حديثة العهد والولادة، تفتقر الى الكثير من التجربة والخبرة ويغيب عنها صوت الحنكة والذكاء في قراءة المستقبل لهذا وقعت في الشرك، وكررت الوقوع اكثر من مرة وكانت اخطاؤها فادحة بحجم الوطن، وكانت دائما تعيد الاخطاء ذاتها ولا تتعلم من خطأ مضى لتنجو بنفسها من خطأ آخر، فاستحقت ان نقول لها هذا ما جنته حماس على نفسها وما جنى عليها أحد.

فمنذ ان سطع نجمها في تسعينيات القرن الماضي كانت تسعى حماس الى القسمة وكانت تحاول ان تتخذ لنفسها أدواراً متقلبة ومفاجئة وكانت تسير على منهج أضعفها منذ البداية وهو القائم على فكرة "من ليس معنا فهو ضدنا ونحن ضده"، ومن ليس معنا يعني أنه ليس وطنياً وليس مؤمناً ويتوجب الابتعاد عنه حتى يأتي وقت حسابه، وبهذا الشكل عبأت حماس عناصرها بافكار سوداوية وجعلت منهم خلفاء الله على الارض واصحاب الدين الذين تتوجب طاعتهم دون مجادلة ودون حوار ودون انتقاد وزرعت في قلوبهم انهم على الحق وحدهم وان الآخرين على ضلال وفي شرك، وان الآخرين من ابناء جلدتهم اعداء لهم وتنصلت من تاريخ شعب كامل ونضالاته التي سبقت حضورهم بعشرات السنوات، لم تعترف بنضال الشعب ضد الاستيطان الذي كان قبل الاحتلال ولم تعترف ببطولات شعب عبر تاريخ ثورته الحديث بل شككت فيه حتى انها في كثير من الاحيان الى ابعد من التشكيك، وفي نفس الوقت امتدحت نفسها بآيات وأحاديث وملأت بطون البعض بحفنة دولارات وتوجت البعض الآخر في مناصب عليا واتخذت من كلمة الجهاد سبيل فرج لها من كل ضائقة، حتى وصلنا الى مرحلة مؤلمة هي تلك التي نعيشها الآن بهذا الشكل وهذا الاسلوب وهذا المنهج الذي يدفع شعبنا بأكمله ضريبة سلوكها، في اليرموك او في سوريا كاملة، في مصر التي تربطنا بها علاقة عضوية عبر التاريخ، في الأردن لكن النظام الاردني فهم منذ البداية سياسات حماس العقيمة فقام بطردهم قبل ان يسيئوا للعلاقة كما حصل مع مصر، وكثيرة هي الشواهد الآخرى والتي قد يكون لا حصر لها منذ ذهبوا الى قطر وما قبل قطر وما بعدها وفي مجملها كان المتضرر الأكبر القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن مراهقاتها هنا وهناك.

طيلة السنوات الماضية كانت مراهناتها خاطئة، لأنها مارست سياسة التلون واللعب على اكثر من حبل، وكانت تعتقد انها قادرة على الابقاء على هذا لكن الايام والاحداث فضحتها مما جعلها تقف بلا حليف كونهم جميعاً عرفوها على الحقيقة التي هي عليها وبالتالي وقعت في خطيئة اعمالها وهي اليوم لا تعرف كيف تخرج مما جنته على نفسها ولم تتعلم من الدروس والعبر وهي لا تزال تجدد محاولاتها بنفس الاسلوب والطريقة ذات المصلحة الحزبية الضيقة.