64عاما وجرح النكبة مازال ينزف

 بيان صادر عن قيادةحركة "فتح"-لبنان

يا جماهير شعبنا الفلسطينيفي الداخل والشتات...

في الخامس عشر من أيارمن كل عام يستيقظ شعبنا الفلسطيني وعلى كاهله أطنانٌ من الهموم والآلام، والذكرياتالمرعبة التي خلفتها نكبة الشعب الفلسطيني بفعل التآمر الدولي،والتواطؤ العربي، واستهدافالشعب الفلسطيني الآمن على أرضه، واقتلاعه بقوة الإرهاب والمجازر، واحلال العصاباتالصهيونية مكانه لتنفيذ المشروع الاستعماري الصهيوني بالسيطرة على المنطقة العربيةمن خلال تمكين الصهاينة من إقامة كيانهم الإسرائيلي العنصري على أنقاض الوجود الفلسطيني.

الكيان الإسرائيلي هو أشبهبالسرطان المنتشر في الوطن العربي، وهو الذي احكم سيطرته الأمنية، والعسكرية،والسياسية،وأصبحت الدول العربية تعيش حالة من الصراعات،والتشرذمات، والانقسامات بحيث غابت الوحدةالعربية،لأنَّ وجود الوحدة يشكل خطراً على الكيان الإسرائيلي.

إنَّ نكبة الشعب الفلسطينيأسفرت عن تشريد حوالي مليون فلسطيني وتوزَّعوا في الوطن العربي، وفي مختلف أرجاء المعمورة.كما تسببت النكبة بتدمير أكثر من 418 قرية فلسطينية عربية في الأراضي المحتلة.

من تداعيات النكبة التيمازالت تلقي بظلالها على الواقع الفلسطيني:

أولاً: التفكك في التركيبةالاجتماعية، وفقدان الهوية الوطنية بعد حالة التشريد والضياع.

ثانياً: حاولت الإطرافالدولية تحويل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية مضمونها توفير الطعام، واللباس،والخيام، بينما هي في واقع الأمر قضية وطنية سياسية وقانونية.

ثالثاً: إن مفهوم النكبةشكَّل صدمة للشعب الفلسطيني وهو يرى حالة التردي والتواطؤ عند الأنظمة العربية التيلم تسمح لجيش الإنقاذ بأخذ دوره الطبيعي.

رابعاً: إنَّ جرح النكبةمازال ينزف لأنَّ المجتمع الدولي يقف عاجزاً أمام المشروع الصهيوني، ولم يستطع تنفيذ القرارات الدولية التي تؤكد حفَّنافي العودة إلى أرضنا خاصة القرار الدولي (194)، والقرار (181) الذي يقضي بإقامة دولتين،وللأسف فإن العالم ساند اليهود لإقامة كيانهم العنصري، ولم يسمح بإقامة الدولة الفلسطينيةالعربية.

خامساً: إنَّ بريطانياوهي دولة الانتداب آنذاك ، وصاحبة الوعد المشؤوم وعد بلفور الذي أعطاه وزير خارجيةبريطانيا في العام 1917 لإقامة كيان يهودي على الأراضي الفلسطينية، وبريطانيا نفسهاهي التي زوَّدت العصابات الصهيونية بالأسلحة، وأخلت لها  المعسكرات والمواقع، ثم أعلنت إنتهاء الانتداب البريطانيفي 14/5/1948لإفساح المجال للصهيونية لإقامة الكيان الجديد.

سادساً: لقد ارتكبت العصاباتالصهيونية ومنها الهاغانا، والاراغون، والشتيرن مجازر في القرى العربية لإرهاب المدنين،وما جرى في دير ياسين، والصفصاف، وصلحا، والطنطورة، وغيرها شاهد على ذلك، وهو يفسِّرمخاطر المشروع الصهيوني.

سابعاً: لقد أدت النكبةإلى انهيار المجتمع الفلسطيني تحت وطأة التآمر، وتحوَّلوا إلى لاجئين في الخيم والمخيماتولتحقيق المزيد من التدمير قامت الأنظمة آنذاك بممارسة كل أساليب الإذلال، والتضييق، والاعتقالات .

ثامناً: بعد مرور ستة عقودونصف على النكبة مازال شعبنا الفلسطيني يعاني من حالة التشرد، ومن غياب الموقف العربيالمسؤول، وأيضاً من عجز المجتمع الدولي لإرغام الكيان الإسرائيلي على تنفيذ قراراتالهيئة الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية. فالكيان الإسرائيلي يمارس ما يشاء دونمساءلة أو محاسبة.

رغم جراح النكبة النازفةإستطعنا عبر مسيرتنا الكفاحية الوطنية التي انطلقت العام 1965، والإعلان عن اندلاعالثورة الفلسطينية، واستطعنا عبر نضالنا الوطني أن نستعيد الهوية الوطنية، وأن نعيدالقضية الفلسطينية إلى موقعها الطبيعي على الصعيد العربي والدولي، وأصبحت اليوم مطروحةبقوة من أجل الحصول على الاعتراف الدولي بها كعضو فاعل.

إنَّ ذكرى النكبة الرابعةوالستين لا تريد منَّا البكاء والندم  وإنماتريدنا أن نجرى المراجعة الموضوعية لواقعنا ، وان نخرج بالنتائج المطلوبة التي تتناسبمع طموحات شعبنا الفلسطيني .

أ – لابد من إنجاز الوحدةالوطنية الفلسطينية الشاملة لكل أطياف العمل السياسي الفلسطيني، وبغياب الوحدة الوطنية  يكون العمل الفلسطيني مشلولاً وغير قادر على الفعلوالتأثير. فها نحن اليوم نشاهد أكبر الأحزاب الإسرائيلية تتوحد حول هدف واحد وهو خدمةالكيان الإسرائيلي، وتصفية القضية الفلسطينية.

ب – لا بد من إتمام المصالحةالفلسطينية التي تم التوقيع عليها من قبل الجميع دون استثناء، وكل الأعذار مرفوضة لأنالمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني هي الأساس، وليس المصالح الفصائلية والفئوية.

ج- إنَّ معركة الأسرى داخلالسجون والمعتقلات الإسرائيلية حيث يشارك حوالي ألفين وخمسماية أسير في الإضراب عنالطعام ،وهي معركة تاريخية ومشرفة وذات أبعاد وطنية ،وسياسية،والمطلوب منا جميعاً أننتضامن مع أسرانا قولاً وفعلاً، واحساساً بالمسؤولية.إنَّ التصعيد الإعلامي والجماهيريمن قبلنا سيدخل النشوة إلى قلوبهم وقلوب ذويهم، وسيشكل كابوساً ضاغطاً على الاحتلالمن اجل التسليم لأسرانا بحقوقهم وخاصة إلغاء السجن الإداري، والعزل الانفرادي، والإهمالالطبي، والسماح لهم باستكمال دراستهم، والسماح لأهالي الأسرى بزيارة أبنائهم وتحديداأهالي قطاع غزة. وعلينا أن نتذكر خطورة الإضراب وحساسيته خاصة أن بعض الأسرى دخل يومهالخامس والسبعين مضربا عن الطعام، فالوقفة الموحَّدة في الشتات وخاصة في لبنان سيكونلها تأثيرها على إدارة سجون الاحتلال بالتراجع.

د – إن الشعب الفلسطينيبكل قواه الوطنية والإسلامية يؤكد رفضه لكافة مشاريع التوطين، ويصرُّ على العودة إلىأرضه التي طرد منها في العام 1948، وشعبنا يرفض كافة محاولات تشويه موقفه المبدئي القائمعلى استمرارية كفاحه الوطني حتى تحقيق أهدافه الوطنية وخاصة إقامة الدولة الفلسطينيةالمستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، والقدس هي عاصمتنا الأبدية. ونحن نؤكد بأنهلا سلام في المنطقة في غياب حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

ه – في هذه الذكرى نؤكدحرصنا على أمن المجتمع الفلسطيني، ونزع كافة العوائق،وتذليل الصعوبات، والتعاون معكافة الجهات المعنية لمعالجة كافة القضايا التي تساعد على تحقيق الاستقرار في مخيماتنا،وتهيئة جماهيرنا لاستكمال مسيرتهم الوطنية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وإجراءاتهالتعسفية.

و- إننا في هذه الذكرىالأليمة ندعو كافة الجهات المعنية بمعالجة نكبة مخيم نهر البارد وتداعياتها التدميريةعلى كافة الأصعدة، ندعوهم إلى تحمُّل مسؤولياتهم كاملة لإنقاذ شعبنا مما حلَّ به مندمار، وضياع، وعدم استقرار، والخضوع لإجراءات أمنية دائمة، والعيش في تجمعات مؤقتةلا تليق بهم، وبالتالي المطلوب عدم التلكؤ في إعادة إعمار المخيم بالمواصفات المحددةحتى يتسنى للجميع العودة إلى بيوتهم، وأيضاً وبشكل ملح إعادة الأراضي التابعة للمخيمولمنظمة التحرير لتلبية احتياجات الأهالي، وخاصة تأمين المقبرة الجديدة على أرض"م.ت.ف" بعد أن أُقفلت المقبرة الأولى.

ندعو أبناءَ شعبنا الفلسطينيإلى الإضراب العام استنكاراً لجريمة إقتلاع شعبنا من أرضه التاريخية.

التحية كل التحية إلى شعبناالفلسطيني في الداخل والشتات.

التحية إلى قوافل الشهداءالإبطال وذويهم.

تحية فخر واعتزاز إلى أسراناالبواسل وهم يخوضون معركة الحرية والكرامة.

التحية إلى قائد المسيرةورمز القضية الشهيد ياسر عرفات.

التحية إلى حامل الثوابتالفلسطينية الرئيس أبو مازن.

التحية إلى شهداء حق العودةالذين سقطوا برصاص الاحتلال.وإنها لثورة حتى النصر

حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح

مفوضية الإعلام والثقافة- لبنان

15/5/2012

ر