بيان صادر عن قيادة حركة فتح – لبنان
صباح اليوم الحادي والثلاثين إستلمت السلطة الوطنيةالفلسطينية جثامين واحدٍ وتسعين شهيداً فلسطينياً من الجانب الإسرائيلي، وكانت قدإحتجزت رفات البعض منهم لما يزيد على خمس وثلاثين سنة، كان الإحتلال الإسرائيلييحتجزهم في مقابر الأرقام، بحيث يتحول الشهيد إلى رقم على أملالنسيان، اليوم تعود الأرقام إلى وضعها الكفاحي الطبيعي في إطار قوافل الشهداءالذين شكلوا جسر العبور الكفاحي من جيل إلى جيل.
إنَّ شعبنا الفلسطيني أمضى حياته يستقبل الأبطال ويودِّعالشهداء ،ويدرك تماماً أن مسيرة التحرير الوطنية طويلة وشاقة، وتحتاج إلى تضحيات، صحيح أن إستقبال جثامين الشهداء سيفتح الجروحمجدداً، والعيون ستدمع، لكنَّ أهالي الشهداء يدركون أنَّ لا مجال لليأس والإحباط،وأن تكريم الشهداء بدفن رفاتهم مرة ثانية سيشكل حافزاً إضافياً لهذا الجيل الجديدالذي لم يكن موجوداً في السبعينات والثمانينات، واليوم جاء الوقت لتربط الماضيبالحاضر.
وإذا كان الكيان الإسرائيلي القائم على العدوان والحقدوالعنصرية قد شفا غليله بمنع الأهالي من رؤية أبنائهم الشهداء لحظة إستشهادهم،إلاَّ أن إحتجازهم لهذه الفترة الطويلة إنما هو تأكيد على طبيعة هذا العدوالعنصري.
لقد أكرمنا الله سبحانه وتعالى بالإيمان، وأنَّ التعزيةلثلاثة أيام، لأنَّ الإسلام دين عمل وجهاد وتضحية، فعندما تصعد روح الشهيد إلىبارئها، وعندما ترجع النفس المطمئنة إلى ربها راضية مرضية، فإن المكافأة وصلت إلىالشهيد وأهله.
نحن في لبنان وبكل فخر و إعتزاز نتقدم من ذوي الشهداءالذين تم تسلُّم رفاتهم اليوم بالتبريكات والدعاء لأبنائهم بأن يكونوا في أعلى عليينمع النبيين والشهداء والصالحين، ونسألالله سبحانه أن يمنَّ على أهلنا بالصبر والسلوان ونرجو الله عزَّ وجلَّ أن يجعلمثوانا الأخير جميعاً هناك في أرضنا المباركة، ليظل الأموات والأحياء شوكةً في عينالإحتلال.
في هذا اليوم الذي نجدد فيه وفاءَنا لشهدائنا الأبرار، ونؤكدإلتزامنا في حركة فتح بإتمام المصالحة كاملة، وإنجاز الوحدة الوطنية، على طريق تصعيدالمقاومة لدحر الإحتلال، وإستعادة المقدسات، وتطهيرها من دنس الصهيونية، وإقامةالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
المجد والخلودلشهدائنا الأبرار
والحرية والعزةللأسرى البواسل
وإنها لثورةحتى النصر
حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
مفوضية الإعلام والثقافة – لبنان
31/5/2012
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها