بيروت 26-3-2015 وفا- حوار: عبد معروف
أكد أبو اياد الشعلان أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان على أن اللاجئين الفلسطينيين يعيشون ظروف إنسانية صعبة ، لافتا إلى أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها المخيمات الفلسطينية تعكس حالها بشكل مأساوي على أوضاعها العامة .
وأشار أبو إياد في حوار خاص لوكالة"وفا" إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بلغ حسب آخر احصائيات "الاونروا" 447 الف نسمة ، مقيم منهم 280 الف نسمة موزعة على 12 مخيم فلسطيني و 24 تجمع على امتداد الساحة اللبنانية . وحسب تقديرات "الاونروا" أيضا فإن هذه المخيمات واعداد اللاجئين بشكل عام تزيد الضعف كل 20سنة ، وهذا ما يشكل تضخما في جغرافية المخيم او جغرافية التجمعات الفلسطينية ، ولاشك فإن المسؤول أو المعني عن عملية تقديم الخدمات في المخيمات هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "الاونروا" وبالطبع يتم تقديم الخدمات حسب وجود التمويل لها .
وأضاف أبو إياد ، الخدمات التي تقدم لـ24 مجمع فلسطيني لا تشملها خدمات "الاونروا "سوى في مجال الصحة والتربية احيانا .عدم وجود مدارس كافية في التجمعات يفرض على الاهالي وضع اولادهم في مدارس داخل المخيم او في مدارس قريبة من التجمع .
وحول المؤسسات التي ترعى شؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان قال أبو إياد ،"الاونروا " هي المؤسسة المعنية بعدد من الملفات على مستوى التربية والبنية التحتية والصحة ، مع الاسف في كثير من الاحيان لا تتحمل "الاونروا" مسؤلياتها كاملة في كثير من الملفات . وهناك نسبة مئوية قليلة تقدمها "الاونروا" في ملف الصحة مما يضطر اللاجئ الفلسطيني المريض الى الاستعانة ببعض مؤسسات المجتمع المدني او من خلال مؤسسات منظمة التحرير وقد تصل حالة بعض المرضى الى الموت بسبب عدم تأمين تكلفة العلاج .
وتابع قائلا ، إلى جانب ذلك ، يوجد حوالي 64 مدرسة في لبنان تابعة لـ"الاونروا"وهي لا تستطيع استيعاب عدد الطلاب الكبير في الصفوف .من جهتنا كلجان شعبية سبق وتحركنا باتجاه "الاونروا" لمطالبتها بتطبيق نظامها ،اي بوجود 40 طالب في الصف الواحد فقط ، بينما يصل عدد طلاب الصف الى 47 او 48 طالب ، مما يشكل عبىء على الطالب وعلى قدرته على الاستيعاب وكذلك يؤثر على ايداء الاستاذ في ضبط الصف وقدرته على إيصال المعلومات لكافة الطلاب .
ولفت أبو إياد إلى أن مهمة منظمة التحرير الفلسطينية تقديم الخدمات والمساعدات للتجمعات الفلسطينية التي لا تقوم بها "الاونروا "،وتقدم هذه الخدمات من خلال اللجان الشعبية ومن خلال علاقات اللجان مع المؤسسات العاملة المحلية .مع الاشارة الى انه يوجد جمعيات ومؤسسات مهمتها تنمية التجمعات الفلسطينية من خلال ترميم بيوت- صيانة آبار – مياه. اما بالنسبة للطرقات وشبكات المياه نواجه صعوبة ، لذلك نعتمد على المجتمع المحلي من خلال مساعدات تقدمها اللجان الشعبية رغم انها محدودة ،ونستطيع القول ان هناك مساهمة من منظمة التحرير لحل اي اشكالية واحيانا نعتمد على مؤسسة معينة متمكنة لحل القضايا المادية العاجزين امامها .
وأشار إلى أن المخيمات الفلسطينية غير مشمولة بمهام البلديات في المحافظات اللبنانية و كذلك لا تتعاطى مع التجمعات الفلسطينية الا في حال وجود علاقة شخصية ، كما هي الحال بملف النفايات الذي نواجه معه مشكلة لايجاد مكب .اما قضية الطرقات والبنى التحتية لا علاقة للبلديات اللبنانية بها ولا تتعاون معنا .
وقال ، حسب احصاءات "الاونروا" هناك 280 الف نسمة .66% من اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات فقراء مما يعني ان 175 الف نسمة فقراء .مشمول منهم 55الف حالة من الفقر تابعين لبرنامج الشؤون التابع للاونروا .على خلفية اصدار قرار و معايير جديدة لحالات الفقر التابعة للشؤون تقلص عدد المستفيدين خلال هذين العامين الى 47 الف نسمة .
وعلق أبو إياد على قضية تدفق عدد النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان ، كاشفا بأن عدد النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان حسب آخر إحصاء لـ"الأونروا" بلغ 44 الف نسمة موزعين على المخيمات والتجمعات مما زاد حمل اللاجئ المقيم وزادت معاناته بسبب النقص في الخدمات من ناحية الطبابة والعيادات ( نقص في الادوية واماكن لعيادات اضافية ) كذلك عمال البلديات ( من ناحية النظافة) و ايضا المدارس (اكتظاظ عدد الطلاب ) . ترافق ذلك توقف عمل برنامج طوارئ "للاونروا" لرعاية هذه العائلات . وحسب المعروف فإن لدى الأونروا فقط برنامج مساعدات شهرية لا تكفي الحد الادنى لدفع اجور منازلهم . والذي يطمئننا هو عملية التكافل الاجتماعي بين العائلات الفلسطينية المقيمة والعائلات الفلسطينية النازحة من سوريا .
وتساهم منظمة التحرير احيانا بدفع مبالغ مالية للعائلات وهناك مؤسسات ايضا محلية و دولية متمكنة من اجل تقديم الاحتياجات الضرورية للنازحين الفلسطينيين من سوريا خاصة القادمين الجدد .
وعلى مدى سنتين وعلى خلفية قرار الدولة اللبنانية منع دخول الفلسطينيين الى لبنان حافظنا على عدد النازحين ، في الوقت الذي وصلت فيه اعداد النازحين في بداية الازمة الى 75 الف نسمة . عاد قسم منهم الى سوريا نتيجة الضائقة الاقتصادية والمالية وغلاء المعيشة في البلد و منهم من هاجر الى الخارج وتعرض للموت كما سمعنا عن غرق اعداد كبيرة من النازحين الفلسطينيين في البحر بسبب هروبهم .
وللأسف، فإن اوضاع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي ظل النزوح الفلسطيني من سوريا صعبة جدا ، على سبيل المثال اذا زرت مخيم برج البراجنة لا ترى الا نازحين فلسطينيين سوريين .اضافة الى ذلك مسالة العمالة التي أثرت سلبا على الفلسطيني المقيم لان الفلسطيني النازح يقبل العمل والشغل مقابل 10 آلاف ليرة لبنانية من اجل تأمين ربطة خبز لاولاده او كرتونة بيض .
واستعرض أبو إياد المهمات التي تلعبها اللجان الشعبية الفلسطينية مؤكدا على أن دور اللجان الشعبية مرهون بتوفير امكانيات تدعم الفلسطيني المقيم والفلسطيني النازح من خلال مؤسسات . في السنتين الاخيرتين من عمليات النزوح الفلسطيني من سوريا ، خفت المساعدات التي تقدمها المؤسسات في الوقت الذي كانت تتزاحم فيه من اجل تقديم المساعدات في بداية الازمة السورية . ونحن كلجان شعبية كنا نشمل العائلات الفقيرة مع النازحين في برنامج تقديم المساعدات .
وتابع ، ويبرز دور اللجان الشعبية في حل اشكالات عائلية ، عمل اجتماعي بمعنى وسيط بين المجتمع المدني و "الاونروا" . نقوم بنقل الواقع الفلسطيني "للاونروا" رغم وجود مكاتب لهم داخل المخيم ، في الوقت الذي تتنافى فيه سياستهم مع واقع اللاجئ الفلسطيني . على اللجان الشعبية اثبات وابراز حقيقة الواقع الفلسطيني والعمل على تحسينه ، مشيرا إلى أن اللجان الشعبية معنية بالكهرباء داخل المخيم ، اما الطرقات والمجارير "الاونروا"معنية بهذا الملف .بالنسبة للتجمعات الفلسطينية غير المشمولة بخدمات "الاونروا"اللجان الشعبية تقوم برعايتهم بكافة القضايا (الآبار – المولد).مع الاشارة ان كل التجمعات تستعمل وتستخدم مياه الآبار والمولدات الكهربائية.
من هنا فإن اللجان الشعبية تضع كل امكانياتها وجهودها في خدمة مخيماتنا و خدمة الـ24 تجمع فلسطيني .
واللجان الشعبية لا تتوانى عن المساعدة في حال كانت قدراتها ضمن المعقول (انقطاع كابل كهرباء 100 متر ) نتدخل للمساعدة .مع العلم ان هذا العمل مكلف، نضطر احيانا للجوء لمؤسسات لطلب المساعدة .
وحول العراقيل التي تواجهها عملية إعادة إعمار مخيم نهر البارد شمال لبنان ، قال أبو إياد ، التقينا قبل عشرة ايام مع المدير العام لوكالة الأونروا على خلفية الاعتصامات التي حصلت في مخيم نهر البارد بسبب التأخير في إعادة الاعمار، وشرحنا واقع عملية التاخير والعراقيل التي تواجهها ، وان الفترة الزمنية الطويلة التي حصلت بها عملية الاعمار لا مبرر لها .وحسب معلوماتنا ان 34% فقط من المخيم تم اعماره وحجة الاونروا هي عدم وجود تمويل .
ولابد من الاشارة إلى أن اللجان الشعبية اتخذت قرارا بوقفة تضامنية في كل المخيمات الفلسطينية وقمنا بتنفيذ هذه الوقفة ، حتى يشعر شعبنا في مخيم نهر البارد بتضامنا معهم وكما علمنا ان سعادة السفير أشرف دبور وعلى اثر لقاءه مع سيادة الرئيس محمود عباس طرح معه موضوع استكمال اعمار مخيم نهر البارد و طلب من سيادته التوجه بطلب المساعدة من الدول المانحة لتغطية ما تبقى من عملية الاعمار . و بالفعل تم تكليف السيد صائب عريقات للاتصال و التواصل مع الدول المانحة لاستكمال المبلغ المطلوب للاعمار .
ايضا واجهتنا اشكالية على مدى الاربعة اشهر الماضية و هي برنامج الطوارىء لاهالي مخيم نهر البارد الذي اعفي منه موضوع الطبابة (50%) مما خلق حالة من الغضب عند اهالي مخيم نهر البارد ولكن "الاونروا " لم تتراجع عن قرارها.مع علمنا ان "الاونروا" حصلت على مبلغ 2 مليون دولار لبرنامج الطوارئ لنهر البارد و حسب تقديرنا ان العملية غير مكلفة كثير و باستطاعة "الاونروا" تأمين هذا المبلغ من اي جهة مانحة .
هذا الذي تباحثنا به مع المدير العام لوكالة الأونروا. كذلك اجتمعنا مع المفوض العام "للاونروا" بالشرق الاوسط و وضعناه بصورة الوضع واعطيناه تقارير مفصلة عن واقع مخيم نهر البارد . والتقى المفوض العام مع سعادة السفير للتباحث بموضوع مخيم نهر البارد .
مجموعة مندوبين من دول مانحة ستقوم قريبا بزيارة لمخيم نهر البارد ، للاطلاع على حقيقة وضع المخيم على الارض ، حتى يكون باستطاعة المندوبين نقل الصورة بدقة وشفافية للجهات الممولة . و اصدرنا تعليمات وتوجيهات لكافة القوى الفلسطينية بتأمين اجواء آمنة من اجل ان يقوم الوفد بجولته ضمن المخيم .
وختم أبو إياد ، حاوره مع "وفا" ، قائلا ، اللجان الشعبية الفلسطينية اكثر اطلاعا على هموم شعبنا ومخيماتنا الفلسطينية لاننا متعايشين مع احداثه ومشاكله في كل لحظة،ونرى العديد من حالات الفقر التي هي بحاجة ماسة للمساعدة.
احيانا يتم التعاون من خلال مبادرات فردية و هذا يتطلب امكانيات متوفرة و تحت الطلب . حالة البؤس والتضخم السكاني ضمن هذه البقعة الجغرافية الصغيرة تخلق الكثير من المشاكل وحدوث اطلاق نار .
كما اننا امام مشاكل مختلفة لدينا 12 بئر ماء بحاجة لمازوت – ماء – صيانة وتعترضنا مشاكل يومية اخرى وكثيرة بحاجة ان يتوفر لها امكانيات. واللجان الشعبية شفافة بتامين المساعدات لمن هم بحاجة لها.
قدمنا دراسات لقضايا كثيرة مثل مخيم برج البراجنة ( الكهرباء ) والذي توفي خلال السنة الماضية 14 شاب نتيجة لعدم تنظيم الشبكة الكهربائية داخل المخيم . وقدمنا دراسة بحدود 850
الف دولار لاعادة تنظيم شبكة الكهرباء ضمن مخيم برج البراجنة و كذلك دراسة لمخيم عين الحلوة لان الكابلات الموجودة فيها من سنة 1970 واصبحت بحاجة لاعادة تأهيل .
قضايا مكلفة وامكانيات قليلة خاصة ضمن الظروف المالية التي تمر بها السلطة،كذلك هناك مشاريع مصارف ماء في مخيم الرشيدية التي تتعرض بيوتها في كل فصل شتاء للجرف (حوالي 40 بيت ). كذلك تجمع جل البحر قرب مدينة صور بحاجة لمصارف ماء.
كما وتفتقر بعض المخيمات الفلسطينية في المحافظات اللبنانية للمدافن . حيث لا يوجد في مخيم البداوي مقبرة تتسع ، تم الاتفاق على شراء ارض و لكن الثمن كانت مرتفع جدا و تصل تكلفته الى 1,100000 مليون و مائة ألف دولار . وهذه احتياجات عامة و ليست فردية .
لدينا العديد من الدراسات والعديد من المشاريع التي نتمنى ان تقوم اي جهة محبة وانسانية بتقديم المساعدة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها