نظمت جامعة فلسطين التقنية خضوري في طولكرم، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي والاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، اليوم الأحد، فعالية لمناسبة يوم المعلم الفلسطيني، على مسرح الشهيد ياسر عرفات في حرم الجامعة.

وشارك في الفعالية مديريات التربية والتعليم في محافظات شمال الضفة الغربية (جنوب نابلس، نابلس، قباطية، جنين، قلقيلية، طولكرم) بحضور شخصيات وطنية وأكاديمية بارزة.

ووجه وزير التربية والتعليم العالي، أمجد برهم، في كلمته، التحية لجموع المعلمين والمعلمات، مثمنا تفانيهم وصبرهم وتميزهم في كافة الميادين والمجالات، موجها رسالة خاصة لمعلمي غزة الذين يواجهون أصعب الظروف نتيجة الإبادة المتواصلة وتشبثهم بخيار العلم وتوفير كل ما يلزم من أجل أطفالنا.

وتطرق إلى مُجمل الانتهاكات الاحتلالية المتصاعدة بحق مدارسنا ومعلمينا وكوادرنا التربوية، خاصة في القدس وغزة والمناطق المسماة "ج"، مؤكدا ضرورة المضي قدما في كل البرامج والخطط التي تضمن تطوير التعليم وتنميته، والارتقاء بالمعلمين ماليا ومهنيا باعتبارهم العنصر الرئيس في قلب النظام التعليمي.

وشكر برهم جامعة فلسطين التقنية "خضوري" والاتحاد العام المعلمين الفلسطينيين على الشراكة والعلاقة التكاملية والتعاون في هذه الفعالية.

من جانبه، قال رئيس الجامعة حسين شنك: "نلتقي اليوم على أرض جامعة الدولة، لنحتفي بمعلمينا الرياديين ممن سجلوا بصمات مضيئة في مسيرة التعليم في فلسطين، في ظل ظروف استثنائية بكافة ملامحها وتفاصيلها، في زمن صمت فيه كل من صمت عما ألم بالعملية التعليمية على امتداد الوطن، بل صمت العالم عن قتل الطلبة والمعلمين وهدم المدارس والجامعات في مشاهد تنطق حتى من به صمم".

وأشاد بالمعلمين وجهودهم ووصفهم بأنهم خط الدفاع الأول في حماية العملية التعليمية واستمرار توهجها في كافة الظروف والأحوال.

وأشار شنك إلى أن خضوري سباقة لتخريج كواكب من المعلمين الذين ذاع صيتهم وتخطى عطاؤهم حدود الوطن، وخرجت كفاءات تبوأت مراكز مرموقة في العديد من المؤسسات التعليمية داخل الوطن وخارجه، لافتا أن الجامعة فخورة بأنها ما زالت تخرج سنويا العديد من المعلمين الأكفاء في تخصصات عديدة علمية وهندسية وتربوية وتقنية.

من ناحيته، قال نائب محافظ طولكرم فيصل سلامة "إن المعلمين الفلسطينيين هم الدرع الحامي للوطن بسلاح العلم والمعرفة، وهم الركيزة الأساسية في بناء الأجيال القادرة على مواجهة التحديات، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال سياساته الإجرامية بحق شعبنا من هدم المدارس والجامعات، وقتل العلماء والمعلمين، نجد معلمينا على العهد، صامدين ومتمسكين برسالتهم السامية رغم كل الظروف القاسية".

وأضاف: "المعلمون هم أساس الثورة الفلسطينية، ومنهم انطلقت شرارة النضال الوطني، الذين جعلوا من العلم والمعرفة وسيلة لتحرير الأرض والإنسان، واليوم نواصل على هذا النهج بفضل تضحيات معلمينا وإصرارهم على بناء أجيال تحمل راية الحرية والكرامة".

بدوره، قال الأمين العام لاتحاد المعلمين سائد ارزيقات: "نقف اليوم بإجلال واحترام لنكرّم معلمينا، الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية بناء الأجيال رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا".

وأضاف: "يوم المعلم الفلسطيني ليس مجرد مناسبة عادية، بل هو شهادة حية على نضال معلمينا في الحفاظ على مناهجنا الوطنية وهويتنا الفلسطينية، وأن المعلم الفلسطيني ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو المناضل الأول الذي يحمي العملية التعليمية، خاصة في ظل الاستهداف المتواصل الذي يطال كل ما له علاقة بالتعليم".

وقال إن المعلم الفلسطيني يعيش واقعا صعبا، ففي غزة يقف المعلم في مواجهة الاحتلال بصدره العاري، وفي الضفة يصمد في وجه كل محاولات الاحتلال لإنهاء الوجود الفلسطيني عبر استهداف المدارس والمعلمين.

ووجه رسالة إلى العالم "أننا رغم كل هذه التحديات، سنظل متمسكين بحقوق معلمينا، وسنواصل العمل على تحسين ظروفهم المعيشية، لأن مفتاح النجاح لأي عملية تعليمية هو المعلم الذي يجب أن يشعر بالأمان والراحة ليبدع ويؤدي دوره".

وعلى هامش الفعالية، تم افتتاح المعرض العلمي الذي نظمته كلية العلوم التطبيقية، وإزاحة الستار عن جدارية المعلم التي تم إنجازها من قبل قسم الفنون التطبيقية في الجامعة، بالإضافة إلى عرض فيلم مصور يجسد دور المعلمين في بناء الأجيال.

وتخلل الفعالية تكريم 96 معلما من أصحاب المبادرات المتميزة من المديريات المشاركة كافة، كما تم عرض فيلم وثائقي أنتجه قسم تكنولوجيا الإعلام في الجامعة يُبرز دور المعلمين في بناء أجيال مبدعة وتعزيز شخصياتهم الوطنية.

وكان الوزير برهم قد بدأ اليوم سلسلة لقاءات تستهدف عرض خطة التعليم من أجل التنمية ونقاشها مع مكونات المجتمع المحلي في مختلف المحافظات، حيث كانت باكورة اللقاءات في محافظة طولكرم، إذ قدم عرضاً تفصيلياً للمبادرة الهادفة إلى تعزيز دور التعليم وتنميته خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.

وأكد الوزير خلال اللقاء، الذي حضره ممثلون عن مؤسسات رسمية وأهلية وأكاديمية وقطاع خاص وشخصيات رسمية واعتبارية، أهمية مشاركة جميع الفئات المجتمعية في دعم هذه المبادرة، التي تتماشى مع أهداف التنمية الوطنية وتسعى إلى تحسين جودة التعليم الفلسطيني، وأن الوزارة تسعى إلى تكريس هذا المفهوم من خلال العمل المشترك مع مكونات المجتمع كافة، لافتا إلى حرص القيادة والحكومة واهتمامهما بهذه المبادرة؛ باعتبارها محورا أساسيا في تطوير سياسات التعليم وخدمة توجهات الوزارة.

وأشار برهم إلى أن هذه المبادرة تتضمن عديد المحاور والمقترحات التي تُركز في مُجملها على جودة التعليم، وتدخلات رئيسة تستهدف مرحلة التعليم ما قبل المدرسي، والتعليم المدرسي، وبناء قدرات الكادر التربوي، ونظام التقييم، وتطوير نظام الثانوية العامة، والمناهج الدراسية، ودعم التعليم في القدس وقطاع غزة، ومهننة التعليم والمعلمين، وغيرها من المنطلقات المُهمة، مبينا أن نجاح المبادرة يعتمد على التعاون المستمر بين الوزارة، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والجامعات.

وأعرب عن أمله بأن تسهم هذه اللقاءات في خلق حوارات جادة حول آفاق تحسين النظام التعليمي، مؤكدا أن الوزارة ستواصل العمل على تعزيز شراكتها مع المجتمع، لضمان نجاح هذه المبادرة وتحقيق أهدافها.