جاء اسقاط الطائرة الروسية كعمل إرهابي يستهدف السياحة المصرية في خضم أزمة اقتصادية موروثة يحاول المصريون اجتيازها بمشاريع تنموية سريعة كإنعاش القطاع السياحي وتنمية محور قناة السويس وتوسيع عمليات التنقيب عن النفط والغاز وجذب استثمارات خارجية. وثانيا يستهدف العلاقات المتنامية بين موسكو والقاهرة حيث بدأت مصر تختط لنفسها دورا مستقلا عن الهيمنة الاميركية . ومن السهل جدا تفجير طائرات بادخال قنابل موقوتة الى حقائب الركاب بعد تفتيشها خاصة باغراءات مالية او عقائدية وهذا ممكن جدا في كل البلدان، وسبق ان تعرضت منتجعات في شرم الشيخ وطابا لعمليات تفجيرية ضد السياح ايام عهد مبارك ولم تحدث ردود فعل دولية كبيرة تصل الى مقاطعة السياحة المصرية مثلما حدث بعد اسقاط الطائرة الروسية الآن، فلم تكن هناك تصفية حسابات بين اي من الدول ونظام الحكم في مصر اما الان فالوضع تغير وهناك دول غربية واقليمية واخرى عربية تريد اضعاف النظام المصري اقتصاديا بسحب المصدر القومي للسياحة من ايدي المصريين، كما انه وقعت احداث في منتجعات تايلاند واندونيسيا وقرب منتجعات في تركيا ولم تحدث فزعة دولية لسحب السياح ! إذ ما زال هناك من يتآمر على مصر لإسقاطها في مستنقع الفتن والحرب الاهلية لتنضم الى بقية الدول العربية التي تصحرت اجتماعيا وسياسيا وفكريا واقتصاديا مثل سوريا واليمن وليبيا والعراق.والسؤال المحير هو لماذا لا تتعاون بعض اجهزة المخابرات الغربية مع مصر في المعلومات ؟ام انها ترعى الارهاب في مصر عن بعد !

 وبغض النظر عن الجهة التي تقف وراء اسقاط الطائرة الروسية إلا ان الهدف نفسه حتى لو كانت الطائرة سويسرية او اميركية او صومالية. واعتقد ان الحادث سيكون له اثر في دفع العلاقات المصرية الروسية الى الأمام وتأطيرها استراتيجيا وليس إضعافها. فالخيارات امام مصرية محدودة إما ان تستسلم وتظل دولة تابعة غير مؤثرة قابلة للتمزيق والتفكك كغيرها من الدول العربية المنكوبة او تحفظ وحدتها وسيادتها وتستمر في نهجها المستقل وتواصل محاربة الارهاب وعملية البناء في آن. وأجزم ان الشعب المصري العظيم اختار الطريق الصعب  وهو ان يظل سيد نفسه وهو مطمئن الى جيشه الذي ظل سادنا لأرض مصر ووحدتها ووفيا لشعبها ، لأن انهيار مصر لا سمح الله يعني انهيار آخر مانع بشري امام الغزو الخارجي الهمجي للبلاد العربية واعوانه من السفلة وبائعي الأرض والدم والضمير.