لا أظن أن اسرائيل تعيش عصرها الذهبيكما يحلو للاسرائيليين خاصة اليمين تسويق الأمر كذلك.. فالأوضاع المحيطة بها هي الأخطربل هي قد تتعرض لخطر وجودي طالما انها عملت طوال تاريخها القصير على تفادي التوصل الىسلام عادل يضمن وجودها في المنطقة.. فالاحزاب الاسرائيلية حالياً تجاهلت القضية الفلسطينيةفي الانتخابات وكأنها غير موجودة وكأن الصراع حسم لصالح الاحتلال لأن اسرائيل تحاولان تكون قوة اقليمية مهيمنة في المنطقة وهذا هو سر المنافسة القائمة بينها وبين ايرانفالوضع المستقبلي لاسرائيل سيكون ايران نووية.. ومنظومة دول يحكمها الاخوان المسلمونوالأخيرون لديهم مشروعهم الخاص مثلما ان لدى ايران مشروعها النهضوي المسلح ولاسرائيلمشروعها التوسعي المسلح، فان للاخوان مشروعهم أيضاً.. ولا أعتقد أن شهر العسل الاميركيالاخواني سيطول فثمة مصالح مشتركة بين الطرفين حالياً ولكن إذا اكتملت حلقة منظومةالاخوان في المغرب العربي ككل وفي دول الطوق أي سوريا ومصر وربما سيتاح للاخوان فيالاردن جزء من كعكة الحكم وزاريا وبرلمانيا فان المعادلة ستتغير حول اسرائيل. ذلك أنالمشروع الاخواني ليس عقيماً كما يطرحه بعض قادة الاخوان السطحيين فهناك مطبخ للاخوانفي مصر له تشعباته الخارجية يهندس المشروع ويطوره وعادة يخرج من بطن الاخوان تيار جهاديمتصلب لا يؤمن بالاعتدال المبرمج ينقلب على الاعتدال وهو مشروع سيصطدم لاحقاً بالاميركيينوالاسرائيليين بسبب القضية الفلسطينية فالمهادنة التي نراها اليوم لن تطول ولا بد منيوم تكون فيه القدس محور الصراع. فمثلما اصطدم مشروع اوسلو بالقدس في كامب ديفيد وسقطاتفاق اوسلو.. فان التفاهمات الاميركية الاخوانية ستسقط عندما يطرح موضوع القدس أيضاً.وبالتالي ليس صحيحاً أن اسرائيل تعيش عصرها الذهبي ويمكنها أن تصول وتجول في المنطقةدون رادع. فالسنوات المقبلة تحمل مخاطر على وجودها وليس على حدودها، لأن اسرائيل ضيعتفرص السلام حتى الآن ولن تجدها لاحقاً، فالتطرف الاسرائيلي سيقابله تطرف مماثل ليحتدمالصراع دون عودة وعلى اسرائيل ان تواجه الاعصار المقبل شاءت أم أبت. وهي الخاسرة فيالنهاية وليس شعبنا الذي يجب أن يكون شعاره منذ الآن الصمود والثبات فقط.