بقلم: جهاد حرب
شكل المناضل زياد ابو عين حالة من المشاكسة في حياته وفي استشهاده،ادان بأدوات دولية الادارة الامريكية عند تسليمه للسلطات الاسرائيلية في بداية شبابه، وفي استشهاده اثار العالم ضد الحكومة الاسرائيلية بشجب واستنكار ومطالبة فتح تحقيق جدي ونزيه في حادثة استشهاده. جعل زياد بفعله من حياته واستشهاده اداة نضال في مواجهة الاحتلال على مستويات مختلفة لإدانة الاحتلال وأدواته وداعميه.
زياد ابوعين ذاك المناضل العفوي في سلوكه وحديثة وانفعالاته بقدر جديته وإيمانه بعدالة قضيته حاملا معه هم فلسطين، وبقدر التزامه بسياسات حركته وقيادته السياسية واضعا نفسه جنديا مثابرا في الدفاع عنها دون كلل بصوته الجهوري وحضوره الفعلوي. تجده في كل مكان في شوارع رام الله، والمناسبات العامة والخاصة يشارك الجميع في افراحهم وأحزانهم، ومثلما كان ناشطا في أيام شبابه الاولى في وسائل المقاومة كان بجميع عنفوانه في المقاومة الشعبية.
رحل زياد ابو عين في الارض التي أحبها وامضى سنين عمره من أجلها، غارسا زيتونا عظيما بلون فلسطين وزيتها اللامع الحافظ لديمومة اهلها. رحل عنا تاركا وصية واحدة، مكتوبة بدمه محفوظة بلقطات فيدوية بفعل دفاعه واستشهاده، عظيمة في فحواها ومنطوقها، هي الحفاظ على ارضنا من الاغتصاب ومن ايدي الاستعمار الاستيطاني بغرس مزيد من الزيتون.
رحل زياد القائد الميداني الذي لم يغريه منصب الوزير ولم يغير من طبائعه، فكان أول المتظاهرين، وأول الغارسين لزيتون المقاومة. لم تغريه الجلسات النخبوية وسفسطائيتها أو ندمائها، محافظا على تلك الروح التي نمت في جيل الحركة الوطنية "انخراط ومزيد من الانخراط في الفعل الثوري دون حساب للثمن الذي يدفعه شخصيا".
زياد يا ابن الأرض وشهيد المقاومة الشعبية، لقد اضفت لقبا جديدا لأقرانك وإخوتك الشهداء؛ لقب الوزير لمعالي الشيهد. كما منحت الاحياء زيتونا مقاوما حافظا لأرضنا "فلسطين".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها