بقلم: ماهر حسين
في الحروب يحدث الكثير ..كان وما زال وسيحدث الكثير ...ولهذا يجب أن نحمدالله دوما" على نعمـــة الأمن والأمان وعلينا أن نجتهد للحفاظ عليهـــــا بمحاربة كل أشكال التطرف والإجرام والفتنة .
في الثورات كذلك يحدث تجاوزات ..وفي رد الفعل على الثورات يحدث تجاوزات ..وهذا أمر طبيعي في ظل الإصرار على أن يكون الطريق للتغيير هو العنف والطريق للتعامل مع الثورة هو القمـــــع .
نعيش في عالمنـــا العربي واقع مُر ومؤلم ...فما يحدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومن قبلهم الصومال وبالطبع السودان كلها عناوين لواقع صعب ومُعقد ما يهمني فيه وبشكل أساس هو معاناة الإنسان العربي هناك والحفاظ على وحدة الدول بالإضافة الى عدم السماح للتطرف والإجرام بالإنتصار ...الإنسان يعاني في سوريا سواء كان لاجئا" بفعل الحرب أو كان مواطنا" في وطنه ولكل منهما معاناه ..ذلك ينطبق على كل الدول التي ذكرت .
طبعا" ..مصر كبرى الدول العربية ولبنان الغالية على القلوب تتعرض الى صعوبات كبيرة جدا" ..إقتصاد ومشاكل إرهاب عناوين للمشاكل هنــــاك.
وقبل الإسترسال بوصف معاناة المواطن العربي ...يجب أن أتناول شعب المعاناة الدائمــــــة ..الشعب الذي أتشرف بالإنتماء له بكل فخر ...وأتحدث عن شعب فلسطين الذي ذاق ويلات الحرب ودفع ثمن الثورة بكل فخر وبلا تردد ..فنحن أصحاب القضية القائمة على صراع دامي على الأرض والوجود والهوية ولقد شرفنا الله عز وجــــل بأن نكون رأس الحربة للدفاع عن مقدسات الأمة الإسلامية وعن مقدسات المسيحين في العالم ..فنحن حماة القدس بمسجدها الأقصى وبكنائسهــــــــــــــــا المقدسة .
في مسيرة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والإستقلال والسلام سالت الكثير من الدماء ..ومارس الإحتلال الكثير من أشكال القمع ولكن الأحتلال الإسرائيلي بجبروته لم يحرق أسير وما فعله المتطرفون من المستوطنين عندما تم حرق الطفل أبو خضير لم يكن مستساغا" حتى لدى الإحتلال .
بكل الأحوال ...
حروب وثورات ومعاناه وإحتلال ...هذا جزء من الواقع الذي نعيشه الان في جزء كبير من عالمنا العربي ولهذا أقول بأنه لا يقدر نعمة الأمن إلا من فقدها ولهذا نقول بأن الأمن والامان نعمه نرجو من الله العلي القدير أن يديمها على من يتمتع بها في عالمنا العربي وأرجو من الله أن يديمها على دولة الإمارات العربية المتحده التي أتشرف بالعيش على أرضها .
في ظل الحروب والثورات والمعاناه والإحتلال ..ظهر علينا شيئ عجيب أسمه داعش .
داعش هذه (نبت )يبدو بأنه شيطاني ظهر علينا وبشكل مفاجئ لنجد أنفسنا أمام خليفه وسبايا وإعدامات وأخيرا" أمام فعل إجرامي غير مسبوق وهوحرق للأسير ...وسأعتبر بأن الطيار معاذ الكساسبه أسير حرب لدى هؤلاء......فهل يجوز حرق الأسرى !!!!!
حرق يا جماعة الخير ...عام 2015 يتم عرض فيلم يُحرق فيه أسير !!!!!
وللأسف عملية الحرق تتم بإسم الإسلام ..الإسلام دين الرحمــــه ...فلا حول ولا قوة إلا بالله .
طبعا" وبدون شك الإسلام لا يمكن أن يكون له علاقه بالحرق فالإسلام جاء بالرحمة ولو قرأ أي منا شروط ذبح الأضحية أو غيره لوجد كل أشكال الرحمه بالحيوان فكيف بالإنسان .
المشاعر العامة لدى أغلب أبناء الأمة العربية من الفعل الإجرامي واضحه فقد عبر الجميع عن التضامن مع عائلة الشهيد معاذ وعشيرته وبالطبع عبر الجميع عن التضامن مع المملكة الأردنية الهاشمية شعبا" وحكومة وملك وكان هناك حضور خاص لشعب فلسطين حيث تضامنوا مع شعب الأردن و كان أجمل ما في التضامن الفلسطيني بأنه شعبي ورسمي وحزبي شمل الجميع .
وكانت أجمل صور التضامن الفلسطيني مع الشعب الأردني الشقيق والجار قد تجلت في رام الله بالعزاء الذي أقامه السفير الأردني هناك وحضره الجميع ..قيادة واحزاب وشعب وبالطبع كان هناك مشاركة مباشرة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أصر على أن يشارك بصلاة الغائب على روح الشهيد معاذ الكساسبه وعلى شهداء مصر الكنانه من أبناء الجيش المصري.
تلك هي فلسطين الوفاء والمحبه .
وهذا واجب يؤديه أبناء شعب فلسطين نحو شعب شقيق نعتز به وهو شعب الأردن وبالطبع نحو شعب مصر .
كل ما سبق يعلمه الجميع ويكاد يجمع عليه الكـــل ولكن ...الغرائب والعجائب تأتي دوما " ممن نعرفهم ونجد أنفسنا مضطرين للحديث في مواقفهم ...
الإخوان المسلمين ...الإخوان في الأردن أثاروا لغطا" حيث أن موقفهم كان محدد برفضهم للحرق ولكنهم رفضوا إدانة (داعش) وقد عبر عن هذا بوضوح حمزة منصور .
والإخوان في فلسطين(حماس) كرروا الموقف ورفضوا الحرق ولكنهم أدانوا أساسا" النظام العربي وبشكل خاص الأردن ووصل الأمر بأحد مفتي حمـــاس وهو سالم سلامة بأن قال لا يجوز ان نكون مع أعداء الله ضد أهل الله !!!والحديث هنا واضح فهو اعتبر داعش من اهل الله !!!!!!!!
واخيرا" ظهر علينا الشيخ وجدي غنيم الإخواني المصري ليقول بذلك !!!!
هو موقف إخواني يقوده أخواني داعش في حركة الإخوان المسلمين ..ولقد حاولت بعض قيادات الأخوان تغيير الموقف ولكن لم يعد أحد منا تنطلي عليه لعبة التأكيد والنفي والتصريحات المتضاربه لضمان الجميع ولقد ظهر موقف الإخوان المسلمين في فلسطين (حماس) من داعش بمجرد السماح لهم بتنظيم مظاهره محميه من حماس في غزة هاشم .
وللأسف في وسائل التواصل الإجتماعي سارع البعض من أتباع الإخوان للربط بين حرق الطيار الأردني وبين ما حدث بميدان رابعه بمحاولة لخلط الأمور بطريقة مريبه تعبر عن سقوط كل القيم الإنسانية أمام المصالح الحزبية .
بينما ربطت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بين حرق الشاب محمد أبو خضير وبين حرق معاذ الكساسبه للتأكيد على الرفض التام لكل أشكال الإرهاب .
موقف الإخوان من الحرق واضح ..ولكن موقف الإخوان من داعش يستحق المتابعه لأنه إرهاب صرف .
وحتما هنــــاك إخوان داعش !!!!!!
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها