بيانصادر عن قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح – لبنان

حلَّتالذكرى الخامسة لنكبة مخيم نهر البارد والألم يعتصرُ قلوب أهله .

يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات.

يا أهلنا في مخيم نهر البارد وفي مخيمات لبنان كافة

أحيا شعبنا الفلسطيني وما زال الذكرى الرابعة والستينلنكبة العالم 1948، حيث تم الاقتلاع، والتهجير القسري، وتدمير القرى، وافتعال المجازرلتصفية الوجود الوطني للشعب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه إقامة الكيان الإسرائيلي لمجموعاتصهيونية إرهابية تم تجميعها على أرضنا، وذلك في إطار مشروع استعماري صهيوني.

وليس بعيداً عن الخامس عشر من أيار، يوم النكبة،كانت مأساةٌ جديدة تستحق وبكل جدارة أن نصفها بنكبة مخيم نهر البارد.  ففي فجر يوم الأحد الواقع بتاريخ 20/5/2007 بدأالتنفيذ العملي لهذا المشروع الجهنمي الذي دمَّر مخيماً بأكمله لم يسبق له أن تعرَّضلأية عملية تهجير، كما أنه شرَّد جميع أهالي المخيم، وألقى بهم على الطرقات في حالةمذهلة، ومؤلمة وصاحبَ ذلك عملياتُ قصفٍ وتدمير طالت بيوتهم وأحياءهم من أجل حملهم علىالمغادرة، وترك كل ما يملكون.

إنَّ هذه المجموعات التي حملت اسم (فتح الإسلام)كانت تستهدف في مشروعها السيطرة على مخيم نهر البارد في إطار مشروع اكبر من المخيم،واكبر من لبنان، وهذا ما قاد إلى استهداف الجانبين الجيش اللبناني، والمخيم الفلسطيني.

كانت البداية في هجوم عسكري لهذه المجموعات علىحواجز الجيش اللبناني على مداخل المخيم فجر الأحد، وسقوط الشهداء والجرحى من الجيش،وهكذا بدأت المعركة، وتوترت أحياء المخيم، وتوسَّع إطار القصف واشتدَّ، وسقط الشهداءوالجرحى من أهالي المخيم، وهكذا بدأت رحلة نكبة نهر البارد عملياً من  20/5/2007 إلى 10/10/2007 يوم العودة إلى المخيموالموافق 27 رمضان 1428 – ولكنَّ تداعيات النكبة ما زالت قائمة رغم مرور خمس سنوات،وما زال أهلنا في المخيم وخارجه يعانون الأمرَّين وفي هذه المناسبة يهمنا أن نشير إلىالجوانب التالية:

أولاً: أنَّ البنية الوطنية المتماسكة للمجتمع الفلسطيني في المخيمات هي الكفيلة بمواجهةالتحديات على أرضية المصالح الوطنية العليا، والأمن الاجتماعي لشعبنا، وعدم السماحبتكرار تجربة مخيم نهر البارد المؤلمة.

ثانياً: نؤكد على العلاقة الأخوية بين شعبينا اللبناني والفلسطيني، وبهذه العلاقة السليمةالتي وضع أسسها سيادة الرئيس أبو مازن نستطيع تفويت الفرصة على أي طرف يريد العبث بمخيماتنا،أو يحاول توتير علاقاتنا مع الجوار اللبناني. فالسلم الأهلي هو مصلحة فلسطينية، كما هو مصلحة لبنانية.

ثالثاً: إننا ندعو كافة الجهات المعنية بمعالجة تداعيات نكبة نهر البارد إلى الإسراعباستكمال تنفيذ برنامج إعادة إعمار مخيم نهر البارد حتى يتسنَّى لأبنائه الذين ما زالوامشردين في التجمعات المؤقتة العودة إلى بيوتهم، والعيش باستقرار وكرامة بعيداً عن الهواجسالأمنية.

رابعاً:  إنَّ مخيم نهر البارد كان المخيم الأول إقتصادياً، وقد فقد أهلُه كلَّ ما يملكون،وأصبحوا بلا اقتصاد، وبلا مأوى، وبلا عمل. وللأسف فإنَّ كافة المحاولات والمساعي السابقة للحصول على تعويضات للتجار لمتُثمر سوى القليل، ونطالب بأن يُعطى هذا الجانب الأهمية، والتعويض على التجار حتى يتمكنأهل المخيم من استعادة بنيتهم الاقتصادية.

خامساً: نأمل الإسراع في تنفيذ الوعود التي قدمتها الجهات اللبنانية بخصوص إعادة أرضالمقبرة، والأراضي الأخرى التي تُعتبر ملكاً خاصاً لأهالي المخيم مما يُقفل الكثيرمن الملفات التي شكلت قلقاً وارباكاً لدى الأهالي.

سادساً: إننا نرى ضرورة تخفيف الإجراءات الأمنية على مداخل المخيم خاصة أن الأهالي عانوامن الأحداث وكانوا هم الضحية، فلا يجوز أن يدفعوا الثمن مرتين، وان يظلوا تحت كابوسنكبة نهر البارد.

إنَّ الشعب الفلسطيني الذي وصفه الشهيد الرمز ياسرعرفات بشعب الجبارين، أثبت عبر مسيرة كفاحه الوطني، بأنه قادر على مواجهة التحديات،وقادر على حماية الأهداف الوطنية، والثوابت الفلسطينية، وأنه رغم المآسي والعذاباتيظلُّ ممسكاً بزمام الأمور والمبادرة، ويظلُّ رغم التآمر على مصيره وقضيته في الخندقالأول المواجه والمقاوم للاحتلال، ونظلُّ في دائرة الفعل والتأثير.  والقيادة الفلسطينية معنية اليوم ونحن نعيش ذكرىنكبتين أن تفعِّل برنامج المقاومة الشعبية والدبلوماسية ضدَّ مكونات الاحتلال ومخططاته،كما أنها معنية بمواصلة المعركة القانونية والدبلوماسية على الصعيد الدولي لنيل الاعترافبالدولة الفلسطينية عضواً في الأمم المتحدة، حتى يكون بالإمكان خوض كافة المعارك القانونيةالمتعلقة بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وتحديداً موضوع الأسرى الذين خاضوا معركتهمالمشرِّفة بوجه الاحتلال الإسرائيلي، وأصبح ملحّاً اليوم وضع الاحتلال أمام مسؤولياتهوهو الذي يمارس القتل والإجرام ويرفض الالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية، ويصرعلى التعامل مع أسرانا البواسل كإرهابيين، وليس كمدافعين عن أرضهم وحقوقهم.

 

التحية كل التحية إلى شعبنا المكافح الصامد العائدبإذن الله إلى أرضه التي شُرِّدَ منها.

التحية إلى قوافل الشهداء الذين سقطوا منذ بدايةالقرن العشرين دفاعاً عن فلسطين، ومقدساتها، وأهلها.

التحية إلى أسرانا البواسل في معتقلات الاحتلالوهم يصنعون المجد والعزة بإرادة وطنية، ووعي ثوري أصيل.

 

وإنهالثورة حتى النصر

حركة التحرير الوطني الفلسطينيفتح

مفوضية الإعلام والثقافة-  لبنان

20/5/2012