تنعى قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان إلى جماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم القائد الفتحاوي والوطني، المناضل الكبير اللواء أسعد سليمان حسن عبد القادر سليمان "صلاح التعمري"، الذي توفاه الله يوم أمس السبت في فلسطين، بعد مسيرة نضالية طويلة، حافلة بالنضال والتضحية والفداء والعطاء والوفاء لفلسطين وشعبنا وقضيتنا العادلة.

 

التحق المناضل الوطني الكبير اللواء صلاح التعمري مبكرًا في صفوف الرعيل الأول لحركة "فتح" والثورة الفلسطينية، وأفنى حياته مناضلاً شجاعًا وصلبًا من أجل تحرير فلسطين وحريتها، وشارك في العديد من مواقع النضال من أجل تحقيق أهداف ثورة شعبنا الفلسطيني المعاصرة وبقي مخلصا ووفيا لمبادئها حتى الرمق الأخير.

 

وتبوأ العديد من المناصب العسكرية والسياسية والرياضية في صفوف حركة "فتح" والثورة الفلسطينية، وعمل في مؤسسة الاشبال والزهرات بحركة فتح في الأردن، ولبنان.

 

اعتقل الراحل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي إبان الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وكان له الدور المميز إلى جانب رفاقه من قيادات حركة "فتح" وفصائل الثورة الفلسطينية في إحياء قضية أسرى معتقل أنصار وبث الروح الوطنية والمعنوية للاسرى وتحويلهم من مجرد أرقام إلى نماذج نضالية استطاعت جعل المعتقل اسطورة ومدرسة نضالية في تحدي السجانين الصهاينة، وأسهم تسليط الضوء على قضيتهم من خلال تنظيمهم وتوحيدهم وجمع كلمتهم على إختلاف إنتماءاتهم التنظيمية، وأصبح قائدًا لأسرى معتقل أنصار (1) من خلال تشكيل لجنة قيادية للأسرى من الفصائل الفلسطينية كافةً، لعبت دورًا أساسيًا في تنظيم العصيان والمواجهة مع جنود جيش الإحتلال طيلة فترة الاعتقال إلى أن تم الإفراج عنهم وإطلاق سراحهم في نهاية عام 1983 ضمن صفقة التبادل الكبير التي أنجزها الرئيس الراحل الرمز القائد ياسر عرفات وتم بوجبها الإفراج عنه مع أكثر من 5000 أسير لبناني وفلسطيني. 

 

وعاد إلى أرض الوطن مع طلائع قوات الثورة الفلسطينية عام 1994، وانتخب عضوًا في أول مجلس تشريعي فلسطيني عام 1996، عن محافظة بيت لحم، وشغل منصب وزير الشباب والرياضة في الحكومة الثامنة، ومحافظ سابق لمحافظة بيت لحم، ومستشارًا للرئيس محمود عبّاس لشؤون الاستيطان والجدار، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، وعضو المجلس الاستشاري في الحركة، وعضو المجلس العسكري، وعضو المجلس المركزي الفلسطيني.

 

وبرحيله خسرت فلسطين، ومنظمة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية وحركة "فتح" فارسًا من فرسانها الأوائل، ومناضلاً كبيرًا صلبًا وشجاعًا ودمث الأخلاق وطيب القلب وحظي بمحبة واخترام جميع من عرفه من أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات.

 

وبهذا المصاب الجلل تتقدّم قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان من سيادة الرئيس محمود عبّاس/أبو مازن، واللجنة المركزية لحركة "فتح" واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وفصائل الثورة الفلسطينية وكوادرها ومناضليها وعموم وأبناء شعبنا الفلسطيني ومن عائلة الراحل الكبير بأحر التعازي وخالص والمواساة، داعية المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه ورفاقه ومحبيه الصبر والسلوان وحسن العزاء. 

 

نعاهد المناضل الكبير القائد الراحل صلاح التعمري وكل الشهداء الأبرارعلى المضي قدمًا على طريق النضال حتى تحقيق الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وإنها لثورة حتى النصر

قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية

في لبنان

24 نيسان 2022