تتدحرج كرة فضائح نتنياهو، رئيس الحكومة الاسرائيلية. وآخر الفضائح، هي مصروفات بيوته الثلاثة، وبيع زوجته سارة الزجاجات الفارغة، التي جبت منها قرابة (5000) شيقل. الامر الذي اضطر المستشار القضائي للحكومة، الاقرار بوجود مخالفات في نفقات بيوت المسؤول الاول في الحكومة. لكن لم يحسم حتى الآن تشخيص المخالفة المالية من قبل القضاء: هل تصل الى مستوى المخالفة الجنائية ام ما دون ذلك؟
بغض النظر عن المدى، الذي يمكن ان تصل اليه زيادة النفقات في بيوت رئيس وزراء إسرائيل، فإن المؤكد، وحسب التقرير الصادر عن المستشار القضائي، بشهادة شهود، منهم مني نفتالي وغيره ممن خدموا في بيوته، ان نتنياهو وزوجته وعائلته، اولا بالغوا وضاعفوا في النفقات النثرية أكثر مما يجب، وفاق مصروفات رؤساء الحكومات السابقين؛ ثانيا استخدام المال العام بطريقة غير مشروعة في المنزل الخاص بالعائلة في قيسارية؛ ثالثا استغلال ثمن الزجاجات الفارغة، التي هي حق الموازنة العامة للدولة، للحساب الخاص وبطريقة دونية ومهينة؛ رابعا التعامل مع المال العام (موازنة الدولة) بطريقة غير مسؤولة، تعكس حرصاً شخصياً وعائلياً على استنزاف ذلك المال قدر ما يستطيعون، خامسا استغفال دافعي الضرائب الاسرائيليين، ونهب اموالهم بطريقة مشينة، تعكس انتفاء القيم الاخلاقية كليا.
وللاسف الشديد، رغم الفضائح المتوالية، والإفلاس السياسي لرئيس الحكومة وحزبه وائتلافه اليمني المتطرف الحاكم، والمعارك، التي فتحها ويفتحها مع اوروبا والولايات المتحدة الاميركية، إلا ان الشارع الاسرائيلي مازال يراهن عليه. ويعتقد قطاع لا بأس به من الشارع الاسرائيلي اليميني والحريديمي ان زعيم الليكود، يمثل تطلعاتهم.
مع ان نتنياهو خلال سنوات حكمه الست الماضية، أثبت بما لا يدع مجالاً للشك، انه فاشل بامتياز على كافة الصعد والمستويات. فعلى الصعيد السياسي، ضرب ركائز عملية السلام، وأضعف مكانة إسرائيل الاقليمية والدولية، وهذا ما تؤكده المقاطعة المتصاعدة لدولة الابرتهايد الاسرائيلية. أضف إلى انه ادخل الدولة العبرية في معارك دونكشوتية مع الادارة الاميركية والعديد من دول اوروبا؛ وعلى الصعيد الاقتصادي، زادت نسبة الفقراء في إسرائيل، ولم تنخفض قيمة الشقق في الوقت، الذي زادت فيه نفقات قطعان المستوطنين ودعم الحكومة لهم على حساب رفاهية المجتمع الاسرائيلي؛ وما سبق انعكس على الواقع الاجتماعي الاسرائيلي، بالاضافة الى إتساع دائرة العنصرية في اوساط الشارع الاسرائيلي ليس فقط ضد ابناء الشعب العربي الفلسطين، إنما ضد اليهود الشرقيين وضد المهاجرين الافارقة؛ وامنيا فشل رئيس الحكومة في كل معاركه، التي خاضتها إسرائيل منذ تولى الحكم عام 2009. واضعف قوة الردع الاسرائيلية وفق تصريح وزير خارجيته ليبرمان امس الاول، وزادت نسبة الفضائح في دوائر الشرطة وقياداتها، وباتت الجبهة الداخلية الاسرائيلية تعاني من ازمات متشعبة نتاج السياسات العبثية لحكومته؛ وثقافيا سبب ازمة عميقة بينه وبين الحركة الثقافية الاسرائيلية حين تدخل بطريقة فضة ومخالفة لمعايير جائزة إسرائيل، حين اقال ثلاثة من رموز دولة العدوان والاحتلال الاسرائيلية الثقافية المعنيين بجائزة الآداب والاخراج السينمائي، الامر الذي دعى سبعة آخرين للاستقالة.
النتيجة المنطقية للواقع الاسرائيلي، والتي لا تنحصر بشخص نتنياهو وحده، بل تمتد لرؤساء وزراء سابقين امثال اولمرت وايهود باراك وشارون، أن المجتمع الاسرائيلي نتيجة مركبات التناقض، التي يعيشها، وعقد النقص، التي يعاني منها، وغياب الامان الداخلي، والمنطق المافيوي والاستعماري، الذي شكل وعاء الوعي العام للصهاينة عموما، يميل الى احتضان ودعم اللصوص ومصاصي دمائهم ودماء الفلسطينيين والعرب، كشكل من اشكال جلد الذات والاغيار العرب.
غير ان الاستخلاص السابق، لا يعني ان رقبة نتنياهو خرجت من مقصلة الهزيمة في الانتخابات القادمة، اذا ما احسن انصار المعسكر الصهيوني الاداء، وتمكنوا من الضرب على الاوتار، التي تهز مصالح الشارع الاسرائيلي. واياً كانت النتيجة، فإن بنيامين نتنياهو، لا يعدو اكثر من لص صغير، هو وزوجته وعائلته.
فضائح نتنياهو: بقلم عمر حلمي الغول
23-02-2015
مشاهدة: 796
عمر حلمي الغول
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها