الإحباط والاضطهاد وفقدان الأمل واليأس، عوامل تؤدي الى وضع مأساوي، هكذا لخصت  وزيرة خارجية السويد "مارجوت وولستروم"رؤيتها للقضية الفلسطينية ولما يتم من جرائم وانتهاكات اسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني، وتشير بوضوح أن الفلسطينيين فقدوا الأمل في المستقبل، وأنه عليهم أن يقبلوا الوضع المأساوي أو يلجأوا إلى العنف.
لقد وضعت الوزيرة السويدية يدها على مكمن الداء في المنطقة والعالم وهو الكيان الصهيوني وسياساته تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وبالتالي فإن القضية الفلسطينية هي أم القضايا في المنطقة والعالم وفلسطين مركز الزلزال الذي تشهده المنطقة ويشعل الحرائق فيها وبات شرره يتطاير إلى الأنحاء المختلفة في العالم فمواجهة الإرهاب تقتضي قبل كل شيء فرض الحل العادل للقضية الفلسطينية وتطبيق الشرعية الدولية وإلزام الكيان الصهيوني بالإذعان لها حينها فقط تصبح مواجهة الإرهاب وكبح جماحه ممكنة.
إزالة الاحتلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الدولي 194، خطوات تؤدي الى الاستقرار والأمن في المنطقة، وهكذا لخص عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية، رؤيته ورؤية حركة فتح من الوضع الفلسطيني،
تبرز اليوم منعطفات وقضايا دولية واقليمية وعربية، لا يمكن المرور بها دون توقف وقراءة عميقة، لقد تغيرت الظروف ، فالظروف الدولية لم تكن كما كانت عليه قبل عدة سنوات ، والوضع العربي لم يعد كما كان ، وأيضا الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد قادرة على قيادة تحالف دولي يحقق كل ما تريد من قرارات .
غضبة القدس أو الهبة الجماهيرية المستمرة، تؤكد أن القضية الفلسطينية حاضرة فوق الأرض الفلسطينية، ولا يمكن لعواصم العالم أن تغمض سياستها عنها، وكلما ابتعد العالم عن إنهاء الاحتلال، كلما تعقد الوضع في الشرق الأوسط، واقترب أكثر من واقع الصراع الديني الذي يتجاوز الأنظمة السياسية والمعاهدات الدولية، ولا يوجد له ضوابط .
تعلم (اسرائيل) أن ما تسميه "العنف الفلسطيني" هو الحق المشروع للشعب المحتل ليقاوم الاحتلال، وأن الحل في النهاية سيفرض إنهاء الاحتلال، ومهما حاولت الحكومات الإسرائيلية المتلاحقة بتطبيق سياسات تهدف الى تدمير روح النضال الفلسطيني، فلن تنجح في ذلك، والجيل الذي يقود الانتفاضة الحالية يؤكد ذلك، وكما أن هذا الفعل المنتفض شعبيا بأدواته البسيطة الغير عسكرية تقف معه القيادة الفلسطينية والتي عبر الأخ محمد شتيه عنه بوضوح بقوله "القيادة الفلسطينية تجري حالياً مشاورات مع الدول العربية، والمجتمع الدولي ككل، حول قرار التحلل من الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي، وعقد مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية، وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".
في الحقيقة ان القيادة الفلسطينية توصلت قبل سنوات إلى حقيقة مفادها أنه لم يتبق أمام الفلسطينيين سوى مواصلة الدفاع عن التطلعات والحق الفلسطيني في إطار الأمم المتحدة ومواصلة النضال والعمل على التخلص من الاحتلال الإسرائيلي، ولهذا فالأيام القادمة ستكون حُبلي بالأحداث وربما المبادرات السياسية .
ملاحظة/ من جميل الفعل والقول أن نقول لوزيرة السويد، لازال هناك أمل، لقد استطعت تشخيص الحالة ووضع النقاط على الحروف، وفي انتظار موقف دولي ينهي الاحتلال ويرسم ملامح لمستقبل أفضل وآمن لشعبنا الفلسطيني فوق أرضه