يتوجه الناخبون الاسرائيليون اليوم لانتخاب نواب الكنيست في مناخ سياسي عكر وشعارات يمينية ذئبية وصلت لدرجة الدعوة لقطع الرؤوس كما جاء على لسان ليبرمان وقطع دابر اي امل في السلام والتسوية العادلة كما ورد على السنة نتنياهو وحلفائه من دعاة الاستيطان والحرب.
يظن الاسرائيليون او انصار اليمين انهم بمواقفهم المعادية للسلام انما يؤدون خدمة للكيان الاسرائيلي الاستيطاني العنصري وهم في الحقيقة يزيدون عزلة هذا الكيان دوليا ويحكمون المقاطعة الدولية عليه ويعيدون تكرار الاخطاء التاريخية التي ذهبت بكيانات ودول قبلهم. فادارة الظهر لنداءات السلام لا تعني اطالة عمر الاحتلال بل هي تقصر من عمر الاحتلال وتجعله اكسير الحياة للكيان الاحتلالي ما يعني انه قد يكون الداء الذي سينخر الاحتلال ويطيح به دون تدخلات خارجية لان الشر دائما يحمل بذور فنائه بداخله.
وسواء حقق يسار الوسط او اليمين الاغلبية فان ما يعنينا ليس من يحكم اسرائيل بقدر ما يعنينا ان كان راغبا في السلام ام سيواصل سياسته العدوانية الاستيطانية الى ما لا نهاية.
لقد نضجت الظروف الدولية لتجسيد الدولة الفلسطينية وان كان اليمين الاسرائيلي يريد ابعادها بشعاراته وممارساته على الارض الا انه في الحقيقة يسرع من تجسيدها، ولو رآها البعض بعيدة الا انها اقرب الينا من اي وقت مضى.. فانهيار الاحتلال يقترب وساعة الدولة ستقوم مهما حاول العنصريون عرقلة مشروعنا الوطني التحرري في السلم والامن والدولة. فلا احد سينقذ الاحتلال من يد العدالة الدولية ولا احد سيهدد وجود اسرائيل اكثر من دعاة الحرب والاستيطان فهم الذين يحفرون قبورهم بايديهم اعتقادا منهم ان ابعاد شبح السلام سيطيل امد الاحتلال وهم في ذلك واهمون.