يزور اليوم العاهل الاردني، الملك عبد الله الثاني دولة فلسطين بعد اسبوع من نيل فلسطين على مكانة دولة مراقب في الامم المتحدة. وهو بذلك يكون اول زعيم عربي او اممي يزور الدولة الفلسطينية. ولهذه الزيارة دلالات عديدة الابعاد، منها:

اولا تؤكد على عمق العلاقات الاخوية بين القيادتين والدولتين والشعبين الشقيقين.

 

ثانيا شاء عبدالله الثاني ، ان يكون اول من يزور دولة فلسطين ليقول للقاصي والداني: ان الاردن ، هو الاردن، وان فلسطين ، هي فلسطين. وبشكل مباشر، تتضمن زيارة العاهل الاردني ردا على غلاة الصهاينة من قطعان المستوطنين والقيادات الاكثر يمينية في اسرائيل، بأن وطن الفلسطينيين ، هو فلسطين، ولا وطن بديل إلآ فلسطين.

 

ثالثا اراد الملك الاردني ان يعلن دعمه غير المحدود لكفاح الشعب والقيادة الفلسطينية في نيل الاستقلال والسيادة الكاملة على اراضي دولة فلسطين المحتلة عام 1967. وهو بالضرورة اراد ان يعلن من فوق ارض دولة فلسطين رفضه القاطع للاستيطان الاستعماري الاسرائيلي.

 

ربعا كما تحمل زيارة جلالته مغزى عميق الصلة بالتكامل بين القيادتين في درىء الاخطار الصهيونية المتصاعدة والمستهدفة لمدينة القدس الشرقية ، وليجدد بزيارته دعمه للاتفاق الثنائي بين البلدين بشأن القدس، عاصمة الدولة الفلسطينية، وادارة وحماية الاماكن المقدسة وخاصة المسجد الاقصى وكنيسة القيامة.

 

خامسا تهدف الزيارة الى عكس مدى التنسيق والتعاون الثنائي المشترك بين القيادتين السياسيتين في البلدين. فضلا عن فتح الافاق لتعميق مجالات التعاون في مجالات الحياة المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية ... الخ

 

سادسا كما ان العاهل الاردني ، اراد الرد على جماعة الاخوان المسلمين ومن لف لفهم في الساحة الفلسطينية، بتأكيده على ان دولة فلسطين برئاسة الرئيس محمود عباس، هي القيادة الشرعية والوحيدة للشعب الفلسطيني. وهذا لا يتناقض مع موقف الاردن ملكا وحكومة وشعبا بدعم المصالحة الوطنية.

 

أهلا بالملك عبد الله الثاني في زيارته الاولى لدولة فلسطين . وكل التحية للمبادرة الشجاعة بزيارة دولة فلسطين. مع ان الجميع يعلم ان الملك زار الاراضي الفلسطينية مرات عدة ، ولكن لهذه الزيارة مذاق وطعم آخر. لها ابعاد جديدة ، غير التي كانت للزيارات السابقة. كما انه شاء توجيه لطمة قوية لنتنياهو واركان حكومته ، وخاصة اولئك، الذين يواصلون اطلاق التصريحات المعادية لاستقلالية الدولة الاردنية، والسعي الهادف لخلط الامور، بين فلسطين والاردن.

وتثمينا لزيارة الملك عبد الله الثاني، يضم المرء صوته للاصوات المنادية بتكريم جلالته من خلال إطلاق اسمه على شارع رئيسي او ميدان او مؤسسة عامة  في رام الله او البيرة، لانه يستحق مثل هذا التكريم.