقاء المنطقة على صفيح ساخن.

واضح ان سطحية فهم نتنياهو، جعلته يعتقد ان الاشكالية تكمن في دعوة الرئيس ابومازن للقاء يتم فيه التقاط الصور التذكارية، دون ان يلتقط اصل الفكرة التي تحدث بها الرئيس ابومازن في لقاءه مع اليهود الشرقيين عندما قال "ان الوقت يمر بسرعه، والخشية ان لا نتمكن من اغتنام الفرصة لتوقيع اتفاق ينهي الصراع الى الابد".

ان ما يغيب ايضا عن وعي وفهم نتنياهو، حقيقة ان السلام بالامكان حصد ثماره في موسمه، وليس عندما يريد، وانه ليس مجرد شعار يتفق عليه الساسة، بل يحتاج لموافقة الشعوب ايضا، وبانه لا قيمة لاي اتفاق، ما لم لم يكن له حاضنة شعبية ترعاه وتحميه، وهذا ما يستوجب منه، ومن اركان دولته المسارعة الى وقف نزيف الكراهية لدولته، التي لن تنجح اجراءاتها الامنية بحمايتها، وليس ادل على ذلك، من هبة القدس، وفشل اجهزة دولته القمعية، بكل ما تملك من امكانيات لوقفها، بل تصب يوميا الزيت على النار، حتى طالت عمق عمقها، وابقتها على مدار ستة اشهر تقف على رؤوس اصابعها.