ناصر شحادي

نظّمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني مهرجاناً مركزياً في ذكرى انطلاقتها الثامنة والأربعين وإحياء للذكرى السادسة لرحيل الشهيد القائد الدكتور سمير غوشة في مخيم البرج الشمالي اليوم الاثنين 3\8\2015.

وتقدّم الحضور أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان الحاج فتحي ابو العردات، وعضو قيادة حركة فتح إقليم لبنان اللواء ابو احمد زيداني ممثّلاً سفير دولة فلسطين في لبنان، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" قائد حركة "فتح" في منطقة صور العميد توفيق ابو عبدالله، وعضو المكتب السياسي أمين سر ساحة لبنان لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني تامر عزيز ابو العبد، ومسؤول حركة الجهاد في فلسطين /لبنان ابو عماد الرفاعي، ونائب مسؤول الملف الفلسطيني لدى حزب الله الشيخ عطاالله محمود، وراعي ابرشية صور وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك سيادة الأب وليم نخلة، وقيادة وكوادر حركة "فتح" وقادة فصائل "م.ت.ف" والقوى والأحزاب والفعاليات والشخصيات الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية والإتحاد العام للمرأة الفلسطينية ومكتب المرأة الحركي وحشد من جماهير شعبنا الفلسطيني.

بدأ الاحتفال بتلاوة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء وبعدها عُزِف النشيدان اللبناني والفلسطيني، ومن ثم كانت كلمة أَبرشية صور للروم الملكيين الكاثوليك القاها سيادة الأب وليام نخلة الذي أكد ان القدس ستدوس كل المؤمرات تحت أقدامها وستبقى شامخة بعروبتها الحقيقية، وأضا "نحن المقدسيين لا نخاف أينما كنا يستشهد منا الشهيد تلو الشهيد ويولد الف ومليون شهيد، وستنتصر فلسطين بإذن الله وستبقى القدس عاصمة الشرفاء في كل الكون وعاصمة الشهداء في كل السماء لأن فلسطين هي الحق والكرامة والعزة"، داعياً إلى تغليب المصلحة الوطنية وإتمام المصالحة الفلسطينية ودعم ومساندة الشعب الفلسطيني في نضاله وتصديه للكيان الصهيوني الغاصب ومؤكداً أن الشعب الفلسطيني في لبنان ليس بلاجئ وإنما نحن وطنيون وفدائيون.

وبعدها كانت كلمة القوى الوطنية والاسلامية اللبنانية القاها الشيخ عطاالله حمود حيث أكد أن "البندقية المقاومة الفلسطينية ومن ضمنها بندقية جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ساهمت في ايقاد شعلة المقاومة في لبنان وفي العالم العربي ضد العدو الصهيوني الغاشم وهي اول من رسمت استراتيجية التحرير للأرض فكان حزب الله وكانت المقاومة التي لقنت العدو الصهيوني دروساً في المقاومة والتحرير وأسقطت فيه اسطورة الجيش الذي لا يقهر وفي ظل الربيع العربي وما يجري في المنطقة من تداعيات وإنقلابات وفي زمن التبدلات والانكفاءات لا زال العدو الصهيوني الغاشم يمعن في تهويد القدس والأرض ويبني المستوطنات ويملأ السجون بأبناء الشعب الفلسطيني ويُقدِم العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه على حرق الطفل علي سعد دوابشة وعائلته والعالم كله يتفرج دون رقيب ولا حسيب، فأين هيئة الأمم ومؤسسات الدفاع عن حقوق الانسان والنظام العربي؟! التحية لكل الشهداء وعلى رأسهم رمز فلسطين الشهيد ياسر عرفات ابو عمار وإننا في حزب الله نؤكد الوحدة الوطنية الفلسطينية - واللبنانية الفلسطينية، ورفض الفتنة المذهبية أياً كانت ورفض التوطين والتمسك بحق العودة وتقرير المصير.

ومن ثم كانت كلمة "م.ت.ف" القاها اللواء فتحي ابو العردات حيث وجَّه التحية للجيش اللبناني بمناسبة عيد الجيش لافتاً إلى أن هذا الجيش صمام الأمان لكل لبنان وأكد أن الجريمة النكراء التي أُضيفَت للسجل الارهابي الصهيوني لن تمر دون عقاب وقبلها حرق الطفل الشهيد محمد ابو خضير وقبلها مجازر قانا وصبرا وشاتيلا، مضيفاً "انه تاريخ كله جرائم ارتكبها العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه فعلينا أن نتسلّح بالقوة أولاً والوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء الإنقسام وتفعيل المقاومة بكافة أشكالها".

 واكد أن "استمرار اعتقال الأسرى الفلسطينيين هي جريمة حرب واليوم ونحن نحتفل بذكرى انطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني رفاق الدرب الذين يتحمّلون معنا عبء هذه المرحلة الدقيقة وما يُحاك من مؤامرات ضد المخيمات الفلسطينية في لبنان فقد تمكنا من أن نتجنّب صراعات كثيرة كالذي حصل من عمليات جبانة ضد كوادر حركة فتح واغتيال القائد الشهيد طلال البلاونة وطلال المقدح وغيرهم كثير، ولذلك القيادة الفلسطينية أخذت قراراً موحداً تسليم المجرمين القتلة والمطلوبين للعدالة وعلينا تقع مسؤولية أن نضع حداً لهذا القتل فكان قراراً موحّداً من كل فصائل الثورة الفلسطينية بتقديم هؤلاء المجرمين للعدالة وتحصين الأمن في المخيمات، وهي مسؤولية كل الفصائل وهذا سيساهم في حماية المخيمات ونحن نتعاطى بكل مسؤولية لمنع تكرارها. وإن أمن المخيمات مسؤولية كبيرة نتعاون لأجلها نحن والأخوة في القوى اللبنانية والدولة والمطلوب وحدة الموقف الفلسطيني والتنسيق مع الأخوة اللبنانيين لنتجاوز هذه المحنة".

أمّا حول تقليصات الاونروا فقال: "هناك مؤامرة لتقليص خدمات الأونروا ودورها. هذه الوكالة الشاهدة على نكبة شعبنا منذ عام 1948، ومشروع تأجيل العام الدراسي وكما أوقفت الاونروا دفع بدل الإيجار للنازحين من أبناء شعبنا من مخيمات سوريا إلى لبنان ومن هذا المنطلق علينا التحرك على كافة المستويات لإفشال كل هذه المؤمرات التي تحاك ضد شعبنا".

ومن ثم كانت كلمة حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين القاها ابو عماد الرفاعي حيث أكد ان ما جرى في نابلس يدل على أن عدونا الصهيوني لا رحمة في قلبه ليكون الطفل الشهيد علي سعد دوابشة شاهداً على الإرهاب الصهيوني وكل العالم يتفرج متسائلاً "أين هي مؤسسات حقوق الانسان ومجلس الأمن والنظام العربي مما يجري في فلسطين؟! لم نسمع من جامعة الدول العربية أي موقف مما يجري في القدس لأن المطلوب أن نقدم فلسطين على طبق من ذهب للعدو الصهيوني"، وأضاف "إن أخطر ما تعيشه المنطقة هو أن ما يجري لحماية إسرائيل ليصبح الشعب الفلسطيني مشرّداً في المنافي، لذا المطلوب منا التمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية".

ورأى أن "تقليص خدمات الأونروا ما هو إلا مؤامرة على شعبنا لشطب حق العودة وليس هناك أزمة مالية لو أرادت الدول لدفعت مستحقاتها لوكالة الأونروا، وولكن الأزمة سياسية للقضاء على الشاهد على نكبة شعبنا وهنا يقع على عاتق  السلطة الفلسطينية وم.ت.ف الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني تحمل كافة مسؤولياتها في كل ما يتعرض له شعبنا من مؤمرات".

وبعدها كانت كلمة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني القاها "ابو العبد" تامر عزيز حيث اكد الرفض المطلق للاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني الغاصب، وتابع "سنبقى متمسكين بنضالنا وسلاحنا وستبقى قضية الأسرى حية مدافعين عن كل أسرانا وأسيراتنا في معتقلات العدو الصهوني حتى نيل حريتهم وستبقى جبهة النضال الشعبي الفلسطيني واحد موحّدة خلف قيادتها السياسية برئاسة الأمين العام الدكتور أحمد مجدلاني". وأكد وجوب إنهاء الإنقسام من اجل التفرغ للمقاومة بكافة أشكالها المتاحة من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية وحق العودة.

وأردف "إن ما يجري في المنطقة العربية هو مخططات سعت اليها الإدارة الامريكية على قاعدة تأجيج الصراعات المذهبية والطائفية تحت شعارات مزيفة "الحرية والديموقراطية"، ولولا صمود مصر وإنتصار الثورة لتغير وجه المنطقة وأصبح الإسلام السياسي كالذي نراه اليوم يمارس القتل والارهاب ووجه التحية للجيش اللبناني في عيده وللمقاومة الوطنية والاسلامية اللبنانية بإنتصارها على العدو الصهيوني في فلسطين ولبنان"، وأكد ان المخيمات الفلسطينية بعيدة كل البعد عن الفتن الطائفية ولن نقبل ان تكون مخيماتنا صندوق بريد لأحد.

وبعدها تم إيقاد شعلة الانطلاقة الثامنة والأربعين بحضور كافة الفصائل الفلسطينية والأحزاب والقوى اللبنانية الوطنية والاسلامية، ثمّ توجه الجميع لوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للشهداء.