قلمٌ سيّال نشأَ وترَعرَعَ على حُبّ الوطن، وشريانه النابض "القدس"، ليُجسّد بين سطور قصائده على نحو 10 أعوامٍ متتالية حبّه هذا، ويُتوّج في المحافل الدولية، بعد أن حصَدَ مؤخرًا جائزة "القوافي"، في مهرجان الشارقة للشعر العربي، مُحلّقًا بآماله وأحلامه بعيدًا عن قيود الاحتلال كافة.

واستطاع الشاعر والمُعلّم الفلسطيني حسن مازن قطوسة أن يضيئ ليالي الإمارات برفقة 12 شاعرًا وشاعرةً من الوطن العربي، في هذه المسابقة، بعد أن نالت قصيدته "أغنية أمام السور" إعجاب حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان القاسمي.

و"قطوسة" شاعرٌ منذُ نعومة أظفاره، وُلِد في قرية دير قديس غربي رام الله عام 1984، وينتمي لأُسرةٍ تعشقُ الأرضَ والعملَ بها، حصلَ على شهادة بكالوريوس اللغة العربية وآدابها من جامعة بيرزيت، كما أنهى الدراسات العليا في تخصص النقد الأدبي، ويعمل كمُعلّم في إحدى مدارس المدينة.

تجسّدت موهبة الشعر بشكلٍ فعلي للمُعلّم عام 2014؛ نتيجة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أهمها "الفيسبوك"، وخلال سنواته هذه، حصد عددًا من الجوائز المحلية والدولية عن قصائده "من وحي الخريطة"، و"على باب القدس" و"أغنية أمام السور".

لَئن مَنَعت حَواجِزُهم مَرامي.. أزوُركِ خِلسَةً لَوْ في المَنام"، بهذه الكلمات بدأت قصيدة الشاعر حسن قطوسة التي تُجسّد في أبياتها حوارًا ذاتيًا لطفلٍ فلسطيني يستذكرُ تفاصيلَ رِحلته إلى مدينة القدس في التسعينيات من القرن الماضي، ولم يتسنَّ له العودة بعدها بتاتًا؛ ليعيشَ بين لَوْعَة البُعد والحِرمان والعيشِ على أطلالِ الماضي وذكرياته.