آلاف المجازر ارتكبها جيش الإبادة وأجهزة الدولة الإسرائيلية اللقيطة الأمنية بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ضد الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء الفلسطينيين في قطاع غزة في متوالية وحشية يندى لها جبين البشرية، التي استباحتها دولة النازية الإسرائيلية بدعم وتماهي كامل من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وداست على ميثاق هيئة الأمم المتحدة، ومزقته تحت جنازير دباباتها وأزيز طائراتها، وقصف الصواريخ والقنابل الثقيلة من الجو والبحر والبر على الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ النازحين والمهجرين من بيوتهم، ودمرت معالم الحياة بأبسط معاييرها ومقوماتها، البيوت والمدارس ورياض الأطفال والجامعات والمستشفيات والمركز الصحية والمساجد والكنائس والمؤسسات الخاصة والعامة والمصانع والبنى التحتية، وخطوط المياه والكهرباء والحرمان من الوقود والغذاء والدواء والمستلزمات الطبية وأماكن الإيواء، ولم تقيهم الخيام التي نصبوها من برد الشتاء ولا حر الصيف، في ظل تصاعد الإبادة بوسائل واساليب متعددة، فتلازم القتل على الهوية الوطنية مع التجويع ونشر الأمراض والأوبئة والعطش لتعميق الموت البطيء على مدار عام ونصف بشكل متواصل، وعلى مرآى ومسمع من العالم كل العالم، الذي لم يتمكن من إيقاف الحرب، ولا حتى من التمكن من إدخال المساعدات الإنسانية بكافة مشتقاتها للمحتاجين من الأبرياء وخاصة الأطفال والنساء.

ورغم أنين وصرخات الأبرياء من كل الأعمار وعلى مساحة 365 كم2 في قطاع غزة الذين ارتقوا ضحايا المحرقة والإبادة الجماعية وآلاف المجازر الهمجية والمروعة والكارثية، إلا أن صوت النازية والوحشية الأميركية الإسرائيلية وحلفائهم من الغرب الرأسمالي كان أعلى، وأشد ترويعًا للدول والأنظمة السياسية من الأشقاء والدول الإسلامية والدول الأخرى، باستثناء دول قليلة ومحدودة امتشقت راية الدفاع عن العدالة والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، مثل جنوب أفريقيا ودول أميركا اللاتينية والحراك الطلابي الأميركي وأنصار السلام في العالم وخاصة في الدول الأوروبية والمنظمات الحقوقية والقانونية والنخب المؤمنة والملتزمة بالقانون والدفاع عن العدالة الإنسانية، والرافضة للظلم والإبادة هم وحدهم من تحدى سوط اليانكي الأميركي، ولكن ديماغوجيا إمبراطورية إعلام الجلاد الصهيو أميركي، وقوانين المكارثية الأميركية ضد أنصار العدالة والسلام وحماية البشرية من قوانين الغاب والداعمين للقضية والشعب الفلسطيني أطبقت على أصوات حناجرهم، وكتمت صدى حراكهم ومفاعيل أنشطتهم الإنسانية، وراوح العالم الرسمي نائمًا تحت أكوام هائلة من بيانات الشجب والإدانة والاستنكار، والقرارات الأممية ومذكرات الاعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، وغيرهم من مصاصي الدماء الإسرائيليين النازيين.

وبقي شلال الدم الفلسطيني وموت الأطفال والنساء نازفًا، وشاهدًا على عار العالم المهزوم تحت نعال المكارثية الأميركية والنازية الإسرائيلية الصهيونية.
وكانت مجزرة قتل الجيش الإسرائيلي الإبادوي لأربعة عشر رجلاً من المسعفين ورجال الدفاع المدني في فجر 23 آذار/مارس الماضي، رغم أنهم توجهوا إلى منطقة الحشاشين في مدينة رفح بسياراتهم وملابسهم المعروفة بعلاماتها ورموزها الدولية وبتنسيق مع الجيش الإسرائيلي ذاته لنقل الجرحى والشهداء ممن تم قتلهم، إلا أن ضباط وجنود عصابة الهاجاناة واتسل وليحي وشتيرن ولهيا وشباب التلال قاموا بإطلاق الرصاص الحي وبكثافة على المسعفين ورجال الدفاع المدن، ليس هذا فحسب، بل إن عصابة جيش الإبادة قاموا بحفر أربع حفر ألقوا بها السيارات وجثث الشهداء الأبرياء، ولولا شجاعة ونباهة أحد الشهداء، الذي قام بتصوير وتوثيق المشهد والمجزرة، بالإضافة لشهادة أحد الناجين، وهو منذر عابد لكان انطوت على العالم كذبة قادة عصابة الجيش الإسرائيلي، التي أنكرت في البداية المجزرة، لكن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية التي حصلت على الشريط الموثق للمجزرة كشف للمرة المليون وجه النازية الإسرائيلية التي تقتل الأغيار الأبرياء، الذين يقومون بمهمة إنسانية لا علاقة لها بالقتال والحرب، وإنما لمساعدة الشهداء والجرحى، وكذلك مهمة رجال الدفاع المدني الإنسانية، ومع ذلك قام الجيش بقتلهم بدم بارد.

كما مجزرة الشجاعية أمس الأربعاء 9 نيسان/إبريل الحالي التي راح ضحيتها 30 شهيدًا، وعدد من الجرحى، وتدمير نحو عشرة منازل محيطة بالمنزل المستهدف، وكل يوم يشهد أبناء قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك العاصمة القدس مجازر وحشية بوسائل وطرق أخرى، وقبل ثلاثة أيام تم استهداف أيضًا خيمة الصحافيين، الذين استشهد منهم حتى الآن أثنين وأصيب ثمانية آخرون كانوا في ذات الخيمة، بذريعة واهية، وكل هذه المجازر التي تشكل حلقات متوالية ومتصلة في دورة الموت والإبادة الجماعية على أبناء الشعب الفلسطيني.
آن الأوان أن يزيل العالم العار الذي يلاحقه أمام هول الفاجعة والكارثة لوقف النزيف، والحؤول دون التهجير القسري وإدخال المساعدات الإنسانية كافة والشروع بإعادة الإعمار بعد الإنسحاب الإسرائيلي التام من القطاع ومخيمات ومحافظات جنين وطولكرم ونابلس وطوباس، وإعادة الأمل لدفع عربة السلام خطوة جدية للأمام.