لا يوجد مواطن فلسطيني ضد نضالات الحركة الاسيرة داخلالسجون الاسرائيلية. ولا يمكن لانسان مهما كانت جنسيته إلا ان يكون مع حرية المعتقلينالسياسيين. وبالضرورة مع مطالبهم المطلبية، كل مطالبهم المرفوعة لسلطات السجون الاسرائيليةوعددها (30) طلبا.

ومعركة الامعاء الخاوية، التي جسدتها الحركة الاسيرةتاريخيا، وجددها هذه الايام عدد من الاسرى، بعضهم تجاوز في إضرابه خمسة وخمسين يوما،مسجلا صفحة بطولية جديدة في سفر نضال الحركة الاسيرة. هذه المعركة للاسف الشديد سعتحركة حماس لتشويهها، من خلال الاهداف الفئوية، التي حددها يحيى السينوار، عضو مكتبحماس السياسي في قطاع غزة، والمشرف الاول على ادارة معركة السجون، حيث اراد السينواراستثمار المناخ الايجابي، الذي شاع في الشارع والقطاعات الفلسطينية الرسمية والاهليةاثناء إضراب خضر عدنان وهناء شلبي، من حركة الجهاد الاسلامي من خلال تعميم تجربة الاضرابداخل السجون الاسرائيلية بحيث تشمل كل القوى الفلسطينية. الامر الذي يفتح الافق لحراكشعبي واسع في الشارع الفلسطيني وخاصة في الضفة الفلسطينية تضامنا مع الحركة الاسيرة،تندس في اوساطه عناصر حركة حماس (الحراك الشعبي) لاحداث عمليات فوضى وشغب تهدف الىزعزعة الاستقرار في مدن الضفة الفلسطينية، وتهديد مكانة السلطة الوطنية.

بعدما وصل محتوى رسالة السينوار الى قيادات وكوادر حركةحماس في السجون لقيادة الشعب الفلسطيني واعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وبعد انكانت قيادة فتح متفقة مع جميع القوى على الاضراب لتحقيق كامل مطالب الحركة الاسيرةالثلاثين، رغم استجابة سلطات السجون مباشرة للتجاوب مع عشرة مطالب منها، على ان تبحثباقي المطالب مع قيادات الحركة الاسيرة في السجون المختلفة للوصول الى صيغة اتفاق جديد،إلا انها عادت واصدرت الاوامر لاعضائها وكوادرها بعدم الانخراط في الاضراب، ليس لغايةشق الحركة الاسيرة، ولكن للرد على المآرب الخبيثة ليحيى السينوار ومن لف لفه في قيادةالحركة الانقلابية، التي شاءت الزج بالحركة الاسيرة في أتون الحسابات الفئوية الصغيرة،الهادفة لتعميق الانقسام وتمزيق وحدة الارض والشعب والقضية الوطنية. مع ان بعض اعضاءفتح من ابناء قطاع غزة، انخرطوا في الاضراب نتيجة التضليل والتشويه من قبل قيادات حماسفي داخل السجون، ونتيجة الارباك في اوساط حركة فتح في قطاع غزة.

لذا على كل القوى السياسية الفلسطينية التوقف عن المتاجرةبأبطال اسرى الحرية في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وعدم الزج بهم في معاركهم الفئويةوحسابات السلطوية التخريبية والعبثية، لحماية الحركة الاسيرة، وصيانة وحدتها في مواجهةسلطات السجون الاسرائيلية، ولتمكينها (الحركة الاسيرة) من تحقيق اهدافها المطلبية والسياسية،ولصيانة وتعزيز وحدة الحركة الشعبية الداعمة لمواقف ونضالات ابطال الحرية في باستيلاتالاسر الاسرائيلية.

فشلت لعبة السينوار، كما سيفشل الانقلاب الاسود، الذيقادته حركة حماس قبل خمسة اعوام تقريبا على الشرعية الوطنية. ولتعميق الفشل، على اسرىالحرية الآن في فتح وحماس والشعبية وغيرها من القوى إيقاف الاضراب بهدف اعادة ترتيبالبيت الفلسطيني في اوساط الحركة الاسيرة، واعادة ترتيب الاولويات وخوض معركة موحدةضد سلطات السجون، بحيث يكون عنوان معركتهم الاول «إعادة الاعتبار للوحدة الوطنية، وإطلاقصفارة الانطلاق لقطار المصالحة وانهاء الانقلاب والانقسام», بالاضافة لمواصلة معاركهمالمطلبية والسياسية بوقف سياسة الاعتقال الاداري، والسماح بالزيارات للاهل، ووقف سياسةالعزل لاسرى الحرية، والسماح بالصحف والراديوهات والتلفزيونات وغيرها من الاستحقاقاتالمشروعة، واسقاط قانون شاليط النتنياهوي.