مجلة القدس- حوار: وسام خليفة

تُشكِّل الثقافة جزءًا لا يتجزَّأ من هوية الشعب الفلسطيني. وفي خضم ما يدور في فلك القضية الفلسطينية، تزداد أهمية تسليط الضوء على ثقافتنا الوطنية، خصوصًا في الوقت الذي يحاول فيه الكيان الصهيوني محوَ كل أثر متعلّق بها. غير أن الثقافة الوطنية الفلسطينية، على أهميتها، باتت تواجه عراقيل متعددة تلقي بظلالها على الأدباء والمثقَّفين، الأمر الذي أثَّر سلبًا على المشهد الثقافي الفلسطيني. وللاطلاع على هذه الأمور وأكثر، كان لنا هذا اللقاء مع نقيب الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، ورئيس بيت الشعر الفلسطيني الشاعر مراد السوداني.

 

كيف تُقيّم الواقع الثقافي والأدبي الوطني الفلسطيني؟ وما هي التحديات والمعوقات التي تواجهه؟

الوضع الثقافي الفلسطيني ليس بخير في ظل انعدام الدعم للمؤسسات الثقافية التي من واجبها أن تقوم بدورها ومسؤوليتها تجاه المثقفين والأدباء الفلسطينيين في الوطن وفي الشتات. ولا ننسى هنا المقولة التي أطلقها الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين بأن فلسطين موحَّدة وموحِّدة على شفا المنشَد الثقافي، مما يؤكّد دور الثقافة لجهة كونها أداة موحِّدة لا سيما في مواجهة الاحتلال ومخططاته، ولكننا كذلك لا يمكن أن نتحدّث عن الثقافة الفلسطينية، ونُغفِل ما يحدث في الأراضي المحتلة العام 1948، وما يعانيه مثقفوها من محاولات الاحتلال سلبهم ثقافتهم ومحوها، لذا ففي ظل هذه المسافة المتروكة للنهب والاستغلال الإسرائيلي طيلة أيام الاحتلال، لا بدَّ لنا أن نقوم بالتدخُّل في هذا الاتجاه لدعم مثقفينا ومساندة كتابنا وأدبائنا في أراضي الـ48، ولكنّنا خلال ما يزيد على ثلاث سنوات لم نستطع أن نجد دعمًا لفرعنا هناك، بمعنى أن يكون لهم مقر، وأن نقدِّم لهم مساعدة، إذ لا حياة لمن تنادي. وعلاوة على ذلك فإن أجرة مقرات الاتحاد المركزي في رام الله والفرعي في غزة غير مسددة، وموازنة الاتحاد تكاد تكون أقل من "نثرية" وزير أو مسؤول فلسطيني، وهذا لا يليق بالكُتَّاب والأدباء الفلسطينيين، إذ إنَّ موازنة الاتحاد أقل من 1200 دولار، وهي غير منتظمة الأمر الذي لا يُمكّننا من القيام بالحد الأدنى من النشاطات والفعاليات للكتاب والأدباء، وهذا بعينه أصاب الاتحاد بمقتل، خاصةً أن الاتحاد عليه مسؤوليات كبيرة من ضمنها التواصل مع الشتات الفلسطيني، حيثُ إن اطلاع الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده على الثقافة الفلسطينية أمر في غاية الأهمية. ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود مكتبة وطنية، أو دُوْر للنشر وتوزيع الكتب الوطنية في فلسطين، وكذلك لا يوجد لدينا مركز أعلى للترجمة مثل بقية دول العالم، أو حتى فرقة قومية تمثّل فلسطين بشكل سيادي، وفي الوقت نفسه فإن الموازنات المرصودة لوزارة الثقافة لا تكفي لتقوم الوزارة بالحد الأدنى من واجباتها تجاه المراكز الثقافية وللمثقفين والمبدعين، حيثُ أن وزارة الثقافة استُثنِيت عندما تمَّ التشكيل الوزاري للحكومة السابقة، وتمَّ تحديد أسماء جميع الوزراء باستثناء وزارة الثقافة، ثمَّ جرى إلحاقها إلحاقًا بالتشكيلة الحكومية الحالية. لذا فنحن في الاتحاد العام للكُتَّاب والأدباء، وكمبدعين فلسطينيين في الوطن والشتات، نؤكّد أن للثقافة وزارة سيادية، والأمة التي لا يوجد فيها مثقّفون كبار لا يوجد فيها سياسيون كما قال الشهيد صدام حسين. لذلك علينا إعادة الاعتبار للمشروع الثقافي، وللمؤسّسة الثقافية، وللجذور والوعي، لأننا نُستهدَف من خلال وعينا، وتتضاعَف خطورة الأمر لكوننا "تحت احتلال"، وبالتالي لا بد كذلك من إعادة الاعتبار للاتحاد العام للكُتَّاب والأدباء الفلسطينيين باعتباره سقف الكُتَّاب والمبدعين، كما يجب إعادة تفعيل دائرة الإعلام والثقافة في منظمة التحرير، التي أصبحت دائرة مفرّغة منذ ثلاثين عامًا، بعد أن كان لها كل الحضور، وكان لها دور ثقافي فاعل في الشتات الفلسطيني. وقد كنا نتمنّى بعد العودة الناقصة إلى فلسطين، إثر اتفاق أوسلو، أن يتم الاهتمام بالمؤسسات الثقافية، والبناء عليها في الوطن، وان يتم التواصل مع الشتات بما يعزز هذا الفعل الثقافي، ولكن للأسف فالوضع الثقافي يزداد تراجعًا خصوصًا في ظل تغوُّل المؤسسات غير الحكومية، "NGOs"، في الوسط الثقافي والإعلامي في فلسطين، على حساب وزارة الثقافة والاتحادات الثقافية.

وبدوره فإن بيت الشعر الفلسطيني كان مؤسسة ثقافية مستقلة تتبع مؤسسة الرئاسة، استطاعت أن تقدّم الكثير من الإبداعات والدعم للمبدعين والشعراء والمبدعين الشباب في الشارع الفلسطيني في الوطن والشتات، وأصدرت أكثر من ثلاثين عددًا من مجلة الشعراء التي كانت أهم مجلة لبيت شعر عربي، كما أصدرت أكثر من 10 أعداد من مجلة أقواس المعنية بأصوات الشباب، بالإضافة إلى عدد يتيم من مجلة الأسرى التي كانت المجلة الوحيدة التي تهتم بشؤون الأسرى، وقد أصدرها بيت الشعر على الرغم من كونها بعيدة عن مجال تخصصه، ولكنه لمس الحاجة إليها في ظل الفراغ الذي كان يشوب هذه المساحة. ولكن الوسط الثقافي يشهد حاليًا محاولات لتجفيف منابع بيت الشعر الفلسطيني عبر حرمانه الإمكانيات التي كانت مُتاحة له في السابق، وهذه الأمور بمجملها هي ما تسبَّبت بحالة التراجع والانتكاس للمشهد الثقافي الفلسطيني.

 

أين نحن من الواقع الأدبي العربي؟

هذه مسؤولية أخرى، على المعنيين الضلوع بها. فإذا كان المثقّفون العرب لا يستطيعون الحضور إلى فلسطين بفعل المعازل الإسرائيلية، وبسبب المد الاحتلالي الذي يحول دون إمكانية زيارة شعبنا الفلسطيني والوصول إلى فلسطين وإلى عمقنا العربي، فإنه بالإمكان أن يُحتضَن المثقف الفلسطيني في الواقع العربي من قِبَل المؤسسات الثقافية العربية عبر البعد المعرفي العربي وفي العالم. ومن هنا، نلحظ أنه لا بد من تحقيق التواصل ما بين المثقفين الفلسطينيين في الخارج، وفروعنا في اتحاد الكتاب والصحافيين في الخارج، واتحادات الكتاب العربية، والمؤسّسات ذات الصلة. وهذه دعوة للمثقفين العرب، ودعوة إلى المؤسسات العربية، لإعادة تسليط الضوء على المثقف الفلسطيني واحتضانه من خلال النشاطات والمهرجانات والمناسبات الثقافية التي تُنظَّم في الدول العربية، لكي يكون حضور فلسطين عاليًا ولفك الحصار عن المثقف الفلسطيني والسماح له بتأدية واجبه ورفع اسم فلسطين في كافة المحافل العربية والدولية.

لذلك فنحن في الاتحاد العام وفي بيت الشعر الفلسطيني نتواصل مع العديد من المؤسسات ومع العديد من المبدعين الفلسطينيين والعرب والأجانب، ونحاول لم شمل شتات الثقافة الفلسطينية في الوطن العربي والشتات، واستضافتهم في فلسطين ليتعرفوا على فلسطين، وذلك لجمع المثقفين الفلسطينيين على شفا المنشد الثقافي الواحد.

 

كيف أثَّر انضمامنا إلى الأمم المتحدة على الواقع الثقافي؟

بعد الانضمام إلى الأمم المتحدة، عقدنا عددًا من الشراكات الثقافية والتوأمة الثقافية مع عدد من المؤسسات، ووقّعنا وثيقة تعاون مع اتحاد كُتَّاب روسيا، والعمل جارٍ باتجاه توقيع وثيقة تعاون مع الصين، وفيتنام، والعديد من الدول الأجنبية لإعادة تثبيت الهوية الثقافية الفلسطينية في أرجاء العالم، بالإضافة إلى سعينا لتوقيع العديد من وثائق التعاون مع اتحادات الكُتَّاب والروابط والأسر العربية.

 

ما هي النشاطات الثقافية المنهجية التي تُنظّمها السلطة أو وزارة الثقافة أو اتحادات الكُتَّاب والأدباء والشعراء؟

إن كل ما يصب ضمن المشهد الثقافي يعني وزارة الثقافة لأنها راعية للمشهد الثقافي الفلسطيني، فلابد لها أن تقوم بمساندة ودعم المؤسسات والمراكز ذات الصلة لكي تقوم بإنقاذ العمل الثقافي. وبدورها فإن نقابة اتحاد الكُتاب لديها الكثير من النشاطات، وهي تحاول أن تجعل من هذه الثقافة حاضرة في وجدان ووعي الأجيال التي تقع عليها مسؤولية متابعة حمل الراية الفلسطينية.

وبالطبع فالأمر لا يخلو من محاولات الـ(NGOs) إضافة تغيير هنا أو هناك، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن خلافنا مع هذه المؤسسات سببه أننا ضد التمويل المشروط، وضد شروط الممولين التي تحاول إدخال الهزيمة إلى المشهد الثقافي الفلسطيني، ونحن نحاول أن نجذّر ثقافة فلسطينية تعبّر عن الهم والوجع الفلسطيني، وعن هذا الإرث والتراث الذي ينهض عن البطولات العالية والدم المقدس، حتى نستطيع أن نقدِّم هذا الحضور وهذا الإسناد للأجيال القادمة وللروح الجماعية الفلسطينية، لكي تواصل عنادها ونزالها ضد العدو الصهيوني الذي يحاول إصابة الثقافة الفلسطينية في مقتل، ومحو هذه الثقافة واستبدال ثقافة مفبركة بها.

 

ما هي أهم الإصدارات التي قمت بها على المستوى الشخصي؟ وما هي أبرز الإصدارات الفلسطينية على المستوى العام؟

على الصعيد الشخصي أصدرتُ ديوان "السراج عاليًا" على نفقتي الخاصة لأنني لم أجد مؤسّسة تتكفَّل بالطباعة، وإذا كان هذا حالي وأنا أمين عام اتحاد كُتَّاب وأدباء فلسطين ورئيس بيت الشعر الفلسطيني، فكيف هو وضع المثقفين الفلسطينيين في المحافظات، وفي الشتات، وفي فلسطين المحتلة عام 1948؟!

وحاليًا أُعدُّ لإصدار ديوانين هما "غزالة مرقى الخاسر" و"مزاج الكافور" بانتظار جهة تفسح لي المجال لطباعتها، بالإضافة إلى دراسة نقدية هي رسالتي بالماجستير حول الشاعر والمفكر والمعلّم الراحل حسين البرغوثي.

وعلى صعيد بيت الشعر الفلسطيني، فقد طُبِع ما يزيد على 200  كتاب خلال فترة رئاستي لبيت الشعر، أي منذ خمسة عشر عامًا، بالإضافة إلى المجلات، ونحن نواصل هذا الإصدار بين حين وآخر. كما أصدرنا مؤخّرا الأعمال الشعرية المنُجَزة للشاعر الكبير يوسف عبد العزيز، وللشاعر الكبير محمد لافي، وكلاهما يعملان في الساحة الأردنية، وذلك لتحقيق التواصل ما بين المشهد الفلسطيني في الوطن والمشهد الفلسطيني في الساحة الأردنية، بالإضافة إلى إصدار دواوين للشعراء: زهير أبو شيب، وهو أحد الأسماء الكبيرة في الساحة الثقافية الفلسطينية، ويوسف عبد العال، ويوسف أبو لوز، وصلاح أبو لاوي، وسنستكمل بقية الإصدارات لكُتَّابنا ومبدعينا في الساحة الأردنية كغيرها من الساحات في الاتحاد العام.

وإلى جانب ذلك، استذكرنا الراحل الكبير علي الخليل بإصدار ثلاثة مجلدات في طبعة أنيقة، بالإضافة إلى الأعمال الكاملة التي تُعدُّ حاليًا للشاعر حسن بحيري في ثلاثة أجزاء سيقوم بيت الشعر، والاتحاد العام للكتاب والمبدعين والأدباء الفلسطينيين بإصدارها، والاحتفاء بالشاعر والمفكر التونسي سليم دولة الذي أصدرنا له ديوانه "شقيق الورد"، وحاليًا بيت الشعر في طور إصدار كتابه الجديد "كتاب كلامينسيا"، علاوة على كتاب جديد عن الثورة والإعلام الفلسطيني وصوت العاصفة، صوت "فتح"، بعنوان "الكلمة البندقية" أصدره الاتحاد العام للكُتَّاب والأدباء الفلسطينيين بالتعاون مع وزارة الإعلام، وهو أول عمل يوثِّق تجربة الإعلام الفلسطيني من خلال أربع شهادات لأربع قامات إعلامية كانت في الإعلام الفلسطيني وصوت العاصفة، وهم: خالد مسمار، ومؤسّس صوت فلسطين صوت الثورة الفلسطينية فؤاد ياسين رحمه الله، ويحيى رباح، ونبيل عمرو، بالإضافة إلى كُتَّاب آخرين.

كذلك فسيتم إصدار أحد دواوين الشاعر ناصر الشاويش المحكوم بأربع مؤبدات، وهو الديوان الثاني الذي يُصدِره له الاتحاد العام للكتاب والأدباء، علمًا أن الديوان صدر بدعم شخصي من أُسرة الأسير، وهذا جزء من الحرب، بمعنى عجزنا عن الطباعة لهؤلاء الأسرى، حيثُ أن كل هذه الإصدارات تتم إمَّا بدعم من الكُتَّاب أنفسهم، أو بدعم من رجال الأعمال الذين يدعمون اتحاد الكتاب في الوطن أو في الشتات، وعلى رأسهم الأستاذ جمال أبو بكر الذي دعم الشاعر عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى" بشكل شخصي. وسيكون هناك أيضًا كتابٌ جديد سنحتفي به قريبًا للباحث "ساجي سلامة"، يتناول فيه الرؤية الأمريكية لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين والخلفيات الإسرائيلية، وهو على نفقة الكاتب.

ولا بدَّ من التنويه إلى أن بيت الشعر الفلسطيني لأول مرة على أرض فلسطين قام بطباعة الأعمال الناجزة للشاعر خالد أبو خالد، وبالتالي فنحن نحاول أن نستزرع هذه الأسماء الكبيرة في الثقافة الفلسطينية والثقافة العربية من جديد، وأن نسلّط الضوء على الأسماء الثقافية العربية والعالمية التي تساند الثقافة الفلسطينية والمثقفين الفلسطينيين في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وعلينا أن نكرم هذه الأسماء. وفي هذا الصدد نشير إلى قيام سيادة الرئيس محمود عباس بتكريم عدد من الكُتَّاب والمبدعين، ضمن مراسيم تكريمية، وبينهم أبو الصادق، ومهدي سردانة، وموسى الحافظ، وأبو عرب، ووليد أبو بكر، ويوسف الخطيب، وهشام المزين، وكلها أسماء ثقافية وإبداعية استطاع اتحاد الكتاب ان يؤكد حضورها، ونحن نوجّه جزيل الشكر للرئيس لأنه لم يقصر في دعم اتحاد الكتاب عبر تكريم الكتاب والتأكيد على إبداعهم، مع الإشارة إلى أن سيادة الرئيس سيكرِّم الشهيد  الكاتب كمال ناصر قريبًا.

وأجدد التأكيد على أن اتحاد الكتاب يحاول تجديد بعث الثقافة الفلسطينية بما يحقق حضورها ويؤكد أن الكتيبة المؤسِّسة في الثقافة والوعي هي التي منحتنا كل القدرة على التماسك، بالإضافة إلى الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الراحل ناجي علوش، التي طبعتها على نفقتي الخاصة قبل شهرين من رحيله، لأن جهة لم تتبنَ دعم هذه الأعمال، كما أجدد الدعوة إلى دعم الكتاب والأدباء الفلسطينيين حتى يستطيعوا القيام بواجبهم .

 

كيف تؤثّر زيارات الوفود الثقافية العربية والأجنبية إلى فلسطين على الوضع الثقافي في فلسطين؟

بالتأكيد أن تسمع عن فلسطين غير أن تراها، وتشاهد كل هذا العصف، وكل هذا القتل والتدمير الذي يمارَس على المكان والإنسان في فلسطين، وكل هذه المعازل وجدار الفصل العنصري، وكل حالات الاستباحة للمسجد الأقصى، والتقسيم الزمني للحرم الإبراهيمي، وكنيسة القيامة وكنيسة المهد، وكل ما يتعلَّق بالمقدسات المسيحية والإسلامية وحتى المقابر. لذا فعندما تأتي الوفود إلى فلسطين، يشاهدون وجعًا كبيرًا يستطيعون أن يُعبّروا عنه بشكل أفضل، وبشكل أعمق، لذلك لابد لنا من استقطاب الأسماء العالمية لكي نتمكّن من نقل الوجع الفلسطيني إلى كل العالم، ولنضع فلسطين على خارطة الإبداع الكوني والعربي بما يحقّق حضورنا على المشهدين الثقافي العربي والإنساني.