إنه رسولنا العظيم محمد صلوات الله وسلامه عليه، فمن ذا الذي يخاف على مقامه، وتكفل الله بحمايته وعصمته وخلود ذكره، فجعل محبته جزءا من الإيمان، وجعل الشهادة بنبوته أول فرض من فروض العقيدة، فلا تقترن الشهادة بوحدانية الله إلا بالشهادة لمحمد بأنه رسول الله.

إنه رسولنا العظيم محمد صلوات الله وسلامه عليه، بعثه الله رحمة للعالمين، وعصمه الله من الناس أجمعين، وهو نفسه، صلوات الله وسلامه عليه، الذي قال عن نفسه وهو أصدق الصادقين، إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

وتذكروا سيرته الخالدة، وهو الذي منذ اللحظة الأولى في بعثته التي غيرت وجه الدنيا إلى يوم الدين، أوذي في جسده، وأوذي في دعوته، واتهم في عقله بالجنون، واتهم في عرضه، ووضعت الأحاديث الزائفة لتنسب إليه، فماذا كان مصير كل أولئك الذين آذوه على مر التاريخ غير الخزي والخسران، أما هو رسولنا العظيم محمد، حبيب الله ورسوله الذي اصطفاه وفضله على العالمين، فقد دخل الناس في دينه أفواجا، وأصبح أتباعه أمة كبرى، بل هي أكبر الأمم، وخير امة أخرجت للناس، أما الذين يؤذونه، ويتحرشون باسمه، ويسيئون إليه بالروايات الشيطانية، أو الرسوم الكاريكاتيرية، أو الأفلام السينمائية الغبية، فهم ليسوا سوى نكرات بائسة، يحاولون أن يلفتوا الأنظار إلى ذواتهم الدونية، يريدون أن يشتهروا في الأرض ولو على فعل هابط، وأخلاق منحطة، وأعمال سرعان ما تسقط من ذاكرة التاريخ، لبطل هو، رسولنا العظيم محمد – صلوات الله وسلامه عليه – رحمة للعالمين في كل زمان ومكان، حين تفقد البشرية رؤيتها، ويتوه الطريق من أقدامها، وتغرق في الضلالة، فلا تجد سواه تستجير بهديه، وتستدل على الحق بنوره، وتصعد إلى العلا بأخلاقه التي هي مكارم الأخلاق.

وربما يكون العنصر الجديد في الإثارة التي صاحبت الفيلم الجديد للمخرج الأميركي تيري جونز، أن بعضا من الأقباط المصريين في المهجر شاركوا في إنتاج هذا الفيلم المسيء، فكان لزاما علينا أن نظهر الغضب، ونحن كمسلمين ملزمين أن يكون رضانا لرسولنا وغضبنا من أجله، وهذا واجب لن نحيد عنه، ولكننا ونحن نفعل ذلك، نعي أن هؤلاء وأمثالهم ليسوا بمستوى أن يكونوا خصما لرسولنا العظيم آية الله الخالدة، ومعجزته الخارقة، وهديه المستمر، ونوره الذي ملأ السموات والأرض، فهؤلاء أصغر من أن نعبأ بهم، إنهم سقط المتاع، وحثالة الأعداء، يتاجرون ببضاعة تافهة فلا يكون مصيرهم سوى السقوط واللعنة والانطفاء.

وإنما إيماننا برسولنا العظيم، وطريقه القديم، أن نكون النموذج الأعلى، فنستعيد ذاتنا من حمى خلافاتنا، وأن نخوض معاركنا الرئيسية بيقظة عارمة، ووحدة قوية، فحين نلبي نداء القدس، وحين نبحث عن مصادر القوة، وحين ندير حياتنا فلا يكون فيها فقير لا يجد اللقمة، أو ضعيف لا يجد المساندة، فحين ذاك، نكون لرسولنا مخلصين، ولعهده حافظين، صلى الله وسلم عليك يا علم الهدى، يا حبيبنا يا رسول الله، أما أولئك المسيئون فلعنة الله عليهم، ذكرهم في الأرض زائل، بينما أنت نور في الأرض ونور في السماء