جاء ترتيب فلسطين في المرتبة 108 في جدول السعادة العالمي من بين 158 دولة بمعنى ان هناك مئة دولة اكثر سعادة منا وخمسين دولة اقل سعادة آخرها توغو. والاولى هي سويسرا وحلت اربع دول خليجية في المرتبة فوق العشرين والثلاثين.. ومقياس السعادة ليس هو الضحك لأننا نضحك بلا مبرر، ونضحك في المأتم بعكس العالم ونكشر في الاعراس لأن العروس مغشوشة او العريس طلع لا ابن عيلة ولا ابن تاجر بل مصلح بوابير كاز وهكذا.
فالمقياس يستند الى اجمالي الناتج المحلي، اين انتاجنا المحلي؟ «ومتوسط عمر الانسان»، «اغلبنا يموت قبل الخمسين» ومدى تمتعه بالصحة «الجلطات والسرطان والضغط صار مرضا شائعا اكثر من الرشح» ومدى الدعم الاجتماعي المقدم للافراد «كلنا تحت الدعم سلطة حكومية ومنظمات غير حكومية لكن بالتقطير الدولي» وانحسار الفساد «لا نرى له انحسارا رغم جهود اخينا «ابو شاكر» والحرية الشخصية وهي تكاد تكون معدومة لأن وظيفة المواطن مراقبة اخيه وان لم يعلم عنه شيئا اختلق عليه قصة موبقة، وان شبع اتهم بالسرقة وان عمل بجد اتهم بالجحشنة وان تكاسل اتهم بانه مسنود من فوق وان جاع كف الناس عن مراقبته وقالوا الله لا يوفقه مع انه غير موفق.
ففي حالتنا لا نطمح ان نحتل اماكن متقدمة في قائمة السعادة وان نتسلق جبال الالب حول سويسرا باستثناء حماس التي تحاول التعاطي مع الاقتراح السويسري بالانفصال عن الضفة، لعلها تجد السعادة بعيدا عنها.. واظن ان وضعنا الحالي اذا استمر على ما هو عليه وعلينا وعليكم سنجد انفسنا قريبا من توغو.على فكرة توغو في افريقيا وليس في امريقيا ونحن في آسيا من الأسيّة والمآسي.