هبت رياح الطائفية والتعصب على اليمن لتصل الى نص الأذان الذي كان سائدا واضيفت اليه عبارة حي على خير العمل، وهي عبارة مستحدثة لم ترد منذ ايام الرسول صلى الله عليه وسلم. كما ان هناك عبارة لدى بعض الشيعة «اشهد ان عليا ولي الله»، وهذا يعني ان التحريف يتسلل الى الأذان، ومن قبل قيل ان تنظيم داعش يريد تعديل بعض السور في القرآن الكريم ما يعني سقوط المحرمات تحت اقدام التنظيمات والجماعات وهو يعني ايضا ان لا مقدسات في حسابات الجماعات السياسية التي تستخدم الاسلام وتكيفه حسب وجهات نظرها، مثلما كيفت الانظمة تفسير بعض الآيات لخدمة اهدافها السياسية، لكن لم يصل الأمر الى المس بما كان قائما في عهد النبوة او المساس بالنصوص القرآنية التي تعهد المولى عز وجل بالحفاظ عليها.
انه الوبال وخراب النفوس عندما يجرؤ كل من هب ودب من التيارات والجماعات والمشايخ على التستر بالدين لممارسة اهوائه وتبرير سياساته وجرائمه، ولو اكتفت هذه الجماعات بذلك لقلنا انها ازمة وتمر ولكن ان يجري المس بالنصوص والتطاول على جوهر الدين بالحذف والاضافة، فهذا لعمري ما فعله قوم موسى عليه السلام بعد ان اشبعوا شريعته تحريفا وتغييرا بالاضافة والحذف.
وما كنا لنتخيل ان تمتد الأيدي الى القرآن الكريم الا بعد تنامي طبقة الكهنة في الدين الاسلامي وتزعم هؤلاء للتيارات والجماعات وكأنهم فوق الصحابة وفي مصاف الأنبياء والعياذ بالله، فالخراب المستشري في الأمة من قتل وفتن وسحل وحرق وقطع رؤوس هو افراز لفتاوى مشوهة صدرت عن اناس في قلوبهم جهل ومرض ولديهم مآرب سياسية ليس من بينها خدمة الاسلام او المسلمين بل احراج المسلمين وتشويه الاسلام ليس في نظر الآخرين بل في نظر المسلمين ايضا. ان اولى الخطى لكي تستعيد الامة عافيتها هي بعدم الاستماع الى ترهات المرجفين من دعاة التيارات والمذاهب الخلافية والاجتهادات المريضة التي باتت وكأنها قرآن للجهلة والبسطاء والسذج. فلا كهنوت في الاسلام ولا وسيط بين الله عز وجل وعباده.