كشف تقرير حقوقي اليوم الثلاثاء، أن أمن 'حماس' في غزة، فض تجمعات سلمية لمواطنين في قطاع غزة بالقوة.

ووفق تقرير للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فقد أقدمت الشرطة في غزة 'شرطة حماس' على فض تجمعات سلمية بالقوة خرجت احتجاجاً على تفاقم أزمة الكهرباء، خلال اليومين الماضيين في أماكن متفرقة من قطاع غزة، واعتدت بالضرب على عدد من المشاركين، واعتقلت آخرين، ومنعت صحفيين من تغطية أحداث المسيرات. كما اعتدت عناصر من كتائب القسام على أحد الأطفال المشاركين في إحدى المسيرات في رفح، واحتجزته هو ومواطن آخر في مقرها.

واستنادا لتحقيقات المركز، فقد منعت السبت الماضي، قوات الأمن في غزة مئات المواطنين الغاضبين من جراء تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي، من الوصول إلى مقر شركة توزيع الكهرباء، قرب ميدان الشهداء (النجمة سابقاً)، في مدينة رفح.  كما منعت عناصر من الأمن الداخلي التابع لحماس مجموعة من الصحفيين من ممارسة عملهم بتغطية أحداث المسيرة وقاموا بملاحقتهم، ومصادرة بعض معداتهم.

وأفاد الصحفي محمود مروان المصري، (25 عاماً)، وهو مراسل لوكالة الحياة برس، أن أفراداً من الأمن الداخلي صادروا سيارته من نوع متسوبيشي، وكاميرا تصوير فيديو، وفوتوغراف من نوع كانون، وجواله أثناء تصويره للاحتجاج، وأعيدت له بعد حذف الصور من الذاكرة، كما أعيدت له سيارته بعد تدخل ووساطة من قبل عدد من الصحفيين.

وبدوره، أفاد الصحفي عماد كامل يوسف، (20 عاماً)، وهو صحفي رياضي في إذاعة أمواج، أن أفراد من الأمن الداخلي الحمساوي صادروا ذاكرة كاميرا فيديو، أثناء تصويره لاحتجاج المواطنين.

 وفي اليوم التالي، خرجت مظاهرات متفرقة في عدة مناطق من القطاع، في رفح ومخيم المغازي ومخيم النصيرات وبيت لاهيا، استمراراً للاحتجاجات على تفاقم أزمة انقطاع التيار  الكهربائي، غير أن الشرطة وقوات الأمن في غزة فضت تلك المسيرات.

ووفقا لتحقيقات المركز، فإنه يوم الأحد الماضي، شارك عشرات الشبان في حي تل السلطان، غرب مدينة رفح، في مسيرة للاحتجاج على انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وتصادف مرور سيارة تابعة لكتائب القسام، أثناء تواجد المشاركين في المسيرة في شارع النزهة (النص)، فتعرضت السيارة لإلقاء الحجارة، والزجاجات الفارغة، فقام أحد أفراد القسام بإطلاق عدة أعيرة نارية من مسدسه في الهواء، فيما قام حوالي 4 آخرون، بملاحقة بعض المتواجدين في الشارع واعتدوا بالضرب على الطفل حسن صلاح أبو شوارب،(17 عاماً)، وعندما حاول جاره الشاب ماجد بسام أبو شمالة، (21 عاماً)، التدخل لعدم ضربه، تم احتجاز الاثنين في سيارة كتائب القسام، ونقلا إلى موقع تابع لكتائب القسام في حي تل السلطان، وتم إخلاء سبيلهما بعد وقت وقصير بعد تدخل محمد أبو شوارب شقيق الطفل حسن.

وفي تطور لاحق، وصلت دورية تابعة للشرطة في غزة فتفرق المشاركون في المسيرة.

وأفاد المواطن (م.ج.ي)،/26 عاما، بأنه كان يتواجد في المكان فتعرض للضرب من قبل أحد أفراد الشرطة بعقب سلاحه الرشاش، كما تعرض شقيقاه (أ)، 25 عاماً، و(ي)، 20 عاماً، للضرب بالهراوات, عندما حاولا منع احتجازه من قبل الشرطة الحمساوية، فتم احتجاز الأشقاء الثلاثة ونقلوا إلى مركز شرطة تل السلطان، وتعرضوا للضرب بالهراوات داخل مركز الشرطة، قبل أن يخلى سبيلهم فجراً، بعد تدخل وساطات.

وأكد المركز أن الحق في التجمع السلمي للمواطنين مكفول دستورياً وفق نص المادة (26 بند 5) من القانون الأساسي الفلسطيني، وقانون الاجتماعات العامة رقم (12) لسنة 1998. وأن المادة (27) من القانون الأساسي الفلسطيني ببنودها الثلاثة قد ضمنت الحريات الإعلامية وحرية العمل الصحفي في السلطة الفلسطينية، إلى جانب المادة (19) من القانون ذاته والتي كفلت الحق في حرية الرأي والتعبير.