لأول مرة في العالم العربي، تتوحد التيارات الرئيسية الثلاثة، اليساريون والقوميون والإسلاميون في قائمة انتخابية واحدة، تجسدها أربعة أحزاب فلسطينية عربية لخوض انتخابات الكنيست العشرين في إسرائيل.
ولأول مرة في العالم العربي يتفق زعماء الأحزاب العربية الفلسطينية الأربعة أن يكون على رأس قائمتهم الموحدة واحدا من جيل الشباب وهو الأخ أيمن عودة، ليكون على رأس قائمة فيها المؤسسون للعمل السياسي والحزبي الفلسطيني داخل الخط الأخضر، إنها خطوة كبيرة، مليئة بالأمل، ومفعمة بالرؤيا، ومدججة بقوة الانتماء، إنها البشرى تأتي دائما من فلسطين.
والحقيقة أن هذه الخطوة القوية التي أنجزها اخواتنا داخل الخط الأخضر وجهت لطمة قوية لليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي كشف عن وجهه القبيح، وفضح نفسه أكثر وأكثر بمزيد من السلوك الإرهابي والعنصري ضد شعبنا الفلسطيني، حين حاول نتنياهو وحلفاؤه الذين يدوسون الآن على رقاب بعضهم في حمى الحملة الانتخابية أن يصعدوا من أوهامهم، فرفعوا نسبة الحسم في الانتخابات لتقليص الحضور العربي الفلسطيني في الكنيست، فكان رد اخوتنا مزلزلا، وكانت القائمة الموحدة ردا على أوهام العنصرية الصهيونية، حيث الأمل كبير جدا أن تكون القائمة العربية الموحدة هي قائدة المعارضة في إسرائيل، تتقدم على ركيزتين رئيسيتين أولهما السعي الحثيث نحو مواطنة متساوية داخل دولة إسرائيل، والثانية أن يكون أهلنا في الجليل والمثلث والنقب وفي القدس والمدن المختلطة رافعة قوية لحقوقنا القومية في فلسطين بصفتنا أصحاب الأرض الأصليين، وأن حقنا في دولة مستقلة وعاصمتها القدس غير قابل للنقاش.
إن وحدة القائمة المشتركة العربية في الانتخابات التي لم يبق عليها سوى أيام قليلة تحسب بالساعات، هي واحدة من تجليات وحدة القضية الفلسطينية، ووحدة الشعب الفلسطيني، في الوطن والشتات، في القدس وغزة والضفة وفي داخل الخط الأخضر، شعب واحد، قضية واحدة، حتى لو تعددت العناوين المرحلية، وبالتالي فإن كل طرف مهما كان عنوانه حين يحاول أن يتشبث بأية صورة من صور الانقسام إنما يضع نفسه في مواجهة الشعب الفلسطيني ويضع نفسه تحت أقدام العدو الصهيوني، لكنه لن يتمكن من تغيير الخط الرئيسي لشعبنا الذاهب إلى حقه في الحرية والإستقلال.
تحية من الأعماق لكل القوى الحزبية والسياسية داخل الخط الأخضر التي توحدت لتعطي نموذجا ليس لشعبنا فقط بل لأمتنا، بأن البشرى تأتي دائما من فلسطين وأن عربدة العنصرية الصهيوينة في طريقها للهزيمة.