استقبل الشعب الفلسطيني  فى الوطن والشتات اخبار المصالحة بالكثير من البهجة والتفاؤل .فالجميع كان يعرف ان الانقسام كان كارثة على الشعب الفلسطيني و ربحا صافيا لاسرائيل.

لا عجب  ان قامت قيامة نتنياهو  على المصالحة لانه يعرف جيدا ان ذلك يعني تقوية الطرف الفلسطيني فى النضال لاجل انتزاع حقوقه.

لقد راهن نتنياهو على الانقسام لاجل الاستفادة منه و ها هو الشعب الفلسطيني وقياداته الوطنية ترد على ذلك بموقف قوي. وهو الموقف المتمسك بالثوابت الوطنية التي اعتقد اليمين الصهيوني انه قادر على الالتفاف حولها.

من المؤكد ان نتنياهو و معه غلاة اليمين والمستوطنين سيصعدون اعتداءاتهم على الشعب الفلسطيني. ومن المؤكد انهم سيعملون ما فى وسعهم لاجل افشال المصالحة الفلسطينية عبر الاساليب  المعروفة من تضييقات على السلطة الوطنية، او عبر الاعتداءات العسكرية على انواعها. كل ذلك  تعرفه القيادة الفلسطينية من خلال الخبرة  الطويله.

فالموضوع اكبر من موضوع تحسين شروط المفاوضات. جوهر الموضوع هو  تماسك كل القوى الوطنية الفلسطينة، واتحادها  فى اطار المشروع الوطني الفلسطيني الذي عنوانه الاستقلال واسترداد الحقوق. لان من شروط انتصار حركة التحرر الوطني الفلسطيني  هو تماسك  القوى الوطنية فى اطار مشروع  المقاومة. وعنوان هذه المرحلة هو منازلة اليمين الصهيونى  الفاشى  لاجل اجباره على الرضوخ للمطالب  الفلسطينية. وهذا الامر ليس  نزهة  بسيطة، بل مشروع كفاحي كبير يوحد جهود الفلسطينيين فى اطار المشروع الوطني.

لذا المطلوب  الان هو  المضي فى مشروع المصالحة  الى مداه الاخير. اذ لا خيار للشعب الفلسطيني  سوى المضي قدما  فى المشروع الوطني. ففي  الوقت الذي يعاني المشرق العربي من حروب اهلية طاحنة ليس امام الشعب الفلسطيني سوى توحيد قدراته والاعتماد اكثر على النفس.

وعلى الشعب الفلسطيني  ان يدرك ان اسرائيل ليست فى وضع القوي كما تسعى ان تصور ذاتها. فحملات المقاطعة الاكاديمية  وسواها تتصاعد يوما بعد يوم. وتمتد من اوروبا الى امريكا الى استراليا الى امريكا اللاتينية. ومحاولة اسرائيل اعادة عقارب الساعة الى الوراء لم تعد ممكنة ابدا .