غادرت المناضلة الانسانة الطيبة رندة بيبو، العراقية الاصل، ابنة فلسطين الشجاعة الحياة بالامس بعد صراع مرير وطويل مع مرض السرطان. تركت خلفها شابين شاب وفتاة، ثمرة زواجها من اب فلسطيني. اعطتهما كل ما تستطيع من الحب والحنان، ووقفت في احلك اللحظات وتعقيدات تجربتها الانسانية الخاصة إلى جانبهما، حتى انهوا تعليمهم الجامعي. ومازالا يشقان طريق الحياة.
رندة، التي خاضت تجربة الرحيل والهجرات مع زوجها، عادت لفلسطين، وعملت في مؤسسات السلطة الوطنية وتحديدا مؤسسة الرئاسة، كانت نموذجا للمرأة المكافحة والمدافعة عن الشرعية الفلسطينية، لانها آمنت بالمشروع الوطني الفلسطيني وباهداف الشعب الفلسطيني. ولم تبخل بعطائها وامكانياتها في القيام بالمهام الموكلة لها على افضل وجه.
رغم الارباكات والمنغصات، التي كان يضعها البعض في طريق عملها، واصلت العمل بثبات دفاعا عن الشرعية. واثبتت للقاصي والداني، انها اهل للثقة والمسؤولية. ولم تنكفىء او تتراجع عن دورها في العمل. رغم انها كانت تستطيع ايجاد مواقع عمل اخرى، لاسيما وانها تمتمتع بكفاءات خاصة للعمل في الاعلام، فضلا عن انها فلكية متميزة، وحققت كتابا في حقل الفلك صادر عن دار اليازوري الاردنية. إلآ انها حرصت بكل ما تتمتع به من ايمان بالمشروع الوطني وبالقيادة الشرعية على البقاء في حقل عملها الاساس.
تعرفت على الصديقة رندة بعد سنوات الانقلاب الاسود على الشرعية، وكانت آنذاك تعمل عند الصديق نبيل عمرو قبل ان تنتقل لعملها الاخير في مقر الرئاسة. وكانت طيبة المعشر، وتحرص على علاقات ايجابية ومتكافئة مع الجميع. ولا تبخل بما تعرف على اي شخص يلجأ لها. ولم تكن يوما تميل الى الثرثرة او الاساءة لاحد ممن عملت معهم. وتميزت بالكتمان لحماية عملها، وابتعدت عن النميمة واللغو غير المفيد. ولم تسمح لاحد ان يستدرجها لمواقف سلبية وخاطئة.
رندة الكلدانية المسيحية العراقية، كانت نوذجا للمرأة الاصيلة، آمنت بالتعايش مع بني البشر من مختلف المتعقدات الدينية او الفكرية. وكانت عنوانا للتسامح مع زملائها واصدقائها ومعارفها وكل من تعاملت معه. لان همها الاساسي تركز على الدفاع عن فلسطين الارض والشعب والقضية بالقدر الممكن، والذي استطاعت.
رحلت رندة الشابة اليافعة عن مشهد الحياة، تاركة خلفها ابناءها وخصالها الحميدة وما نتجتة من معارف في عالم الاعلام والفلك. لذا رندة باقية بيننا عنوانا للمرأة المكافحة والمناضلة من اجل التحرر الوطني والمساواة بين الرجل والمرأة. رحم الله ام جورجي، واسكنها فسيح جنانه. وداعا رندة بيبو، ولنا في ابناءك الخلف الصالح، وفي تجربتك مثالا للمرأة المناضلة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها