لحظة تاريخية.. وإنسانية مؤثرة حقا.. فالمسؤولون السويديون بكوا اثناء مكالمتهم مع الرئيس ابو مازن لشكره على نجاح مساعيه بتحرير الرهينتين السويديين بعد حوالي 480 يوماً في محبسهم المجهول في سوريا.. أما قادة الموساد, فنعتقد انهم قد اصيبوا (بدوار) وهم يستمعون للرئيس ابو مازن يعلن رسميا نجاح المساعي الفلسطينية لتحرير المواطنين السويديين مهنئا مملكة السويد وشعبها وحكومتها بسلامتهما وعودتهما لوطنهما وعائلتيهما !.. ولتفاصيل العملية ( الدرس) على لسان رئيس المخابرات العامة ماجد فرج.
من حق السويد ان تفرح, وسنكون السبب في ادخال الفرحة لنفوس شعب مملكة السويد وحكومتها, رغم معاناتنا من دولة الاحتلال ومآسينا منها, وظروف شعبنا الصعبة, فالسويد ادخلت الفرحة لقلوب الشعب الفلسطيني باعترافها بدولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية, وسنؤكد للسويد حكومة وشعبا ان الوفاء سمة شعبنا المناضل لنيل الحرية والاستقلال, وسنعمل المستحيل من اجل اعادة ابنيها توماس اولسون ومارتين ريين. والـتأكيد للعالم ان فلسطين كبيرة بعدالة قضية شعبها وحقوقه التاريخية الثابتة, وبمركزيتها كقضية امن وسلام عالمي, وان مكانتها بفضل حكمة قيادتها العقلانية تؤهلها لدور قد تعجز عنه قوى كبرى وأخرى اقليمية نافذة ماديا وسياسيا.. وتوظيف أي انجاز لصالح الشعب الفلسطيني وعدالة القضية الفلسطينية على درب النضال نحو الحرية والاستقلال. فالفلسطيني خير من يدرك آلام الأسر والإبعاد القسري عن الوطن والبيت والعائلة.
كان هذا منطلق الرئيس محمود عباس ابو مازن، رئيس دولة فلسطين رغم انها ما زالت تحت الاحتلال لقبول طلب السويد التدخل لتحرير الرهينتين السويديين اولسون وريين, المفقودة آثارهما في سوريا. والعمل بإخلاص لإعادتهما الى وطنهما وعائلتيهما.
طلبت مملكة السويد من الرئيس بذل مساعيه وجهوده اثناء زيارته الأخيرة لتقديم الشكر لحكومتها وبرلمانها على الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. لتمتعه بمصداقية عالية، ونظرا لمكانته لدى قادة العالم.
جهاز المخابرات الوطني الفلسطيني العقل المدبر لخطة المساعي وعملية تحرير الرهينتين، بيّن لصحفيين الأهداف الوطنية العائدة ايجابيا على المصالح العليا للشعب الفلسطيني, من وراء هذه العملية التي بدأت بجمع المعلومات الاولية, قبل اطلاق اعقد وأخطر عملية ستقوم بها على غير ارضها, وللبحث عن رهينتين في ميدان معارك مدمرة, تتداخل فيها خطوط وجبهات النار، وتتغير فيها الولاءات بين يوم وآخر, وتتكاثر فيها الجماعات المسلحة, وتبدل اسماءها بين يوم وآخر !..فيما الرهينتان لا اثر لهما, ولا تعرف حكومة المملكة السويدية عنهما أي امر, كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها..لكن لا مستحيل أمام قيادة جهاز المخابرات العامة وضباط العمليات الخارجية ما دام الأمر متعلقا بانجاز نوعي سياسي لفلسطين وشعبها. ولإثبات وجود رجال دولة لدينا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وصل المكلفون بالمهمة الى (المسلحين ) الذين يحتجزون الرهينتين, وأبلغت قيادة خلية الأزمة الفلسطينية التي تم تشكيلها تحت اشراف الرئيس ابو مازن, مع قيادة خلية أزمة سويدية موجودة بالمنطقة أن الرهينتين على قيد الحياة, فطلب السويديون شريط فيديو, وقبل المسلحون تصوير الشريط الذي ظهر فيه المواطنان السويديان وهما يناشدان حكومتهما والرئيس ابو مازن بذل مساعيه لإطلاق حريتهما.وفعلا وصل الشريط في الثاني من هذا الشهر نيسان الى السويديين فاطمأنوا وتأكدوا ان الأمور تسير بالاتجاه الصحيح.
فلسطين, هذا الاسم العظيم النبيل, كانت بمثابة (كلمة سر ) تلقائية عفوية لبدء العد العكسي لاشراقة صبح الحرية للرهينتين بعد احتجاز دام من 3-12-2013 الى 24-4-2015, فقد وافق المسلحون على اطلاق المواطنين السويديين دون مقابل ولا شرط ( كرمال فلسطين وافق المسلحون على اطلاق حريتهما ).. يا لسحر اسمك يا وطني.
سرية مطلقة حكمت منظومة عملية قد تصبح درسا لأعتى اجهزة المخابرات العالمية, وتعاون دقيق واستجابة بلا حدود من المملكة الاردنية الشقيقة, ومحاذير واحتياطات حالت دون انكشافها امام عيون اجهزة دولة الاحتلال التي لن تكون حكومتها سعيدة بانجاز فلسطيني على هذا المستوى, خاصة في ظل توتر علاقتها مع السويد بعد اعترافها بدولة فلسطين.. رغم تنقل ضباط المخابرات العامة الفلسطينية بين عدة عواصم لتحقيق الهدف.
اقنع الساعي الفلسطيني المسلحين بصدق نوايا وأهداف القيادة الفلسطينية من المساعي, وان حرية المواطنين السويديين ستعود بالفائدة على قضية فلسطين, فتعاملوا بمصداقية عالية في ادق التفاصيل وكل ذلك ( كرمال فلسطين ).
لم يحسب السويديان (اولسون وريين ) ان ليلة الجمعة ستكون الحد الفاصل بين محبسهما وحريتهما بفضل عقل وحكمة وإخلاص ووفاء القيادة الفلسطينية ومناضليها في جهاز المخابرات العامة, وإخوتهم المعنيين في المملكة الاردنية الهاشمية, فقد ظنوا اثناء نقلهم في سيارة للمسلحين في وضح النهار ان المسلحين ينقلونهم كالمعتاد من مكان لآخر, الى ان انزلهم المسلحون في منطقة في عمق الاراضي السورية تبعد عن الحدود الاردنية حوالي 500 متر, ووصول الضابط الفلسطيني (.....) تحت سيطرة وحماية وحدة خاصة اردنية, ودفع بهما من فوق الساتر الترابي لاستغلال الوقت, فيما غادر المسلحون المنطقة بسرعة البرق.
يقول ماجد فرج رئيس المخابرات العامة الفلسطينية ان المواطنين السويديين لم يفارقا الضابط الفلسطيني, ورفضا الانفكاك عنه حتى اثناء وجودهم في مقر السفارة السويدية بعمان مع خلية الأزمة «.. اذن هو تعلق مظلوم بقديس منقذ.
فرح السويديون لتحرير ابنائهم على يد مخلصين من شعب الأرض المقدسة, شعب مهد المسيح رسول السلام والمحبة والحرية, فقد عكسنا لهم بمساعينا فرح قلوبنا وعقولنا يوم اكدوا انتصارهم لقيم الحرية للإنسان بإعلانهم الاعتراف بدولتنا.. فالشعوب قد تحيا دون خبز, لكنها لا تحيا ابدا دون الوفاء.