هل ألقت الادارة الأميركية مناشير تهديداتها على الرئيسابو مازن والقيادة الفلسطينية عبر وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الطائرة من واشنطنالى تل ابيب؟! ام أنها جاءت لتساوم قيادة الشعب الفلسطيني على دماء الفلسطينيين فيغزة وأرواحهم؟! اذ ليس غريبا على الادارة الأميركية انتهاز اعصار عامود السحاب الناريالاسرائيلي المدمر لوضع رئيس الفلسطينيين كل الفلسطينيين بين خيارين «احلاهما مر»،الأول ان تستمر حملة التدمير والقتل الاسرائيلية على غزة، إن ذهب الى الأمم المتحدة،أما الآخر فأن يتم اجبار اسرائيل على وقف هجماتها العسكرية مقابل عودة القيادة عن قرارالذهاب الى الأمم المتحدة، وكأن الادارة الأميركية، تريد كسر الارادة السياسية للممثلالشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بالتوازي مع عمل حربي يستهدف جزءا لا يتجزأ من الوطنوالشعب الفلسطيني.
سمعت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الموقف الفلسطينيمن الرئيس ابو مازن بكل وضوح، ألامساومة على حقوق كل فرد من الشعب الفلسطيني بالحياةالحرة الكريمة على ارضه وأينما كان، وان ايقاف جرائم القتل الاسرائيلية في غزة هي الاولويةبالنسبة له كرئيس منتخب مسؤول عن كل الفلسطينيين، وسمعت منه كما أعلن الدكتور صائبعريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن: «كل فصائل العمل السياسي، بما فيهاحماس والجهاد، تسعى لتثبيت تهدئة شاملة ومتبادلة تضمن أن تكف اسرائيل عن الاغتيالات..وأبلغها ان كان ضمير العالم يتحمل تدمير بيوت عائلات بكاملها ودفنها تحت أنقاض وركاممنازلها، وسمعت كلينتون من الرئيس اصراره على العمل الفوري على ايقاف كارثة ومجزرةانسانية حقيقية تتعرض لها غزة فورا.. ففي كل لحظة يسقط ضحايا أكثر ويحول قطاع غزة الىدمار أوسع!!.
سمعت وزيرة خارجية الدولة المدافعة عن قيم الحرية والديمقراطيةفي العالم درسا في الحقوق السياسية والانسانية للشعوب، وأبلغها في نهايته أن « قرارنابالذهاب الى الأمم المتحدة قد اتخذناه» فنحن نمارس حقنا في وضع فلسطين على حدود1967 وعاصمتها القدس الشرقية في مكانها بين الدول والخارطة الجغرافية»
بالأمس القت الطائرات الحربية الاسرائيلية مناشير علىالمواطنين الفلسطينيين في مدينة غزة تطالبهم بهجرة بيوتهم والتوجه الى مركز المدينةوكأنها تختبر ارادة الفلسطينيين في الصمود، وقدرتهم على مواجهة الدبابات والمدافع لمجردالبقاء في منازلهم، فحكومة اسرائيل وقادة جيشها ما زالوا يعتقدون ان الفلسطيني سيخضعللارهاب العنفي المادي المسلح أو للارهاب السياسي الذي تمارسه اليوم على الرئيس ابومازن مباشرة او عبر وسطاء كان يفترض وهم رعاة عملية السلام التنزه عن الانحدار الىهذا المستوى، فطلب كلينتون من الرئيس عدم الذهاب الى الأمم المتحدة في هذا الوقت بالذات– فيما الشعب الفلسطيني في كل ارجاء الوطن بشماله وجنوبه يواجه عدوانا عسكريا وحصاراعسكريا سياسيا وماليا – انما هو ابتزاز وارهاب سياسي لا يقل في خطورته عن أهداف اسرائيلمن الحرب الجديدة على شعبنا ومحاولاتها قصم ظهر المشروع الوطني الفلسطيني.
ينطلق تفكير القيادة الفلسطينية من مبدأ توسيع دائرةاصدقاء الشعب الفلسطيني، وتضييق دائرة الخصوم، وعليه فإنه لا مصلحة لقيادته بصدام معالادارة الأميركية من اي نوع أو اي مستوى كان، أما اذا كانت الادارة الأميركية قد حسمتامرها واختارت الانحياز الكامل لاسرائيل، فهذا يحملها وحدها نتائج وتداعيات الوقوفالى جانب حكومة الاحتلال والاستيطان، فدولة تعتبر نفسها فوق القوانين الدولية، وتضرببقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان بالصواريخ والقنابل الارتجاجية.. ستورط الادارةالأميركية في أوحال العداء مع شعوب المنطقة والشعوب المحبة للحرية والسلام والمؤمنةبعدالة القضية الفلسطينية.
نتمنى تمسك الولايات المتحدة بمربع حل الدولتين الذياعلنته، لأن خلاف ذلك يعني الانتقال فعليا الى مربع الشراكة في العدوان على الشعب الفلسطيني.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها