توعد رئيس وزراء دولة الاحتلال الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الفلسطينيين بمعاقبتهم من خلال اتخاذ اجراءات مختلفة ضدهم، في حال توجههم الى مجلس الأمن او محكمة الجنايات الدولية.
جاء تهديد نتنياهو هذا خلال حديث أدلى به للصحفيين في روما امس، اثر انتهاء محادثاته مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وحسب مراسل "هآرتس" المرافق لحاشية نتنياهو، فقد ابلغ نتنياهو الصحفيين بأنه أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قبل عدة أيام، طالبه خلالها بوقف المبادرة الفرنسية التي يدفعها وزير الخارجية لوران فابيوس، لتمرير قرار في مجلس الأمن يحدد فترة عامين للمفاوضات والاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس حدود 1967 مع تبادل للأراضي.
وقال نتنياهو للصحفيين: "قلت لهولاند انني اعتقد ان هذه الخطوة سلبية وستحقق نتائج معكوسة مما يبدو، فهذه الخطوة هي عكس اتفاق السلام وستلغي كل مفاوضات مستقبلية وتقود الى التدهور. وقد سمعني هولاند ولا اريد قول ما قاله، لكنني قلت رأيي بوضوح كبير جدا".
وطلب نتنياهو من كيري، خلال اجتماعهما الذي استغرق ثلاث ساعات، ان تفرض الولايات المتحدة الفيتو على أي خطوة تتعلق بالموضوع الفلسطيني في مجلس الأمن. مع ذلك رفض نتنياهو الكشف عما اذا وعده كيري بذلك. وقال نتنياهو "اننا نتوقع تمسك الولايات المتحدة بموقفها المتبع منذ 47 سنة، منذ قرار 242، والذي يرى ان كل حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني يجب ان يتم من خلال المفاوضات. لن نوافق على تقبل املاءات في هذا الشأن. انا لن اقول ماذا سيكون الموقف الأمريكي ولكنني لا ارى أي سبب يجعلهم يغيرون سياستهم".
واشار نتنياهو الى ان كيري لم يشترط خلال المحادثة فرض الفيتو مقابل خطوات سياسية من جانب إسرائيل. وقال: "انهم يعرفون جيدا التدهور الممكن حدوثه جراء اتخاذ قرارات كهذه في الأمم المتحدة. لقد كان هدفي هو نقل رسالة واضحة جدا واعتقد انه تم فهم الرسالة. كيري يحاول منع ذلك وانا آمل بأن ينجح".
يشار الى ان وكالة "أي بي" نشرت بأن القيادة الامريكية منقسمة بشأن السياسة التي يجب اتباعها في هذا الصدد، ولم يسفر الاجتماع الذي عقدته مؤخرا عن قرار في الموضوع. وحسب المصدر فقد قال كيري خلال اجتماع القيادة الامريكية انه يجب محاولة تأجيل الخطوة الفلسطينية والمبادرة الفرنسية الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية. كما اعتبر العنف المتزايد في المنطقة سببا آخر لتأجيل الخطوة. اما مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، فدعمت اجراء مفاوضات بين الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء آخرين في محاولة للتوصل الى صيغة تسوية يمكن التصويت عليها.
وقال نتنياهو للصحفيين، امس، ان اسرائيل سترد على الخطوات الفلسطينية الاحادية الجانب، سواء ما يتعلق بمشروع القرار في مجلس الأمن او انضمام الفلسطينيين الى وكالات الأمم المتحدة او المحكمة الدولية للجنايات في لاهاي. وقال: "نحتفظ لأنفسنا بحق العمل وطرق العمل في اوضاع مختلفة، ولا فائدة من كشف ردنا المحتمل".
وفي رده على سؤال حول احتمال توجه الفلسطينيين الى المحكمة الدولية ضد اسرائيل، قال نتنياهو انه يمكنهم عمل ذلك حتى اذا لم يتم فرض الفيتو على مبادرتهم، لكنني لا اعتقد انهم سيسارعون الى ذلك لأنهم يفهمون اننا سنقوم برد مضاد على خطوة كهذه. لا يمكنهم الاستهتار بإمكانية قيامنا بالعمل ضدهم في مجالات مختلفة. في هذا الملعب يمكن ان يلعب اثنان، هناك الكثير من المجالات، بعضها في المجال المباشر وبعضها في مجالات ابعد، وانا لا اتحدث عن عمليات عنيفة".
ورفض نتنياهو التطرق الى الانتخابات في اسرائيل. وخلال لقاء مع الصحفيين الاسرائيليين الذين رافقوه الى روما، سئل نتنياهو عن عدة قضايا تتعلق بالانتخابات فقال: "انا في مهمة سياسية ولذلك لن اتطرق الى مواضيع حزبية وسأتطرق الى ذلك بعد عودتي الى البلاد".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها