في ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني الواقع في السابع من كانون الثاني يستذكر الفلسطينيون ومعهم أبناء الأمة العربية الآلاف من الشهداء الفلسطينيين والعرب والمسلمين وكل المناضلين الذين ارتقوا على ثرى فلسطين دفاعًا عن الحق والكرامة ودفاعًا عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، استشهدوا وهم يواجهون المجازر الوحشية الإسرائيلية في كل الجغرافية الفلسطينية في المدن والقرى والمخيمات والتجمعات السكانية في فلسطين، فقد ارتقى الشهداء من مختلف المنابت في حرب 1948 وحرب 1967 جراء ارتكاب قوات الاحتلال الغاشم والغاصب للحق الفلسطيني والعربي أكثر من 70 مجزرة، ودمرت أكثر من 531 قرية ومدينة من أصل 774 تمّ احتلالها واستشهد في تلك المعارك أكثر من 15 ألف فلسطين وعربي، قدموا أرواحهم فداءً ودفاعًا عن الحق والكرامة العربية دفاعًا عن فلسطين، وما زال الفلسطينيون ومعهم أحرار العالم يقدمون الغالي والنفيس دفاعًا عن فلسطين وعن الحق الفلسطيني.

منذ النكبة وإلى اليوم، قدم الشعب الفلسطيني أكثر من مئة ألف شهيد، من أجل نيل حريته والبقاء على أرضه، دفاعًا عن مقدساته وبيوته وأسراه، وردًا على اعتداءات مستوطنيه، وتشير الإحصائيات إلى استشهاد 224 فلسطينيًا عام 2022، بينهم 53 من قطاع غزة في سجون الاحتلال، كما تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين المئات من الشهداء والأسرى في مقابر الأرقام والثلاجات، وقد تصاعدت هذه السّياسة مجددًا منذ عام 2015، ومع تصاعد أعداد الشهداء خلال العام الماضي، فإن عدد الشهداء المحتجزة جثامينهم منذ عام 2015، بلغ 117، من بينهم 11 شهيدًا أسيرًا، وهم من بين 372، يواصل الاحتلال احتجازهم في مقابر الأرقام والثلاجات.
ومنذ 1967، قدمت الحركة الأسيرة 233 شهيداً، منهم 73 قتلوا جراء التعذيب، و74 نتيجة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء)، و79 نتيجة القتل العمد، و7 جراء قتلهم المباشر بالرصاص الحي، وهناك 11 جثمانًا من الأسرى الشهداء بانتظار الإفراج عنهم.
وفي هذه الذكرى يستذكر الشعب الفلسطيني ومعه كل العرب الشهداء الذين ارتقوا في سبيل الدفاع عن فلسطين ومقدساتها، ويستذكر الأردنيين والعراقيين والسوريين واللبنانيين والمصريين وغيرهم الكثير طيلة مسيرة النضال الوطني الطويل ومن كافة الفصائل والقوى وفي جميع المواقع داخل الوطن وخارجه وفي السجون وعلى الحدود وشهداء الأرقام الذين ما زال الاحتلال يحتجز جثامينهم، هذه المناسبة وبما تحمله من مضامين لها رمزية نضالية وحقوقية هي في حقيقتها وجوهرها دعوة للضمير العالمي الإنساني، والمنظمات الدولية الحقوقية والقانونية والشرعية على اختلافها وكل المعنيين بالسلام والعدالة والحقوق، بضرورة وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي وسرعة تأمين حماية الشعب الفلسطيني من جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وسياسة التهجير والاستيطان ومحو الهوية الفلسطينية، والمطالبة بإلزام إسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بما فيها حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وفي هذه الذكرى يستذكر الفلسطينيون والعرب والمسلمون الشهداء الذين ارتقوا إلى العلى في كافة مراحل الثورة الفلسطينية ومسيرة النضال الوطني الطويل من كافة الفصائل وفي جميع المواقع داخل الوطن وخارجه وفي السجون وعلى الحدود وشهداء الأرقام الذين ما زال الاحتلال يحتجز جثامينهم.
وترمز ذكرى يوم الشهيد، إلى قضية فلسطين التي استقطبت مشاعر الأمة العربية كلها وروت أرضها بدماء الشهداء الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم الذين استشهدوا تحت راية الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وخلف الثوابت الوطنية وقرارات الإجماع الوطني الفلسطيني من أجل نيل الحرية والاستقلال والعودة.
في يوم الشهيد الفلسطيني، يجب أن يقف الجميع فلسطينيين وعربًا موحدين، ولنذكر العالم بأن جذورنا ضاربة في هذه الأرض، وإن إرادة الشعب الفلسطيني لن تهدأ أو تستكين، وإن أي جبروت أو احتلال مهما طال أمده لن يسقط الحقوق التاريخية، ولنْ يطمس الهوية والحضارة الممتدة عبر الأزمان.