دشن بنيامين نتنياهو حربا معلنة على الهلال الاحمر الفلسطيني قبل أيام قليلة، وادعى ان المسعفين الفلسطينيين "لم يلتزموا" بالمعايير المهنية العالمية. ثم لحق به، مندوبه في الامم المتحدة، داني دانون، الذي واصل الحملة في اروقة المنظمة الاممية. واخيراً دخل على جبهة المواجهة ما يسمى "المنتدى القانوني من اجل أرض إسرائيل"، الذي دعا مسجلة الجمعيات في وزارة القضاء الاسرائيلية، إلى الغاء تسجيل جمعية الهلال الاحمر الاردني! قاصدا الفلسطيني، طبعا الزج باسم الاردن الشقيق، لم يكن سهوا او عفويا، بل هو استهداف لفلسطين ومؤسستها الطبية.

والحرب المفتوحة على جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، تهدف للايغال في التحريض عليها، كمقدمة لاستهدافها، واستهداف طواقمها الطبية؛ تشريع عملية استباحتها بعد شطب اسمها رسميا في المؤسسات ذات الاختصاص؛ للحؤول دون إنقاذ ابطال المقاومة الشعبية من الاطفال والشباب والنساء، الذين يتعرضون لعمليات الاستهداف المباشر من قبل قطعان المستعمرين وضباط وجنود جيش الاحتلال الاسرائيلي؛ وللتشهير بمكانة الجمعية في الاوساط الدولية؛ وايضا لخلط الامور من خلال عملية التضليل، بحيث تبرر عمليات اقتحام المستشفيات والمراكز الصحية الفلسطينية؛ أضف الى انها جزء من الحرب العامة، التي تشنها القيادة الاسرائيلية على القيادة والشعب والمؤسسات الوطنية.

لكن المراقب والمتابع لجرائم إسرائيل، يلحظ أن سلطات الاحتلال واجهزتها الامنية وجيشها البربري وقطعان المستعمرين، قاموا خلال الشهر ونصف الشهر الماضية من الهبة الشعبية بارتكاب 276 انتهاكا ضد جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني. واعتدوا بشكل مباشر على الطواقم الطبية وسيارات الاسعاف، واصيب العديد منهم، وهم يقومون بواجبهم الانساني. وبالتالي عملية التحريض مردودة على نتنياهو وائتلافه الحاكم.

وكان الاجدر برئيس حكومة الارهاب، ان يغزل بمسلة أخرى، لأن العالم بما في ذلك المتواطئون معه، يعلمون بالانتهاكات الخطيرة، التي ارتكبها جيشه ضد جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني. وشاهد القاصي والداني على الفضائيات، من هي الجمعية، التي تركت طواقمها الطبية الطفل احمد مناصرة والعشرات من الاطفال والنساء ينزفون على الارض دون ان تحرك ساكنا، وكان جنوده وقطعان مستعمريه، يصرخون بأعلى صوتهم على الطفل ابن الثلاثة عشر ربيعا باقذع وابشع الشتائم. انها جمعية نجمة داود الاسرائيلية، التي تخلت كليا عن احترام القوانين الطبية. إلا ان نتنياهو عمل بمنطق، ضربني وبكى وسبقني واشتكى!

من المؤكد حرب زعيم الائتلاف الاسرائيلي الحاكم، لن يكون مصيرها سوى المزيد من الفشل والهزيمة، لأن العالم يعرف الحقيقة. وكما اوضحت وزيرة خارجية السويد وولستروم العلاقة العضوية بين الارهاب والاحتلال الاسرائيلي لاراضي دولة فلسطين، وكما اصدرت محاكم كل من اسبانيا وجنوب افريقيا الاحكام باعتقال نتنياهو ووزير حربه يعلون ورئيس اركان جيشه السابق, اشكنازي وغيره من الوزراء والجنرالات، لارتكابهم جرائم حرب ضد الابرياء في سفينة مرمرة مايو 2010، فإن منظمة الصليب الاحمر الدولية، لن تمرر حرب الصهيوني القذر نتنياهو على جمعية الهلال، لانها الاكثر التزاما بالقيم المهنية والقوانين الاممية. اضافة الى ان الوثائق الدامغة المتوفرة بيد الجمعية الفلسطينية، ستفتح الباب واسعا امامها مع المؤسسات الصحية الرسمية والاهلية لملاحقة حكومته الفاشية، وايضا ملاحقة جمعية نجمة داود امام المنابر الاقليمية والدولية ذات الاختصاص، وتحميلها المسؤولية عن الاخلال الفاضح بالمعايير الدولية. والعمل على طردها إن أمكن ذلك من المنظمة الدولية للصليب الاحمر. والمستقبل كفيل بالاجابة على كل السيناريوهات ارتباطا بالسياسات، التي تقررها جمعية الهلال الاحمر وفق توجيهات القيادة الشرعية.

f