نظّمت "مسيرة العودة إلى فلسطين" اعتصاماً تضامنياً دعماً لانتفاضة القدس الباسلة، في ساحة "الاسكوا" في بيروت، مساء الخميس 29\10\2015  بحضور ممثلي فصائل الثورة والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، والمؤسسات الكشفية، وحشد من أبناء مخيمات بيروت، ورفعت الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية وصور شهداء انتفاضة القدس.

بدأ الاعتصام بدقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني.

وألقى أمين سر فصائل منظمة التحرير وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات كلمة المنظمة فقال: "وحدتنا الوطنية هي التي تقودنا للنصر، ونحن جميعاً معنيون بالدفاع عنها ضد العدو الصهيوني الغاصب الذي يحاول تهويد مدينة القدس وتغيير معالمها، وإن وحدتنا هي السبيل الوحيد لمقاومة المحتل".

واستطرد ابو العردات قائلاً: "الانتفاضة ستستمر، لكن علينا أن نتوحّد في مواجهة العدو الصهوني، وأن نحتضن المقاومين، ويجب علينا جميعاً أن ندعم صمود أهلنا في الضفة والقدس المحتلتين. مطالباً الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها بحماية الشعب الفلسطيني ومحاسبة المستوطنين القتلة المجرمين الذين يستبيحون الأرض ويحرقون الأطفال".

وألقى ممثّل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي كلمة تحالف القوى الفلسطينية مؤكداً "أن احتلال القدس وتدنيسها وتقسيمها زمانياً ومكانياً هو إهانة لكل كرامة العرب والمسلمين، وشعبنا الأبي يرفض أن تذل هذه الأمة، فخرج الأطفال والنساء وشبان السكاكين وسيارات الدهس لتلقن العدو الصهيوني درساً أن القدس خطٌ أحمر".

مضيفاً: "لن نسمح للعدو أن يدنّس مقدساتنا، وليس هناك طريقٌ يخط طريق النصر إلى تحرير فلسطين إلاّ طريق الشهادة والشهداء، لكن هذا الشعب الذي يدافع عن الأمة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية لا يجب أن يبقى وحيداً يصارع العدو، بل يجب أن تلتف الأمة كلها، والعواصم والمدن مع شعبنا، لنعيد الاعتبار لهذه القضية التي يراد اليوم تمزيقها إلى مذاهب وطوائف".

واكد الرفاعي أهمية تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة العدو، وان فلسطين ستبقى قبلة جهاد الشرفاء والمناضلين والمقاومين في هذه الأمة.

وتوجه الى العرب قائلاً: "أمَا آن لكم أن تستحوا من أطفال فلسطين وشبانها الذين يقفون في وجه العدو ويقاومونه بالسكين، فكيف لو توفّر لهم الجزء اليسير من الدعم الذي تحظى به بعض الدول؟!".

وختم الرفاعي قائلاً: "إذا لم تستطيعوا أن تدفعوا عن شعبنا وأن تأخذوا مواقف حقيقية لدعم الشعب الفلسطيني فلا تتآمروا على شعبنا، ولا تسعوا إلى إجهاض انتفاضة القدس المباركة، فابقوا جانباً دون أن تتآمروا على شعبنا ومقاومته ومقدساتنا".

وألقى عضو المجلس السياسي ومسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله الحاج حسن حب الله  كلمة المقاومة اللبنانية فقال: "ان شباب فلسطين يسطّرون اليوم أروع ملاحم البطولة والجهاد والكفاح في سبيل أقدس قضية، ويصنعون تاريخ وطنهم في هذه المواجهات البطولية".

وتابع: "أتوجه إلى شباب فلسطين بالقول، بامكانكم وحدكم أن تحرروا فلسطين، ولا تعتمدوا على أمم متحدة ولا على دول عربية ولا على حكومات العالم، ونحن في لبنان واجهنا العدو الصيوني عام 1982، ويومها لم يكن العالم العربي معنا ولا أوروبا ولكننا ذهبنا إلى المواجهة وانتصرنا".

ولفت حب الله إلى أن "شباب فلسطين اليوم أقوى من أي وقت مضى، وحكومة نتنياهو أضعف سياسياً وحتى عسكرياً، والدليل على ذلك ما شاهدناه في بئر السبع عندما فرّ الجنود الصهاينة المدججين بالسلاح من الشبان الثائرين".

كلمة الأحزاب والقوى اللبنانية ألقاها عضو المكتب السياسي لـ"تيار المردة"، الأستاذ كريم عبد الله الراسي، بعد توجيه التحية إلى فلسطين وشعبها، قال: "نؤمن بأن فلسطين هي القضية الأساس بل القضية الأم، وانتفاضة القدس اليوم محصّنة، من انتصارات لبنان إلى سوريا والعراق، ويجب أن تستمر هذه الانتفاضة حتى تطهير الأرض".

وأردف الراسي "لقد ارتكب العالم بحقنا أبشع مجزرة، مجزرة الربيع العربي التي أرادوا من خلالها تفتيت المنطقة وسقوط فلسطين من الذاكرة، لكن صمودنا أسقط الربيع العربي ووضع لنا ربيعاً فعلياً زهّر في فلسطين انتفاضة".

وكانت الفقرة الأخيرة من الوقفة التضامنية لفرقة حنين للتراث الشعبي حيث قدّمت وصلات غنائية واناشيد وطنية من وحي الفولكلور الفلسطيني.