يواجه رئيس الوزراء الباكستاني "نواز شريف" مأزقا سياسيا كبيرا على خلفية طلب السعودية انضمام بلاده لعملية "عاصفة الحزم" في اليمن، حيث يعقد البرلمان الباكستاني جلسة خاصة لمناقشة طلب السعودية، وهو ما يعني أنه على "شريف" أن يختار بين التخلي عن السعودية التي تضخ مليارات الدولارات سنويًا في بلاده، أو مواجهة الرأي العام الذي يعارض التدخل العسكري خارج أراضي البلاد.

السعودية التي طلبت من اسلام آباد الانضمام إلى التحالف العسكري ضد اليمن شريك وحليف استراتيجي مهم لباكستان، حيث أعطت لها 1.5 مليار دولار، واستضافت السعودية شريف بعد الإطاحة به في انقلاب عسكري عام 1999، كما أن التهرب الضريبي يجعل باكستان بحاجة لضخ منتظم للنقد الأجنبي لتفادي حدوث انهيار اقتصادي، وقال رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف مرارا إنه سيتصدى لأي تهديد "لسلامة أراضي" السعودية دون تحديد العمل الذي قد يتطلبه التصدي لمثل هذا التهديد.

يوضح عارف رفيق وهو أستاذ مساعد في معهد الشرق الأوسط بواشنطن أن باكستان تتطلع إلى تلبية "الحد الأدنى" من توقعات السعودية، مضيفًا "من غير المرجح أن يكونوا جزءا من أي عمل جاد داخل اليمن، ربما سيعززون الحدود".

يرى مراقبون أن طلب السعودية يضع شريف في مأزق سياسي كبير بسبب نسيج المجتمع الباكستاني وإمكانية تضرر علاقات اسلام آباد مع إيران المجاورة لها، فضلا عن تهديد استقرار هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 180 مليون نسمة، خاصة في ظل معارض الرأي العام بشكل كبير للتدخل في أي عمل تقوده السعودية باليمن على خلفية أن باكستان منهكة بحروبها الداخلية وأزماتها الأمنية.

روحاني: الشعب السوري بامكانه عبور المرحلة الراهنة

يقول محللون كثيرون إن الجيش الذي حكم باكستان أكثر من نصف تاريخها منذ استقلالها له الكلمة الأخيرة، وحتى الآن لزم قادة الجيش الصمت، حيث ينخرط الجيش الباكستاني في حرب كبيرة ضد عناصر حركة طالبان بالجبال على طول الحدود الأفغانية لاستعادة أحد آخر معاقل حركة طالبان وادي تيراه.

  تملك باكستان نحو 1.5 مليون جندي عامل واحتياطي لكن ثلثهم تقريبا ينخرط في عمليات على امتداد الحدود الأفغانية، ويقف الجزء الأكبر من القوات المتبقية في وجه الهند المسلحة نوويا، وينفذ آخرون خطة الحكومة الجديدة لمكافحة الإرهاب الداخلي.

يقول عسكريون باكستانيون إنه حتى على الرغم من أن السعودية "صديق خاص" لكل من الحكومة والجيش فإن التدخل الباكستاني في اليمن قد يكون غير حكيم، حيث أوضح جنرال متقاعد “محمد علي دوراني" وهو مستشار سابق للأمن القومي أعتقد أن إرسال قوات تابعة لنا إلى بلد آخر سيكون خيارا صعبا جدا تقرره باكستان.