شكرا لك يا ملكة الحب والحزن والغضب، شكرا لك يا غزة، ها أنت تحتضنين بفرح لا يضاهى، وشوق يفوق الخيال، ووفاء يشبه الأساطير، ووعي عميق يربط ما بين أعماق الجذور وآفاق الأمل في ذروته الأعلى، تحتضن فتح، وهل فتح إلا جنينك الأول الذي كبر وامتد ليصبح عائلة، ثم قافلة تمر فلا تنتهي، وتحتشد فتختبئ عين الشمس في جيبها، وتتوهج فيصبح الفرح دعوة عامة للجميع.
شكرا لك يا غزة، يا فتية رغم ألف ألف سنة وأنت تستقبلين رسائل الماء والصحراء، وكل مستقبل يأتي تنتظرينه ويمر الزمان بين يديك، وكل بداية أنت تنسجينها بخيوط الحرير الملون، وكل جرح مهما كان موجعا يتخلق في حضنك وردة، يا فتح، يا وردتنا الطالعة من جرح، شكرا لك يا بهية، يا وفية، يا عفية، يا من تقولين لشعبك في كل مرحلة، تقولين للفلسطينيين أينما كانوا، ومهما تكن راياتهم صفراء أم خضراء أم حمراء، اذهبوا إلى وعدكم، فإن الله قد اختاركم لتكونوا معجزته، تقومون من الموت، تحضرون من الغياب، يفج البرق في الأرحام فتولدون، ثم تكونون البشارة الفلسطينية.
شكرا لك يا غزة , منذ متى تعدين قرص العسل احتفالا بفتح العائدة إلى عمق القلب، ولكن الموعد لم يكن يكتمل، وأنت يا غزة الصابرة المكابرة، المفطومة منذ ألف ألف سنة على كتمان الأسرار، منذ متى وانت تعدين العدة للفرح المقبل؟ وها هي فتح تحتفل بعيد ميلادها، وذكرى انطلاقتها، ومجد قيامتها في غزة !!!، غزة التي جمعت من كل حقل سنبلة، ومن كل حديقة وردة، ومن كل وجع زهرة الجنون. ومن كل معركة قاسية شفرة البقاء، وصاغت من كل ذلك إكليلا تضعه على رأس فتح، وقبلة مفعمة بالأشواق طبعتها على جبين فتح.
شكرا لك يا غزة: أيتها الأم الحنون، أبناؤك في كل الأرض ينتشرون مثل بشارات الأزمنة القديمة، حيث النداء والضوء، حيث الوجع والأمل، حيث الكارثة والبطولة، ينادون بأن قيامة فلسطين هي الوعد المستحق الآن، فهل يكون مهرجان فتح في غزة، إحدى هذه البشارات، وبداية هذه القيامات، وسر هذه التخلقات في رحم السنين المقبلات ؟؟؟
شكرا لك يا غزة:
و لا مرة افتقدناك إلا وجدناك، ولا مرة احتجنا إليك إلا وكنت زهرة الرعد التي تولد في اللحظة الخانقة، وها نحن نحتفي بميلادنا في حضنك الشجاع، فشكرا وألف شكر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها