في يوم العمال العالمي من حق عمّالنا الفلسطينيين في هذا اليوم أن يكونوا في مقدمة المحتفلين بهذه المناسبة كونهم الأشّد معاناة. فهم ليسوا عاملين فقط وإنما هم مقاتلون من أجل التحرير والحرية، وهم مدافعون عن المقدسات والحقوق الوطنية، وهم يحملون من النضج الفكري والسياسي، والوعي الوطني ما جعلهم فعلاً قادةً في مختلف المجالات، فهم من شارك بفاعلية وجهدٍ منقطع النظير منذ الانطلاقة، وعبر المسيرة الوطنية، وخلال الانتفاضات الفلسطينية، واليوم هم من يتحملون الأعباء الاقتصادية، والصمود بوجه التحديات والمضايقات على المعابر والحواجز، وهم الذين يعرضون أنفسهم للمخاطر من أجل إعالة أسرهم.
إنَّ الظروف الصعبة التي فرضت على العامل الفلسطيني في الداخل بأن يعمل في مواقع عمل تحت السيطرة الإسرائيلية، وتحت ضغوطات هائلة إنما كان هدفه الأساسي تنمية الاقتصاد الفلسطيني، وخفض نسبة البطالة. لقد كان لعمالنا في الداخل مشاركة فاعلة في معركة مقاطعة المستوطنات ومنتوجاتها، وفي معركة بناء البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية.
إننا نطالب الدول العربية والصديقة بأن تساعد عمَّالنا الفلسطينيين تحت الاحتلال وفي الشتات بتأمين فرص العمل، وتقديم العون عبر الاستثمارات، وإعطاء الفرصة والاهتمام للعامل الفلسطيني الذي يعاني من التعقيدات المفروضة عليه، ومن الحرمان في ممارسة العمل في العديد من المهن مما ينعكس سلباً على أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية.
في هذا اليوم لا بد أن نوجِّه تحية إكبار إلى أبطالنا الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية الذين بدأوا منذ مدة إضرابهم عن الطعام . وبما يزيد على ألفي معتقل في مختلف المعتقلات.
وما يجري اليوم في هذه المعتقلات معركةٌ وطنية مُشرِّفة بوجه الاحتلال وجلاديه وتحدٍ كبير للإجراءات العنصرية التي يتم إعتمادها من قبل الاحتلال بحق المعتقلين وذويهم، وحقوقهم.
ونحن على ثقة أن أبطالنا الأسرى سيحققون انتصارات رائعة تعزز الموقف الوطني.
في هذه المناسبة ندعو كافة القوى الفلسطينية إلى تجاوز الأزمة الوطنية الراهنة باتجاه المصالحة الفلسطينية، والوحدة الوطنية، والعمل بكل إخلاص لوضع حدٍ لمأساة الانقسام التي خلفت الأضرار الكبيرة على مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
ونحن على ثقة بأن المصالحة الوطنية سيكون لها تأثيرات واسعة على مسيرة الحركة الوطنية، وعلى المجتمع الفلسطيني، مما يعزِّز جبهتنا الداخلية ويجعلنا أكثر قدرة على المواجهة، والمقاومة الشعبية
وكل عام وانتم وشعبنا بخير
وإنها لثورة حتى النصر
قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني – "فتح" - إقليم لبنان
مفوضية الإعلام والثقافة
2/5/2012
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها