لم توفر حكومة نتنياهو أية وسيلة ذئبية ضدنا لكي تخوض الانتخابات وهي ملطخة بدماء الفلسطيني وأرضه واشجاره وأخيرا بمقدساته. فاليمين الاسرائيلي يخوض الانتخابات ببرامج عدوانية ومشاريع استيطانية. وحصار مالي للسلطة بسرقة اموالنا فبعد حمام الدم في غزة الذي ارتكبته هذه الحكومة انتقلت الى الاعلان عن مشاريع استيطانية بالضفة خاصة القدس.. بينما بلطجية وشبيحة هذا اليمين من المستوطنين يعيثون فسادا في الارض ويسيطرون على المزيد من الاراضي ويهاجمون القرى والمزارعين ويقتلعون اشجار الزيتون. وأخيراً اعلنت حكومة اليمين عن مشاريع للاستثمار في مواقع استيطانية تعتبرها خاصة بالتراث اليهودي مثل الحرم الابراهيمي في الخليل. فكلما اشارت استطلاعات الرأي الى تراجع اليمين اخرج نتنياهو مشروعا استيطانيا عدوانيا من درج مكتبه وأوعز لشبيحته وبلطجيته بالعمل استفزازيا وجعل بعض قادة جيشه يبالغون في الحديث عن بداية انتفاضة مسلحة، متخدين من ظهور بعض مسلحي فتح برهاناً على ذلك.
لسنا بحاجة الى انتفاضة مسلحة لأنها مطلب اسرائيلي والاحتلال يواصل التمهيد لها اعلاميا وميدانيا كاغتيال الطالب سمير احمد عبد الرحيم في بدرس امس, فالمقاومة عمليا هي ألا تأتي بأي عمل يريدك الاحتلال ان تقوم به، بل المقاومة هي ان تقوم بما لا يريده الاحتلال، كالتوحد والثبات والصمود والارتباط بالارض والدفاع عنها بصدور عارية ونزع الشرعية الانسانية عن ممارسات الاحتلال وتقويض افكاره الاستيطانية، والدفاع عن المقدسات بالتواجد فيها وحشد كل من نستطيع للمرابطة فيها. فالمقاومة في وضعنا الحالي تفرض علينا ابتداع اساليب نضالية ضد الاحتلال لكشف ذئبيته وكذبه وغطرسته في أي موقع يستهدفه الاحتلال بالاستيطان. اما قعقعة السلاح في ظل ما كنا فيه من فوضى فهي ترتد الى نحورنا وتضعف الرأي العام وتسلم رؤوسنا للاحتلال الذي يمكنه ان يمارس ما يشاء من قمع ومجازر في ظل الوضع العربي القائم على ربيع مصطنع وفوضوي وموجه اميركيا. ولعل موجة النقد لأجهزة الأمن من قبل البعض ليست الطريقة المثلى لمقاومة الاحتلال، لأن اغلب المقاومين خرجوا من بطن الأجهزة ابتداء من انتفاضة النفق في عهد نتنياهو في التسعينيات مرورا بالانتفاضة حيث تحملت اجهزة الأمن العبء الأكبر في القتال ضد الاحتلال، ولعل استهدافها المبرمج في غزة باعتراف شاؤول موفاز وزير الحرب الاسبق هو الذي سهل على حركة حماس السيطرة على غزة.
لنحتكم الى ضمائرنا اولا وليس الى قطعة سلاح هنا او هناك لا تفعل شيئا والاولى بقيادة فتح ان تحل هذه الاشكالية بين عناصرها والسلطة، لأننا كلنا مستهدفون سلطة وشعبا وفتحا وحماسا، فالهدف النهائي للاحتلال الآن هو تصفية القضية الفلسطينية بالكامل. وهذه تحتاج الى مراجعات معمقة وليست سطحية لتفادي المذبحة الكبرى للقضية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها