يبدوا أن أحدا ما سمع صراخ القدس وهى تغتصب وتهود وتستوطن، فأوحي للوزراء العرب أن يعلنوا مؤتمرا للدفاع عنها في الدوحة وهذا شيء ممتاز وإجراء كان يفترض أن يحث منذ أن اغتصبت القدس في الرابع من حزيران عام 1967 ولكن ليس على الهواء مباشرة أو على الملأ لان القدس ما تحتاجه في ذلك الوقت هو المتطوعين من الجند والعتاد لنجدتها ونصرتها ورد الظلم عنها، وما تحتاجه القدس في ذلك الوقت مدا من البارود والمدافع والطائرات الحربية لتجوب فوق تل أبيب وتقذف اليهود بالنار، لكن ما حدث هذا ولن يحدث حتى بعد مائة عام من الآن ..! اليوم سمعت القدس وهي تستغيث مع أن صوتها بات خافتا جدا من كثرة ما استنجدت واستغاثت بالعرب شعوبا وحكام مفتيين ورؤساء روابط إسلامية، وصوتها أصبح نحيبا مع طول الزمن، فلقد استغاثت منذ أول يوم تغتصب فيه، واستغاثت عندما حرق الحرم الثالث، واستغاثت عندما داس بني صهيون على رأسها، واستغاثت ومازالت تستغيث حتى بعد مؤتمر الدفاع عن القدس الذي عقد في الدوحة الأسبوع الفائت واعتقد أن الاستجابة لاستغاثتها الآن ليست على المستوي المطلوب عربيا وإسلاميا. رائع أن تصل الأموال لأهل القدس لتعينهم على الصمود والبقاء في المدينة العتيقة شامخين وجميل أن يتم دعم كافة المؤسسات الإسلامية والمسيحية بالمدينة، لكن المال وحده ليس الحل، مع ان الحل يحتاج إلى إجراءات حاسمة لتقف الدول المركزية على ساق واحدة تعاقب إسرائيل وتقمع فكرها الصهيوني الذي سبب هذا كل، وقد يقول البعض هذا فكرا متطرفا وهذا مستحيلا لكن المستحيل يعتبر مقاومة ناجعة في كل الحروب فما بال الحالة اليوم وخاصة أن ما يجري في القدس فقد بات مروعا ومخيفا، فكل يوم تأتي إسرائيل بمخطط هيكلي تهويدي جديد للنيل من القدس العربية وأقصاها العربي الإسلامي، اليوم أيها السادة نحتاج إلى غلق المنافذ في وجه حلفاء إسرائيل، واليوم أيها السادة نحتاج إلى حبس النفط عن حلفاء إسرائيل وحلفاء حلفائهم، هذا إن تبقى لنا سيطرة على المنافذ وأبار البترول في بلادنا.. وحتى إن لم يكن لنا سيطرة فلنعيد السيطرة مرة أخرى ونضع أيدينا على ثرواتنا التي نحتاج أن نستخدمها في هذه الأوقات التي تطاول فيها الغرب واليهود على شرف الأمة العربية وحرماتها. لعله جهاد فرض عين أن يأتي العرب إلى القدس جموعا وفرادى لزيارتها والصلاة في مسجدها الأقصى وتحت قبة صخرتها المشرفة والإقامة في أقصاها للرباط ما أمكن من الأيام و الشهور والسنوات والدفاع عن المحاولات المتكررة التي تفتعلها إسرائيل ومستوطنيها من اقتحامات وعربدات المستوطنين اليهود في باحات الأقصى، وهذا ما تحتاجه القدس الآن ودون تأخير وتسويف أو إتباع فتاوى دفع لها مسبقا ليبقى الدفاع عن القدس فقط بالمال إن وصل المال وصدق المتبرعون، وما تحتاجه القدس الآن أن يمتلئ مسجدها الأقصى يوميا بالمصلين المسلمين من كل بقاع الأرض وكل الفروض وبعيدا عن المناسبات الدينية، وان تمتلئ باحات المسجد الأقصى بالرجال والنساء والأطفال المسلمين حاملين معهم مؤنهم وتموينهم وأموالهم التي ستنفق في سبيل الدفاع عن ثالث الحرمين، لذلك فإن الرباط في الأقصى أصبح واجبا جهاديا على كل نفس مسلمة دون استثناء، ولعله عار على من أفتى بعدم جواز دخول القدس وزيارتها والإقامة فيها والصلاة في مسجدها الأقصى وهي تحت الاحتلال، لأنه بهذا لا يجيز الرباط في القدس ومسجدها الأقصى والدفاع عنها أمام غطرسة اليهود مع أهلها الفلسطينيين يدا بيد وساعدا بساعد وبندقية ببندقية وحجر بحجر ودرهم بدرهم. قد لا يستطيع العرب أن يحبس النفط من اجل القدس ..! وقد لا يستطيع احد من الأئمة أن يفتي بذلك، وقد لا يكون ممكنا إغلاق المنافذ والممرات المائية حتى تقف التجارة الدولية المارة من مياه العرب ويضطر الغرب بذلك إلى دفع مبالغ خيالية لبدائل تجارية، ولا تفتح تلك الممرات ويرسل النفط للغرب مرة أخرى إلا إذا تحررت القدس من الصهاينة الغاصبين ..! لكن الممكن أن يأتي المسلمين في قوافل إلى القدس ومن كافة الممرات الحدودية والموانئ والمطارات  العربية المجاورة لفلسطين لان إسرائيل بدأت تستخدم نفس الأسلوب مع المستوطنين هدفا لتشجع السياحة اليهودية إلى المدينة المقدسة من كل أنحاء العالم وتجلب السياح اليهود من خلال رحلات رخيصة ومجانية  تجوب المدينة ومساجدها وكنائسها يتم خلالها تدنيس باحة الحرم القدسي الشريف، ويتلقى هؤلاء السياح خلال رحلاتهم تعليما توراتيا مخيفا بادعاء أن ديانة هؤلاء اليهود السياح لا تكتمل إلا إذا أوجدوا أنفسهم وداسوا في الأماكن التي يصلي فيها المسلمين وهذا اعتقاد توارتى صهيوني عنصري بشع يستهدف تاريخنا الإسلامي في المدينة المقدسة.