منذ البدء قلنا ان من غير الممكن في الظروف الجارية الحصول على اتفاق أكثر من اتفاق 2012 الذي سبق توقيعه في قصر الاتحادية في القاهرة برعاية الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.. وهو اتفاق كتب بنوده عاموس غلعاد المفاوض الاسرائيلي وحملته الوزيرة الاميركية هيلاري كلينتون إلى القاهرة. وهو اتفاق لا يختلف عن الذي أعلن مساء أمس الأول.
وكان بالامكان الحصول عليه في الأسبوع الأول من العدوان لكن مطالب حماس كانت أكبر من ذلك بكثير.. وكان من الممكن حقن دماء وتقليص الدمار والتشرد في غزة.. لكن كانت هناك جهات وقوى تعرقل هذه الجهود.
المهم الآن هو إغاثة غزة.. وإعادة البناء، فالمبالغ التي خصصت بعد عدوان عام 2008 لم تصل نظراً لأن حماس أرادت الإعمار عبر حكومتها. ويجب الآن إعادة الدعوة لمؤتمر مشابه وإن كنا لا نتوقع تخصيص مبالغ مماثلة لأن الأوضاع العربية والدولية تغيرت لكن المهم هو البدء في الإعمار وإزالة آثار العدوان.
ولا يمكن إنجاز ذلك دون تفعيل حكومة التوافق بل وتوسيعها حتى تحظى بسلطاتها على الأرض وتمارس دورها في رعاية أبناء شعبنا في غزة.. ويجب في أثناء ذلك إسقاط مقولة تركنا الحكومة وبقينا نحكم الذي رفعته حماس عند تشكيل الحكومة بل يجب رفع أيدي الفصائل عن المواطن وشؤونه حتى يمكن للحكومة أن تقوم بدورها.
انتهت نزهة المشتاق في حفر الأنفاق وجاء دور إعادة الإعمار بعد خراب الديار.. وأتوقع من الجميع العمل لانجاح المصالحة فعلياً وليس شفوياً، وأعلم أننا مقبلون على خطوات حاسمة ليس لفك حصار هنا وإزالة حواجز هناك بل لإزالة الاحتلال.. وهذه تتطلب وحدة وطنية حقيقية لأن المعركة السياسية تحتاج إلى جلد وصبر وعمل على المستويات العربية والدولية. وأعلم أن كل الفصائل في غزة أبدت تأييدها لخطوات الرئيس أبو مازن في هذا السياق، فلسنا مضطرين للحفاظ على وضعنا الحالي بعضنا محاصر ويصف وبعضنا محاصر وتنهب أرضه. آن الأوان لدفع الأمور إلى نقطة اللاعودة دون التضحية بأطفال ونساء وبيوت بل بحشر الاحتلال في قفص الاتهام الدولي وإجباره على الاعتراف بحقوقنا ودولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.
المعركة ضيقة الأهداف انتهت وعلينا خوض غمار معركة الحرية والاستقلال بأساليب أخرى وإلا فمن ورائنا الطوفان.