المنطق الذي يحكم نتنياهو في حكومته الرابعة هو نفسه المنطق الذي يحكم الحكومات الاسرائيلية منذ انشاء اسرائيل حتى الان، وهو يقوم على الاستمرار في ادارة الصراع الفلسطيني الاسرائيلية دون التوصل الى حل نهائي، واستغلال المستجدات في وضع المنطقة والعالم لفرض الامر الواقع وتحويله الى حقيقة معترف بها، والاستسلام لها في نهاية المطاف، مثل التوسع بالاستيطان او عربدة القوة الغاشمة، وتحويل "الديمقراطية" الاسرائيلية التي يتم المباهاة بها بشكل مبالغ فيه الى مسرحية هزلية كما يحدث الآن حيث اسرائيل محكومة لزعيم اوحد وبجانبه اصفار يتنافسون فيما بينهم للتساوق معه بالموافقة على كل ما يريده في السياسة وفي القوانين العنصرية البغيضة وفي السلوك اليومي البشع ضد الشعب الفلسطيني قتلا واضطهادا او اقتحامات وموجات استيطان وارهاب مغطى وارهاب مكشوف، وهكذا تمضي السنوات وراء بعضها ونحن لا نغادر نقطة الصفر كما يتوهم نتنياهو وحلفاؤه الخاضعون لمنطقه في اسرائيل.

ولكن اسرائيل حين تنظر وراءها فانها تكتشف انها رغم كل مظاهر القوة والاستقرار والانحياز الأميركي المعلن وتراخي جدية المجتمع الدولي ضدها، تجد نفسها لم تذهب بعيدا، وانها ما زالت في مرمى الملاحقة، وانها رغم صناعة الانقسام الفلسطيني من اوله الى آخره، ورغم انها وجدت في حماس ضالتها المنشودة في تحقيق الانقسام والركض وراء فكرة الدويلة الاسلامية في غزة وتوابعها، ورغم زيادة علاقات العرب مع اسرائيل دون ثمن، لكنها تظل في منطقة البداية اذا لم تعط الفلسطينيين حقوقهم بحدها الادنى وهو قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، فنحن في رقعة فلسطين التاريخية متساوون تقريبا في عدد السكان، ونحن نصعد في المكانة الدولية، ونحن ناجحون في ادارة ما يتوفر من موارد، وفوق ذلك كله فنحن لدينا الهبة الشعبية التي افشلت كل فرضيات نتنياهو وتوقعاته، واعادته الى نقطة البداية وجوهر الحقيقة باننا شعب يرفض الاحتلال ونعتبر وجود هذا الاحتلال بكل تداعياته  غير شرعي، المهم ان نحافظ على ذلك كله وان نثق بالمستقبل وان نجعل نتنياهو يفشل في رهاناته.