أصاب بالاكتئاب كلما تجولت في الاغوار خاصة شمال اريحا حيث يفترس المستوطنون الارض وخيراتها ويمارس الاحتلال سياسة التطهير العرقي ضد التجمعات السكانية هناك، ويستخدم المستوطنون احيانا اصحاب الارض المصادرة لزراعتها واحيانا يضمنونها لهم ولا يظهرون الا لقبض المال. ويمكن مشاهدة عمال سودانيين يدخلون من السياج الاستيطاني نحو المزارع على ضفة للنهر حيث يعملون في ارض خصبة حجزها الاحتلال بالاسلاك الشائكة المكهربة بحجج امنية لكنه في الواقع وهبها للمستوطنين مع مياه الاغوار وحرم اهل الارض من الارض والماء والمراعي ايضا.فالقرى والتجمعات السكانية محاصرة ويحظر الاحتلال اقامة اي منشآت في المناطق الزراعية كما في مرج نعجة والزبيدات وفروش بيت دجن والجفتلك، ويطارد الرعاة من مكان الى آخر فهو يريد الاستحواذ على ثلث الضفة للاستيطان.

 منذ سنوات وسكان الاغوار يطالبون بإنشاء هيئة تعنى بشؤون الاغوار وتتابع مشكلاته وتدعم صمود السكان وتواجه سياسة التطهير العرقي، لكن حتى الان لم يلتفت احد اليها ولا يزورها مسؤولون ويجهلها اغلب الوزراء، فالمطلوب هيئة وطنية للاغوار تقتحم المحظورات التي يضعها الاحتلال وتهتم بالسكان وتدعم صمودهم وتعتني بالارض وليس هيئة مناصبية على مقاسات المبشرين بالمناصب الذين لا يفعلون شيئا واذكر ان احد المسؤولين كان يطل على الاغوار من الطيبة ويتصور ويدلي بتصريح ويوزعه على الاعلام وينام. من يريد مواجهة الاستيطان فعليه ان يخلق الاساليب والرجال ويسخر الدعم المطلوب لأن تلك المنطقة هي الاحتياطي الاستراتيجي للاسكان والزراعة ولا يجوز تركها دون رعاية وثيقة ومستمرة. فمن جهة يعمل الاحتلال على حرمان اريحا من البحر الميت بمصادرة الاراضي ومن جهة اخرى يعمل على افراغ الاغوار الشمالية من سكانها ويحتكر ثرواتها ومنافعها كما يحتكر البحر الميت. ابعد هذا الموت من موت!