تحدث الرئيس أبومازن مطولا عن إلحاحية وقف شلال الدم في غزة، وعن ضرورة لجم العدوان الصهيوني على فلسطين ، وعن سعي الاسرائيلي لتعميق الانقسام وعدم جديته مطلقا بإقامة دولة، خاصةً في الضفة التي يراها الاحتلال ضمن (اسرائيل) ولا يرى الدولة الفلسطينية إلا في غزة فقط ، محافظا بقوة على استمرار الانفصال، وأكد الرئيس على الوحدة الوطنية والتكامل الفلسطيني، ولكنه في المقابل قال أيضاعلى فضائية "صدى البلد":أن لديه (حل غير تقليدي) للقضية الفلسطينية وبشكل دبلوماسي وسياسي، أو كما أسماها المذيع أحمد موسى "مفاجأة، وهي ليست إعلان الحرب على (اسرائيل) كما أشار الرئيس، وأن هذه المبادرة "المفاجأة" سيطرحها على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ويتوقع الرفض الأمريكي.
سيجتمع الرئيس مع القيادة -كما قال- لبحث ذلك "خلال أسبوع"، الى هنا هذا جزء مما قاله في "صدى البلد " المصرية السبت 23/8/2014 لكنه قال أيضا ما يمكن أن نستكشف عبره مفاتيح المفاجأة!
قال الرئيس أبومازن في المقابلة : أنه طلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني مؤكدا أن الأمم المتحدة تتابع ، كما تتابع تفعيل انضمامنا لاتفاقيات جنيف، وعبّر عن ثقته بذلك، وهذه نقطة هامة. كما عرّج بوضوح لحق الفلسطينيين مشيرا لعدد اللاجئين أنهم أصبحوا 6 ملايين الآن، وأنهم سيعودون وفق المبادرة العربية والقرار 194 وهذه نقطة ثانية، وهي إشارة تعد مخرزا في عين كل من أدعى أنه يتنازل عن حق العودة، الذي أكد الرئيس في حديثه-وهو تكرار لما سبق- أن لا تنازل عنه، فهو في المبادرة العربية التي اعترف بها العالم.
إنها نقطة قد نضمها للمفاجأة المتوقعة، رغم أنها بالحقيقة مفاجأة للمخرصين هذه المرة، وليست لنا، وفي النقطة الثالثة ذات الصلة بالوضع السياسي التفاوضي والدبلوماسي أكد الرئيس على أننا سنذهب الى "كل" المنظمات الدولية، ما هو مسار لن يتوقف.
بإمكاننا أن نربط ما سبق من أقوال الأخ الرئيس مع مقال للكاتب عدنان أبوهليل في صحيفة الشرق القطرية ما نصه: "إن عباس طرح على رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل خلال اجتماعهما الخميس والجمعة في الدوحة بأنه سيتوجه لأمريكا بمشروع يقوم على اقتراح رسالة للأمريكان بضرورة الاعتراف بحدود الدولة على الخريطة خلال شهر، وبعدها الذهاب للمفاوضات على أساس ذلك"
مضيفا الكاتب أبوهليل:" أن عباس أوضح لمشعل أنه إن لم تقبل واشنطن بمشروعه فإنه سوف يسلم مفاتيح السلطة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو." وأوضح الكاتب "أن إجابات حماس تضمنت أن حماس لا مانع لديها من هذا المقترح، ولن تعيقه".
كل ما سبق يجعلنا نجمل عناصر الموضوع التفاوضي القادم في3 نقاط أولا: أن الرئيس أبومازن أشار بقوة للاجئين وحقهم بالعودة كما أكد سابقا، ولكن أن يعيدها اليوم وفي ظل العدوان على غزة والبحث عن مخرج، فهذا برهان ودليل على أن أصل المشكلة يعود ثانية للظهور ما يعني أن لاحل بدون اللاجئين. والعنصر الثاني هو أن أبومازن مازال متمسكا بأسلوبه الدبلوماسي والسياسي في الحراك وما زال على قناعة تامة أنه بهذا لا بالعمل العسكري في ظل الظروف القائمة من الممكن أن نتحصل على شيء، وان لم يكن ذلك مفاجأة فهو تأكيد على نهجه المعروف الذي يخالفه فيه الكثيرون، ولا نتفاجأ إن وافقه في ذلك خالد مشعل كما فعل سابقا.
أما العنصر الثالث فأنه-أي الرئيس- يطلب الاعتراف بوضوح بنقاط قد تكون على هامشها المفاجأة الحقيقية وهي: التمسك بطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بلا جدال، والانضمام كدولة فلسطين "لكل" الاتفاقات والمعاهدات والمنظمات الدولية ، أما ثالث نقطة هنا، وإن صحت إشارة الكاتب أبوهليل فالنقطة هي : الطلب من أمريكا (وإسرائيل) الاعتراف بحدود العام 1967 "على الخريطة" خلال أمد زمني هو شهر، "وإلا.... سأفعل كذا" وهذاا "الكذا" هل يكون الدعوة لمؤتمر دولي عبر الأمم المتحدة أو بدونها ، يحقق قيام الدولة وفق أمد زمني أيضا، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟
هنا قد تكون المفاجأة واضحة في قصة الاعتراف على الخريطة وخلال شهر، ثم بالتوقيت لاستقالته الذي نضج وقته فقط ، لإنه سبق ولوّح مرارا بتركه السلطة أوحلها، أو في اللجوء للحل عبر المؤتمر الدولي حال رفض الامريكان المتوقع.
قبل أن نجمل سياق المفاجأة فلقد أكد الرئيس على أمرين الأول أنه رغم الموقف الأمريكي المختلف، ولا نعرف نحن كُنه الاختلاف، فإنه لا يتوقع قبول الامريكان بما سيطرحه ، لكنه سيفعل كل المستطاع، أما ثانيا فلقد شكك بدعم الموقف العربي بوضوح لما سيطرحه، رغم قوله أنهم سيساندونها بالنهاية
في الختام نتساءل: هل تكون هذه المفاجأة أو الخيار أو الرسالة أو الحل الذي أسماه الرئيس (الحل الذي لن أتكلم عنه، وسأقوله خلال أسبوع) أو (الحل غير التقليدي) والذي من أجله (سيضع رجليه بالحائط) هو : ( إما، وإلا...) وهو الخيار الذي طرحته اللجنة المركزية لحركة فتح من خلال د.صائب عريقات عبر 8 خيارات أخرى في أحد اجتماعات المجلس الثوري وطُرح علينا مقرونا باعتزاله ما رفضناه حينها، هل يكون كما يرى الرئيس والقيادة الآن: أن أوانه قد أزف؟
نحن مقبلون على معركة صعبة إذ بعد أن تسكت المدافع التي أثبتت قدرة الشعب الفلسطيني على المقاومة وعلى الصبر والصمود حيث من المفترض أن يتغير الكثير، أليس كذلك؟
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها