لا يمكن اعتبار الحملة الارهابية الهمجية على مصر العربية إلا محاولة لوأد عملية استنهاض المشروع القومي التحرري وإجهاض المشروع الوطني الفلسطيني والقضية الفلسطينية، فنحن نقرأ استهداف القوات المسلحة المصرية والشعب المصري بجرائم وعمليات ارهابية - كان آخرها في منطقة الشيخ زويد شمال سيناء – كضربات مسنودة بمعلومات استخباراتية لا تقوى على جمعها إلا دول قوية، او تلك التي لها وجود ونفوذ أمني وعسكري واضح في المنطقة، خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار موقف الادارة الأميركية من ثورة الشعب المصري في( 30 يونيو) ونتائج الانتخابات التي افرزت قيادة مصرية قوية تتمتع بفكر ورؤيا وطنية وقومية تحررية، وتدرك مركزية مصر في القضايا العربية، على رأسها القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني – الاسرائيلي. 
يستهدف الارهاب ليس دور مصر التاريخي والمركزي في دعم حقوق الفلسطينيين وحسب، بل لإرغامها بعد ايصالها الى نقطة الضعف والإنهاك – كما يظنون – لقبول مشروع دويلة فلسطين البديلة في قطاع غزة وسيناء، تلك التي عمل نظام الاخوان المسلمين خلال سنة من عمره السياسي على تكريسها كواقع، كواحدة من الالتزامات امام الادارة الأميركية وإسرائيل، مقابل دعم لا محدود للامساك بمقدرات الدولة المصرية على رأسها الجيش المصري..لذا فانا لا نعتبر جرائم الارهابيين ضد مصر العربية مجرد عمل عنفي كرد فعل على فقدان الاخوان المسلمين للسلطة بمصر، او بسبب تصنيفهم كتنظيم ارهابي وحسب، بل عمل (ارهابي دولي منظم) ضد مصر الدولة وسياسة قيادتها المعبرة عن ارادة الشعب المصري، تستخدم فيه أدوات مصرية، في نطاق ميدان سيناء، التي كان مخططا لها أن تكون (مشروع مقبرة القضية الفلسطينية) لولا تحرك جيش وشعب مصر العظيم ووأد المؤامرة في مهدها بإسقاط نظام الإخوان ورد كيد دولة الاحتلال صاحبة مشروع الدولة الفلسطينية في غزة وسيناء الى نحرها، امر استفز البيت الأبيض، فانتفض فاقدا توازنه، لا يعرف تفسيرا لاستعادة (الفينيق العربي المصري) لروحه الوطنية والقومية، فهم كانوا على شفا حفرة يقبرون فيها آمال حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ويرمون بها قائد الشعب الفلسطيني ابو مازن، ويتخلصون الى الأبد من منغصات فلسطينية وعربية على رسم خارطة الشرق الاوسط الجديد. 
انتصرت مصر العربية للقضية الفلسطينية وللمشروعين الوطني الفلسطيني التحرري والقومي العربي التقدمي الديمقراطي، وقدم شعبها الشقيق وقياداتها السياسية التضحيات من اجل فلسطين وأمن وأمان واستقرار وسيادة مصر.
يلتقي المشروع التحرري الوطني الفلسطيني، مع المشروع الوطني والقومي التحرري المصري عند هدف واحد، وهو الحرية والاستقلال والسيادة لمصر والأقطار العربية جمعاء على رأسها دولة فلسطين، وعند نقطة تشكل ادراكا عقلانيا واقعيا بالمصير المشترك مع أكبر دولة عربية، كانت ومازالت رائدا وقائدا في السياسة العربية والإقليمية وصمام امام للأمن القومي العربي، رغم محاولات القطب الأميركي استدراجها للدوران في مجاله، ومؤامرة نظام الاخوان المسلمين الذين لعبوا دور حصان طروادة وحاولوا تفجير مصر من داخلها، عبر سرقتهم آمال وأمنيات الشعب المصري بالعدالة والحرية، وتحويل مشروع استنهاض مصر الى كبوة كادت تعصف بنسيج مصر الوطني سياسيا واجتماعيا وثقافيا، وتحول الدولة المدنية الحضارية الى ركام، تتصارع على اكوامه الطوائف والمذاهب والأحزاب والأعراق !.
عندما نقف الى جانب الشعب المصري الشقيق وقواته المسلحة الباسلة، وقيادته السياسية برئاسة المشير عبد الفتاح السيسي ضد الارهاب، ونسانده حتى تنتصر ارادته ببسط الأمن والاستقرار، ويحقق التقدم والازدهار في ظل مصر العربية الرائدة والقائدة والجدار الحامي الحامي لقضية فلسطين وللأمن القومي العربي، فإننا في الحقيقة ننتصر لمشروعنا الوطني الفلسطيني، ولنضالنا ضد سياسة دولة الاحتلال الاستيطاني كأفظع إرهاب كان ومازال البيئة المسببة لكل اشكال وأنواع ورايات الارهاب في المنطقة.