إن مدينة القدس الحالية هي مدينة عربية النشأة والجذور بغض النظر عن طبيعة التاريخ سواء المتداول أو الذي أثبتته الدراسات التاريخية الحالية وفي الرواتين سواء الأولى المستندة للتوراة، أو الحديثة المستندة لعلم الآثار والأبحاث التاريخية الرصينة لا تجد في ثنايا الأولى إلا الحقيقة المختلطة بالمبالغات والأساطير والأكاذيب التي تراكمت عبر الزمن لتصبح عند غالب معتنقي الديانة اليهودية والمسيحية وحتى الإسلامية وكأنها جزء لا يمكن مسه باعتبارها شأنا مقدسا.

جاء الفتح الجديد من خلال علم الآثار الذي صرخ عاليا وبعد ما يقارب 100 عام من النقب والحفر ومحاولات التزوير في القدس ليقول أنه لا توجد حبه رمل واحد تشير لغير عروبة هذه المدينة مع الاشارة لتراكب العصور الكنعانية (العربية) اليونانية والرومانية والفارسية.

ثم ما كان من توالي الحقب الإسلامية دون أدنى إشارة لأولئك الذين يحاولون خلط مرويات التوراة التاريخية مهدورة الحقيقة فيما كان قديما يسمى إمارت / ممالك العرب الاسرائيليين القدماء المنقرضين للملوك سليمان وداوود ويوشع وغيرهم بجغرافيا فلسطين التي رفضت قطعيا هذه المقولات.

وإذا تركنا صراع الرواية والتاريخ وعلم الآثار على أهميته حاليا في ظل التزوير والأسطرة التي يستخدمها اليمين الاسرائيلي الحاكم فأن حقيقة الوجود الاسلامي لا شك فيها مطلقا وهذا بشكل مادي لا لُبس فيه، كما هي حقيقة وجود (الكُنانيين العرب = الكنعانيين) وكذلك حقيقة عدم انقطاع الوجود البشري العربي سواء تكلم بالآرامية أو الكنعانية أو العبرية القديمة (وكلها لهجمات عربية قدمت من اليمن) واللغة العربية الشمالية العدنانية الحالية.

إن الصرع القانوني مما أشرنا له تفصيلا في الكتاب، والصراع السياسي مع مداميك الحفر والبناء والتغيير داخل مدنية القدس يقصد به الاسرائيليون وحكومتهم في فلسطيننا اليوم تكريس يهودية المدنية كما الحال في تهويد المسجد الاقصى المبارك (مساحة ال 144 دونم) على اعتبار أنها العاصمة الابدية (لاسرائيل).

أن الاستعمار الغربي عندما زرع الكيان الصهيوني في قلب فلسطين (ضمن بدائل متعددة أخرى) كان له أهدافه الاستعمارية في تدمير الأمة العربية والإسلامية ومنع أي بوادر لنهوضها عدا التخلص من (المشكلة اليهودية) في أوربا باستعمارهم لفلسطين الى ان كانت الحقيقة السياسية الوحيدة هي في قرار التقيسم عام 1947.

إن ضرورة الاطلاع على القدس من زاوية تاريخية جديدة عربيا واسلاميا ومسيحيا ودوليا، والاطلاع على التهويد الذي يسير على قدم وساق في داخل المدينة وضد مواطنيها الفلسطينين، وفي فلسطين عامة يستدعي النظر كرتين من الأمة التي عليها أن تمسك الزمام وتقبل على فلسطين بنسف الرواية التاريخية المكذوبة في كل المحافل وإبراز عنصرية وإجرامية الكيان الصهيوني في فلسطين وفي القدس بكل وضوح ما يمثل مدخل إدامة الصراع حتى تحقيق حقوقنا العربية والمسيحية والاسلامية في فلسطين والقدس.