في ذكرى استشهاد أبو جهاد خليل الوزير ويوم الأسير الفلسطيني

 أسرانا أسيراتنا انتم فجرنا القادم

 

بيان صادر عن قيادة حركة "فتح" في لبنان

 

 في السادس عشر من شهر نيسان العام 1988 ليلاً نفَّذت القيادة الإسرائيلية الصهيونية قرار مجلس وزرائها المصغّر بإغتيال الشهيد القائد أبو جهاد خليل الوزير مهندس الانتفاضة، وأحد المؤسسين الأوائل لحركة فتح الرائدة.

 إنَّ استهداف القائد أبو جهاد الوزير في مقره في تونس جاء بعد محاولات يائسة لإغتياله كونه المخطط العسكري لأبرز العمليات  التي هزَّت أركان الكيان الإسرائيلي، وكشف  هشاشة وضعف البنية الأَمنية الإسرائيلية، فبعد عملية دلال المغربي العام 1978 كانتْ أيضاً عملية ديمونا العام 1988،  و هذه العملية الأخيرة التي وصل أثناءها المقاتلون  الفتحاويون إلى مسافةٍ قريبة من المفاعل النووي شكلت التحدي الأكبر للاحتلال الإسرائيلي.

لقد استعان الكيان الإسرائيلي بالقوة الجوية والقوة البحرية، ومجموعات الموساد  لتنفيذ عملية الاغتيال الجبانة للتخلُّص من مهندس الانتفاضة الشعبية العام 1987، ومن القائد المبدع الذي تشهد له أرض الوطن بالعطاء والوفاء والتضحيات.

صبيحة يوم السابع عشر، يوم الأسير الفلسطيني كانت الأراضي  الفلسطينية، والشتات تنزف دماً ودموعاً حزناً ووفاءً لروح الشهيد القائد خليل الوزير، فسقط عشرات الشهداء، وأُعتقل المئات في حالة صخب وصدام ومواجهات ضد جنود الاحتلال.

يجدر بنا في هذا اليوم المبارك أن نكون أوفياء لأسرانا البواسل الذين يسجٍّلون في كل يوم صفحاتٍ من المجد، والاعتزاز، والصمود والتحدي والكبرياء، متعالين على محاولات الإذلال، والقمع، والتعذيب، لا ذنب لهم سوى انهم عشاق حرية رافضين الانصياع لإرادة الاحتلال. ونحن في هذا اليوم نؤكد قناعاتِنا بإعتماد قضية الإفراج عن الأسرى كثابت من ثوابتنا الوطنية إلى جانب القدس، ورفض الاستيطان، وحق العودة .

إننا نحيي الأسرى في السجون والزنازين، ونعتزُّ بإرادتهم الوطنية، وخوضهم معارك الإضراب عن الطعام لفرض مطالبهم المحقة، وخاصة فيما يتعلق بالاعتقال الإداري، والعزل الانفرادي، وحرمان الأهالي من زيارة أبنائهم، وتجاهل أوضاعهم الصحية.

إن المعارك المشرِّفة التي خاضها مروان البرغوثي ، واحمد سعدات، وخضر عدنان وهناء الشلبي ومئات الأسرى الذين يستعدون لتسجيل صفحاتٍ جديدة من الفخار الفلسطيني هي محط إحترام وتقدير لدى كافة أبناء شعبنا وقواه السياسية، وفعالياته الشعبية، والاجتماعية، والنقابية.

إننا في هذه المرحلة الصعبة التي تعطَّلت فيها المصالحة، وأُجهضت  الوحدة الوطنية بسبب حسابات ضيقة، فإننا ندعو الجميع للعودة إلى وثيقة الأسرى ومضامينها الكفيلة بإنهاء الانقسام، لأن  الانقسام خيار إسرائيلي  أثَّر سلباً وبشكل واسع على القضية الفلسطينية، وعلى وحدة الأرض والشعب، وعلى قدرتنا في مواجهة الاحتلال وتفعيل المقاومة الشعبية ضد الإستيطان، والجدار، والتهويد، وهذه المقاومة الشعبية السلمية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من برنامجنا السياسي.

إننا مطالبون اليوم أن نؤكد لشهدائنا الإبرار ، ولأسرانا البواسل   إصرارنا على التمسك بقضايانا الجوهرية، وخاصة قضية الإفراج عن الأسرى. وندعو جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات أَخْذَ دورهم الطليعي في دفع كافة الفصائل الفلسطينية إلى إعتماد الموقف الوطني الوحدوي الذي يجمِّعُ الطاقات من أجل دحر الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على الأرضي المحتلة العام 1967. والعمل على تنفيذ حق العودة إلى أرضنا التاريخية التي شردنا منها.

إنَّ المسؤولية الوطنية تدعونا جميعاً إلى حماية الأمن  الاجتماعي لشعبنا في المخيمات الفلسطينية من أجل تشكيل بنية وطنية قادرة على تحمُّل مسؤولياتها الكاملة تجاه الثوابت الوطنية، والعمل الجاد للحفاظ على العلاقات الأخوية اللبنانية  الفلسطينية، والتعاطي بإيجابية في القضايا التي تتعلق بالجوانب الأمنية.

 

التحية لشهدائنا الأبرار

كل التحية للأسرى البواسل الصامدين خلف القضبان.

التحية لشعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات.

 

وإنها لثورة حتى النصر

 

قيادة حركة فتح/لبنان

مفوضية الإعلام والثقافة

17/4/2012