فجرامس قامت قوات الاحتلال الاسرائيلية باقتحام مقري محطتي تلفزيون وطن والقدسالتربوي، وصادرت معدات البث وكاميرات وأجهزة مختلفة وملفات تخص القنواتالتلفزيونية. هجمة صهيونية جديدة تستهدف وسائل الاعلام الوطنية، وتهدف الى تكميمالأفواه، وخنق الصوت الوطني، وحرية الرأي والتعبير كخطوة اضافية الى جانب مواصلةسياسة البطش والتنكيل والاعتقال الاداري، وتعميق اساليب القهر للحركة الاسيرة،ومتابعة سياسة التهويد ومصادرة الاراضي وبناء الوحدات الاستيطانية في المستعمراتالاسرائيلية المقامة على الاراضي المحتلة عام 67 وخاصة في القدس الشرقية على طريقاستباحة خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 67، وتصفية عمليةالسلام بشكل كلي.

دولةالاحتلال والعدوان الاسرائيلية تعمل وفق مخطط مدروس ومعد سلفاً لتدمير العناصرالمكونة للشخصية الوطنية خطوة خطوة دون ضجيج وفي ظل انشغال العالم بهمومهالمختلفة، وانهماك كل من الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية بانتخاباتها، وغرقاوروبا في أزمتها الاقتصادية - المالية، والتهاء العرب بالملف النووي الايرانيوالثورات العربية وخاصة السورية، وأيضا في ظل استمرار الانقلاب والانقسامالفلسطيني، وبالتالي تمزق النسيج الوطني والاجتماعي لاعتبارات خاصة وفئوية فياوساط حركة حماس.

هذهالعوامل تفتح الابواب واسعة امام مشاريع حكومة نتنياهو لضرب المصالح العليا للشعبالعربي الفلسطيني. وهي كما أشير آنفاً مقدمة لمخطط أوسع وأعمق سيطال في المستقبلالمنظور باقي وسائل ومنابر الاعلام بما في ذلك التلفزيون الرسمي والصحف والجامعاتومؤسسات السلطة الوطنية ووزارات وهيئات وادارات بما في ذلك مقرات الاجهزة الامنيةدون ان تضطر الى اجتياحات واسعة تجلب عليها ردود فعل عربية ودولية كبيرة.

مالم تتنبه القوى الفلسطينية للمخطط الاسرائيلي وتتصدى له بقوة فعل سياسيةودبلوماسية وشعبية واعلامية - ثقافية وعلى مختلف الصعد والمستويات المحليةوالاسرائيلية والقومية والعالمية، وفي المحافل والمنابر الاقليمية والدولية، فإنحكومة اقصى اليمين لن تتورع عن ارتكاب المزيد من الاعتداءات والانتهاكاتالاجرامية. الامر الذي يفرض تجييش حملة وطنية واسعة، والعمل بسرعة من أجل ردم هوةالانقلاب الاسود لتعزيز عوامل الصمود، والانطلاق من كل القرى والمدن والمحافظاتوفي الشتات وفي الداخل في الـ 48 وعلى الجبهات العربية والاسلامية والأممية وخاصةمنبري الجمعية العامة ومجلس الامن، والتوجه لاتحاد الصحفيين الدوليين ومنظمات حقوقالانسان وغيرها من المؤسسات لمحاصرة السياسات العدوانية والمنافية لأبسط حقوقالانسان وحتى لما تضمنته اتفاقية اوسلو على بؤسها.

علىالقيادة الفلسطينية والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمنابر الاعلاميةالارتقاء الى مستوى المسؤولية تجاه ما يجري، لا سيما وان الاخطار تتعدى حدودمصادرة معدات وكاميرات واجهزة كمبيوتر وملفات خاصة بقناتي «وطن» و»القدس التربوي»لتطال الركائز الاعلامية والثقافية والاكاديمية والاجتماعية وفي المقدمة السياسيةللشخصية الوطنية الفلسطينية في ظل استمرار التهويد للقدس ومصادرة الاراضي فيالمناطق المحتلة عام 67.

إذاًحكومة إئتلاف اليمين الصهيوني تدفع الأمور نحو حافة الهاوية، ولا مجال امامالقيادة سوى الاستعداد لكل السيناريوهات والخيارات الصعبة المطروحة عليها. فإما انتكون على مستوى التحديات أو لا تكون.