محافظات الجنوب ومركزها مدينة غزة خرجت بالامس عن بكرة ابيها إحتفاء بالوطنية الفلسطينية، وبالذكرى الثامنة والاربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، بانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» لترسل رسائل لكل الدنيا بدءا من «فتح» نفسها، وحركة «حماس»، وللفلسطينيين في ارجاء المعمورة، وللاخوان المسلمين في بلاد العرب والعالم، ولاسرائيل ، وللعرب الرسميين ، ولدول الاقليم، وللكرة الارضية بشعوبها وقومياتها اجمع وخاصة اقطاب الرباعية وتحديدا الولايات المتحدة، لتقول ان الشعب الفلسطيني شعب واحد.

مليونية غزة امس وضعت الانقلابيين في الزاوية. وغزة كما كانت على مدار عقود النكبة حاملة راية الوطنية الفلسطينية، ومفجرة ثورتها المعاصرة ، ومشعلة انتفاضاتها المتعددة، لم تتخل عن دورها الريادي.

غزة بالامس ادخلت القضية والشعب الفلسطيني في منعطف جديد، انهت به السنوات السبع العجاف، وبدأت دورة سنوات الخير والوطنية. وقالت المليونية العظيمة عظمة الشعب الفلسطيني، ان غزة لم تكن يوما لحماس، ولن تكون يوما لحماس. وغزة ليست عبئا على المشروع الوطني ، بل هي حاملة المشروع. وغزة لا تقبل القسمة، لانها قلب فلسطين النابض.

كما ان غزة بالامس ردت على كل الاصوات النشاز ، التي نادت بقطع الرواتب عن موظفي الحكومة والاجهزة الامنية . واكدت ان ابناء الاجهزة وموظفي الحكومة ، التي فرضت عليهم الحكومة الاضراب بعد الانقلاب في اواسط 2007، هم وعموم المواطنين، الذين كفروا بالانقلاب ، الذين رفعوا راية حركة فتح، وراية الهوية الوطنية. ولن تسمح غزة لكائن من كان ان يتطاول على مكانة الشعب الفلسطيني ووحدته ومشروعه الوطني.

قالت غزة بالامس بمليونيتها لامير قطر ولمصر وتونس وكل عرب الخليج والمغرب العربي ولكل عربي ايا كان موقعه، عليكم ان تصغوا لصوت الشعب الفلسطيني، وعليكم ان تلتزموا بقرارات الدعم المادي المباشر لمنظمة التحرير الفلسطينية وقائدها الرئيس محمود عباس، الرئيس الشرعي ، وحامل راية ياسر عرفات وحركته الرائدة «فتح» . لان رهانكم على الانقلابيين باء بالفشل والهزيمة.

ردت غزة بالامس على نتنياهو وليبرمان وفايغلين وبينيت وشامير الابن وادلشتاين وبريف ويعلون وكل الصهاينة، ان الشعب الفلسطيني لا يقبل بغير اهدافه الوطنية كاملة, وان خياركم الاستيطاني الاستعماري الى زوال. وعليكم القبول بخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، لان اي خيار آخر لن يكون في صالحكم مهما كانت قوتكم. كما قالت لنتنياهو ان الرئيس ابو مازن ، هو القائد الشرعي للشعب ، ورهانكم على سيطرة «حماس « على الضفة ليس سوى اضغاث احلام.

وشاءت غزة ان تقول للولايات المتحدة، ولادارة اوباما كفى تواطؤا مع دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، وعليكم ان كنتم معنيين بمصالحكم الحيوية في المنطقة ، ان تضغطوا على حلفائكم بالالتزام بخيار الدولتين على حدود 67, وكفى تضييعا للوقت.

وقالت للاتحاد الاوروبي والاتحاد الروسي ولكل الاقطاب الدولية ان الشعب الفلسطيني لن يهدأ، ولن يلين إلا بتحقيق هدف الحرية والاستقلال وتقرير المصير وضمان حق العودة. وعليكم ان تضغطوا على الولايات المتحدة لتلزم اسرائيل باستحقاقات التسوية السياسية.

واكدت غزة للاخوان المسلمين ومكتب الارشاد ان فلسطين وشعبها لا يقبل القسمة، وان خيار الامارة الى زوال. إن ماحدث في غزة امس ، اكد على افول مشاريع التقسيم للشعوب العربية والارتهان لاميركا. وانتهى زمن الانقلاب.

عظيمة يا غزة باستفتائك امس. لقد قلت كلمتك دون رتوش ومساحيق نعم للوحدة ، نعم للوطنية الفلسطينية ونعم لقائدة المشروع الوطني، حركة «فتح»، ولا للاصوات الناعقة، التي راهنت على موت فتح والوطنية في محافظات الجنوب..

عظيمة يا غزة، يا من تلونت باللون الاصفر، كان الله جل جلاله استبدل رايته بالامس بالراية الصفراء لينصر الوطنية الفلسطينية وحركة فتح .. ومبروك لفتح ولكل الشعب اينما كان .. وكل عام وانتم بخير.