قالت وزيرة شؤون المرأة العراقية بيان نوري ان عدد الأرامل في العراق ارتفع الى مليون أرملة. فبعد عقود من الحروب استمرت من عام 1979 حتى الآن قتل مليون رجل عراقي من المتزوجين ناهيك عن العدد نفسه من غير المتزوجين ومن النساء والأطفال. فالنكبة العراقية لم تنته بعد وهي تتماهى مع النكبة السورية. ولعل العدد الأكبر من القتلى في العراق وقع ابان حربي الخليج لكن فترة الاحتلال الأميركي حتى الآن كان لها النصيب الأكبر عن حصد الضحايا والخراب لأن الفتنة القائمة في العراق لا خطوط حمراء فيها فالكل يقتل الكل دون مبررات. والأمر نفسه في سوريا وفي ليبيا.. فالدول الفاشلة تتزايد كل فترة في العالم العربي، وفي كل مرحلة هناك فزاعة.. مرة صدام حسين ومرة نظام الأسد.. ومرة نظام القذافي ومرة نظام علي عبد الله صالح وأخيراً فزاعة داعش وأخواتها. من أقوال الدكتاتوريين الصائبة قبل تركهم الحكم عبارات حكيمة قلما نطقوا بها وهم في الحكم.. سيف الاسلام القذافي حذر في آخر خطاب له من الفوضى والاقتتال القبلي في بلاده في حالة سقوط نظام أبيه واخوته.. وسياد بري دكتاتور الصومال قال قبل رحيله من بعدي سيكون الطوفان وقبله قالها شاه ايران من بعدي سيكون الطوفان.. وصدام حسين قال دوماً العراق البوابة الشرقية ومن بعدها الطوفان اذا انهارت وبشار الأسد قال انه في حالة سقوطه ستمتد الآثار الى كل الدول المجاورة. عملياً هذا هو الطوفان وما زالت هناك فزاعة يستخدمونها لتخويف الأمة ألا وهي داعش وأخواتها. شعوب مترملة ودول فاشلة وأيتام بالملايين واغتصاب القصر وسبي غيرهن.. ومع ذلك ما زال المخطط التدميري قائماً ليلتهم دولاً أخرى ما زالت تكافح للبقاء. ثم يأتي من يقول لنا ان الأمر طبيعي وليس هناك مؤامرات وان ما يحدث هو نتاج قرون من التخلف والجهل والالحاق ما ليس بالدين فيه.. هذا صحيح ونسمعه، لكن المؤامرة موجودة.. على السنة كبار المخططين والسياسيين من أعداء الأمة ونرى دمنا على أسنانهم.. فالوضع يتماثل مع بداية الغزو العثماني للبلاد العربية.. كانت هناك خلافة عباسية مريضة يحكمها السلاجقة.. وتولاها الصفويون لاحقاً وكان هناك مصر المملوكية التي تحاول البقاء فانهزمت أمام الترك بعد شراء ذمم كتائب من جيشها بالمال.. كانت حال الأمة العربية منهكة من الصليبيين والمغول فجاء الصفويون الى العراق والترك الى بلاد الشام ومصر.. وحالياً يمكن للواء اسرائيلي أن يدخل عواصم بعيدة دون قتال ولواء تركي أن يصل دمشق وألوية ايرانية متواجدة مسبقاً في العراق وسوريا ولبنان. وكأن التاريخ يكرر نفسه فهل من مخرج؟ اسألوا أرض الكنانة فقط.