شهد اجتماع المجلس الوزاري المصغر " الكابينيت" الذي عقد، أمس الثلاثاء، توترات بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، من جهة، ورئيس الأركان إيال زامير، ورئيس جهاز "الشاباك" رونين بار، من جهة أخرى، على ما أفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان 11"، اليوم الأربعاء 2025/04/23.
وخلال الاجتماع، وجه سموتريتش انتقادات لاذعة لرئيس الأركان، الذي قال: إنه "يرفض بأن يقوم الجيش بتوزيع المساعدات على الفلسطينيين في قطاه غزة"، فرد سموتريتش قائلاً: "الجيش الإسرائيلي لا يختار مهامه، ومن لا يستطيع تنفيذ المهام المطلوبة منه فعليه أن يعود إلى منزله".
ورد زامير على هذه التصريحات بنبرة حازمة، معلنًا عدم اتفاقه مع ما جاء على لسان وزير المالية، وفي محاولة لاحتواء التوتر، طلب عدد من الوزراء الحاضرين من سموتريتش تهدئة نبرته والتوقف عن الصراخ.
وجاءت هذه المشادة بعد أن قال وزير الأمن يسرائيل كاتس: إنه "خلال 10 – 15 يومًا ستضطر إسرائيل إلى إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة".
وأضاف زامير: أن "الجيش الإسرائيلي لن يكون الجهة التي ستوزعها"، وفق ا لموقع "واينت" الإلكتروني.
وقال سموتريتش مخاطبًا زامير: إن "الجيش لا يختار مهامه، نحن قررنا وقلنا إنكم يجب أن تستعدوا لهذا الأمر، نحن نقرر ماذا تفعلون وأنتم تقررون كيف ستنفذون، وإذا لم تكن قادرًا على التنفيذ، سنحضر أحدًا آخر قادر على ذلك، وإذا كنت لا تعرف، سنجد أحدًا آخر يعرف تنفيذ ذلك، ونحن نقرر ألا تدخل مساعدات التي تصل إلى حماس، ولا يهمني كيف، وإذا كنت لا تعرف تنفيذ هذا، فقُل للمستوى السياسي (أنا لا أعرف)، والجيش لا يختار مهماته في النظام الديمقراطي".
ونقل "واينت" عن وزراء في الكابينيت قولهم: إن "نبرة صوت سموتريتش تجاه زامير كانت حازمة جدًا، وقال أحد الوزراء: إن سموتريتش انفجر على زامير فعلاً، وقال: له أنت لن تقف هنا وتقول لنا إنك لن تنفذ، هذا لن يحدث، والمستوى السياسي وحده يقرر ما هي المهمات".
وأيد وزير القضاء ياريف ليفين، أقوال سموتريتش، بينما قاطعه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قائلاً: إنه "استمعنا إلى الملاحظات، وسنأتي مع إجابات في الاجتماع المقبل".
وفي خضم الجلسة، تلقى سموتريتش ملاحظات من رئيس "الشاباك" رونين بار، الأمر الذي أثار استياءه، ليعلن لاحقًا أمام الوزراء أنه بحاجة إلى الذهاب إلى المرحاض، ويغادر الجلسة، بعدما أعلن في وقت سابق أنه كلما تحدث بار سيغادر الجلسة لاحتساء القهوة أو التوجه للمرحاض، بهدف مقاطعة بار.
وعندما حاول بار الإدلاء بتعليق جديد في الجلسة، قاطعه سموتريتش بحدة قائلاً: "لا أفهم ما الذي يحدث، هل لا يوجد ترتيب للمتحدثين؟، يمكنه أن يتكلم بعد ثلاث دقائق برعاية المحكمة العليا".
وأضاف لاحقًا: أن "لا حاجة لسماع كل الآراء من كافة الأجهزة الأمنية، فقد سمعنا ما قاله رئيس الأركان، وهذا يكفي".
ورغم ما جرى، رفض كل من سموتريتش ورئيس الأركان التعليق علنا على تفاصيل الجلسة المغلقة، مؤكدين أنهما لن يدليا بأي تصريحات بشأن ما دار خلالها.
وفي سياق متصل، وعلى خلفية الجدل القائم بشأن مستقبل رئيس "الشاباك"، لوح سموتريتش بمقاطعة أي جلسات أمنية يشارك فيها رونين بار، مشددًا على أنه "رئيس فاشل للشاباك"، بحسب تعبيره، مضيفًا: "تمت إقالته فعليًا ولا يمكن أن يكون شريكًا في مناقشات أمنية مهمة".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها